الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، أغسطس 11، 2024

قصيدة "في موعدها القادم" : عبده حقي

 


ستكون نصبًا تذكاريًا للأحلام الصامتة،

تمثالًا حيث تصرخ الصحراء،

تحت سماء ممتدة رقيقة بالتنهدات،

ستقف حيث تنكرت الأرض.

ستغوص قدماها في الغبار ،

مرساة في عالم ظالم،

حيث سيشوه الوقت وينحني الفضاء،

وتنزف البدايات في النهاية.

 

ستلتقط عيناها الضوء البعيد،

عالم معلق في ليل لا نهاية له،

بمخلوقات تطفو في الهواء ،

حيث ستتلاشى الحقيقة وتنطلق الأحلام.

 

فوق جبينها، تاج من الساعات،

كون ولد من مخاوف الهمس ،

حيث تمشي الأفيال على أرجل طويلة ،

باليه هش، أغنية صامتة.

 

ستحمل هذا العالم على رأسها،

عبء الموتى الأحياء،

ولكنها ستحمله عالياً ،

كإلهة في هذه السماء المهجورة.

 

ستجلس مرأة عند قدميها ساكنة،

تحتضن طفلاً، وستتناثر أفكارها،

في فراغ لا نهاية له،

حيث يفقد الماضي والحاضر مكانيهما.

 

سيحدق طفلها في العمود الشاهق،

شخصية هادئة وعاصفة،

كما لو كان يسأل بصوت غير منطوق،

ماذا تعني الحياة في ظل الموت.

 

ستمشي الشخصيات في المسافة، بعيدًا،

على ركائز تمتد إلى نجم الصباح،

ستتعثر خطواتهم، لكنهم سيواصلون،

بحثًا عن أحلام ستختفي قريبًا.

في هذا العالم حيث لن يكون أي شيء كما يبدو،

حيث تنزف الشمس ويحلم القمر،

ستكون هي المركز، ومحور الزمن،

لغز الجسد، وإيقاع القافية.

 

وسترقص المخلوقات فوق رأسها،

رقصة الأحياء، رقصة الموتى،

بأجنحة ترفرف في الهواء الكثيف،

في مكان ما .

 

ومع ذلك، ستعرف بقلبها الحجري،

أن هذا سيكون مكانًا ليس لها،

بل زائرًة في أرض الأحلام،

حيث لن يكون أي شيء كما يبدو.

 

ستغرب الشمس، وستزحف الظلال،

عبر كثبان الصحراء، حيث تستلقي الذكريات،

ستقف، ثابتة، طويلة،

شاهدة صامتة على الصعود والهبوط.

 

ستحمل عيناها ثقل السماء،

حيث سينزل الليل بصرخات صامتة،

وستتألق النجوم في الزرقة اللامتناهية،

تذكيرًا بكل ما ضاع في الحقيقة.

 

ستكون حالمة وحلمًا في الوقت نفسه،

مفارقة عالقة في بريق القمر،

همسة من عالم من الأكاذيب الجميلة،

حيث ستمتد الأرض وسترتفع السماء.

 

وعندما يغطي الظلام كل شيء،

ستسمع الكون ينادي،

بلغة النجوم، والوقت الذي لم يُحكى،

قصة مستقبل تم شراؤه وبيعه.

 

في الليل، ستصبح الليل،

شكلًا من الظل، من الضوء الغائب،

سيتلاشى شكلها، ويتلاشى جوهرها،

في الحلم الذي خلقت منه.

 

لكنها ستبقى، شبحًا في الرمال،

أثرًا للحياة في أرض تحتضر،

ذكرى محفورة في قلب الزمن،

بيت شعر سيتردد صداه في قافية لا نهاية لها.

ففي عالمها الغامض،

حيث لن يكون هناك شيء، لكن سيشعر الجميع،

ستبقى، حقيقة لم تُروَ،

قصة أحلام، شباب وكبار.

 

سوف يهمس صوتها في ريح الصحراء،

أغنية الضالين، والخاطئين،

ومن يسمعها سيعرفها جيدًا،

حارسة الأحلام، حيث تسكن الظلال.

 

ستكون نصبًا تذكاريًا للأحلام الصامتة،

تمثالًا للفكر حيث تصرخ الصحراء،

في امتداد لا نهاية له من الزمان والمكان،

ستقف وكفى.

 

لأنها في قلبها، حيث سيسود الصمت،

ستحمل آلام العالم،

ولكن بقوتها، ستقف شامخة،

في عالم ستمشي فيه الأحلام.

على رؤوسها

 

ستكون البداية والنهاية،

خلق العقل، واقع يجب ثنيه،

وفي الليل، عندما يكون كل شيء هادئًا،

ستبقى، ظلًا على التل.

 

سيبقى حضورها، فكرة في الظلام،

شرارة حياة في عالم قاتم،

وفي أحلام أولئك الذين سينامون،

ستتجول، سرًا يجب الحفاظ عليه.

 

لأنه في عالم المبهم،

حيث لن يكون هناك شيء ولكن كل شيء سيشعر به،

ستكون السؤال والإجابة غير معروفة،

قصة لن يتم عرضها بالكامل أبدًا.

 

وهكذا ستقف، حلمًا أبديًا،

في أرض حيث لن يكون أي شيء كما يبدو،

نصب تذكاري للفكر، للصراخ الصامت،

ستكون هي حلما، في عالم الأحلام.


0 التعليقات: