الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، أغسطس 14، 2024

نص "الشبح ": عبده حقي


دوائر الوجوه المنسية تحت طبقات الشفق المنسي، حيث يمر الوقت ببطء مثل انسكاب الشمع على الخزف، يمشي شخص ما - على الرغم من أن المشي ليس سوى كلمة، والكلمات ليست سوى ظلال للأشياء التي يسمونها - عبر الغابات المصنوعة من الأوردة المتشابكة، حيث الأوراق هي همسات، ممزقة من أفواه النجوم.

هناك نافذة ليست بنافذة، بل فم مفتوح، متعطش للضوء، يبتلع الشمس، وفي الفراغ الذي يتركه، يظهر وجه، نصف مكتمل، ولكنه لا نهائي، عيناه آبار تشرب الليل، وتسكبه كحبر على السماء.

الشبح الصامت يمد يده، يد تنزف مع كل نبضة، لكنها لا تلوث الهواء الذي تمسحه، لأنه هنا، في هذا المكان، الدم ليس سوى فكرة، والأفكار أنهار، متعرجة، ملتوية، عبر متاهة العقول المنسيّة.

في هذا العالم، الأشجار أعمدة، تحمل سماء تبكي بالألوان، ألوان ليس لها أسماء، لكنها تغني،

بأصوات لا يستطيع رؤيتها إلا المكفوفون، وفي تلك الأغنية، ذكرى، لأيادي لمست ولكنها لم تشعر أبدًا.

باب يفتح حيث لا ينبغي أن يكون، باب مصنوع من الزجاج والنفس، يؤدي إلى غرفة ليست غرفة،

بل همسة، عالقة في حلق عملاق، عملاق ينام تحت الأرض، ويحلم بعوالم لم تكن موجودة أبدًا.

يخطو الشبح عبر فم الحلم، حيث تنبض الجدران بإيقاع القلوب، وتتنهد الأسقف بثقل الكلمات المنسية.

هنا، في بطن العملاق، الهواء كثيف بالأفكار غير المعلنة، والأرض ترتجف بثقل الصمت.

يظهر وجه على الحائط، مكون من شقوق وتجاعيد الزمن، يتحدث، رغم عدم خروج أي صوت من شفتيه، يتحدث عن أشياء كانت، وأشياء لن تكون أبدًا، يتحدث عن عيون رأت، وعيون لم ترمش أبدًا،

يتحدث عن الصمت، والصوت الذي يصدره عندما ينكسر.

يستمع الشبح، رغم أنه لا يوجد ما يسمع، فهنا، في هذا المكان، الصوت ليس سوى حلم، والأحلام ليست سوى انعكاسات للحقيقة.

يتلاشى الوجه،

وفي مكانه،

نافذة،

ليست نافذة،

بل مرآة،

ليست مرآة،

بل باب،

ليس بابًا،

بل فمًا،

مفتوحًا، متعطشًا للضوء.

يخطو الشبح عبر عين العاصفة، حيث تعوي الرياح بأصوات الموتى، والأحياء، والذين لم يولدوا بعد.

هنا، في وسط العاصفة، يوجد السلام، لأنه هنا، في هذا المكان، لا يوجد سوى الحاضر، والآن هو الأبدي.

يرفع الشبح يدًا،

يدًا لم تعد يدًا،

بل غصنًا،

غصنًا لم يعد غصنًا،

بل شعلة،

شعلة لم تعد شعلة،

بل فكرة،

فكرة لم تعد فكرة،

بل ذاكرة،

لوقت لم يكن أبدًا،

ومكان لن يكون أبدًا.

تهدأ الريح،

وفي الصمت،

صوت،

ليس صوتًا،

بل همسة،

ليس همسة،

بل فكرة،

ليس فكرة،

بل نفس،

ليس نفسًا،

بل تنهد،

ليس تنهد،

بل صرخة،

ليست صرخة،

بل أغنية.

يستمع الشبح،

رغم أنه لا يوجد ما يُسمَع،

فهنا، في هذا المكان،

الصوت ليس سوى حلم،

والأحلام ليست سوى انعكاسات للحقيقة.

تنتهي الأغنية،

وفي مكانها،

صمت،

ليس صمتًا،

بل كلمة،

ليست كلمة،

بل فكرة،

ليست فكرة،

بل حلم،

ليست حلمًا،

بل حقيقة.

يدور الشبح،

وفي الدوران،

يصبح الوجه على الحائط،

الوجه الذي لم يعد وجهًا،

بل نافذة،

ليست نافذة،

بل مرآة،

ليست مرآة،

بل باب،

ليس بابًا،

بل فمًا

مفتوحًا، متعطشًا للضوء.

لقد ذهب الضوء،

وفي الظلام،

يتلاشى الشبح،

ويصبح الهمس،

الفكرة،

التنفس،

التنهد،

الصراخ،

الأغنية.

الأغنية التي لم تعد أغنية،

بل صمت،

ليس صمتًا،

بل كلمة،

ليست كلمة،

بل فكرة،

ليست فكرة،

بل حلم،

ليس حلمًا،

بل حقيقة.

الحقيقة التي لم تعد حقيقة،

بل كذبة،

ليست كذبة،

بل حلم،

ليست حلما،

بل ذكرى

لوقت لم يكن موجودا أبدا،

ومكان لن يكون موجودا أبدا.

تتلاشى الذكرى،

وفي مكانها،

وجه،

ليس وجهًا،

بل قناع،

ليس قناعًا،

بل ظل،

ليس ظلًا،

بل ضوء،

ليس ضوءًا،

بل فكرة،

ليست فكرة،

بل ذاكرة،

لوقت لم يكن أبدًا،

ومكان لن يكون أبدًا.

يمشي الشبح، على الرغم من أن المشي ليس سوى كلمة، والكلمات ليست سوى ظلال للأشياء التي يسمونها، عبر الغابات المكونة من الأوردة المتشابكة، حيث الأوراق هي همسات، ممزقة من أفواه النجوم.

تتساقط النجوم،

وفي السقوط،

تصبح العيون،

العيون التي لم تعد عيونًا،

بل آبارًا،

آبارًا تشرب الليل،

وتسكبه كحبر على السماء.

يكتب الحبر،

وفي الكتابة،

تصبح الكلمات،

الكلمات التي لم تعد كلمات،

بل أفكار،

أفكار لم تعد أفكار،

بل أحلام،

أحلام لم تعد أحلام،

بل حقائق،

حقائق لم تعد حقائق،

بل أكاذيب،

أكاذيب لم تعد أكاذيب،

بل ذكريات،

ذكريات زمن لم يكن موجودًا أبدًا،

ومكان لن يكون أبدًا.

تتلاشى الذكريات،

وفي مكانها،

وجه،

ليس وجهًا،

بل قناع،

ليس قناعًا،

بل ظل،

ليس ظلًا،

بل ضوء،

ليس ضوءًا،

بل فكرة،

ليست فكرة،

بل ذاكرة،

لوقت لم يكن أبدًا،

ومكان لن يكون أبدًا.

يتلاشى الشبح،

وفي التلاشي،

يصبح الظل،

الظل الذي لم يعد ظلًا،

بل نورًا،

النور الذي لم يعد نورًا،

بل فكرة،

الفكرة التي لم تعد فكرة،

بل ذاكرة،

الذاكرة التي لم تعد ذاكرة،

بل حلم،

الحلم الذي لم يعد حلمًا،

بل حقيقة.

الحقيقة التي لم تعد حقيقة،

بل كذبة،

الكذبة التي لم تعد كذبة،

بل ذكرى،

الذكرى التي لم تعد ذكرى،

بل وجه،

الوجه الذي لم يعد وجهًا،

بل قناع،

القناع الذي لم يعد قناعًا،

بل ظل،

الظل الذي لم يعد ظلًا،

بل نور،

النور الذي لم يعد نورًا،

بل فكرة،

الفكرة التي لم تعد فكرة،

بل ذكرى،

لوقت لم يكن أبدًا،

ومكان لن يكون أبدًا.

تتلاشى الذكرى،

وفي مكانها

صمت،

ليس صمتًا،

بل كلمة،

ليست كلمة،

بل فكرة،

ليست فكرة،

بل حلم،

ليس حلمًا،

بل حقيقة.

الحقيقة التي لم تعد حقيقة،

بل كذبة،

الكذبة التي لم تعد كذبة،

بل ذكرى،

الذكرى التي لم تعد ذكرى،

بل وجه،

الوجه الذي لم يعد وجهًا،

بل قناع،

القناع الذي لم يعد قناعًا،

بل ظل،

الظل الذي لم يعد ظلًا،

بل نور،

النور الذي لم يعد نورًا،

بل فكرة،

الفكرة التي لم تعد فكرة،

بل ذكرى،

لوقت لم يكن أبدًا،

ومكان لن يكون أبدًا.

تتلاشى الذكرى،

وفي مكانها تظهر

شخصية،

شخصية تمشي، رغم أن المشي ليس سوى كلمة، والكلمات ليست سوى ظلال للأشياء التي تسميها.

0 التعليقات: