الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، أبريل 08، 2025

الشارقة تضيء سماء الرباط الثقافية كضيفَ شرفٍ في معرض الكتاب


في موعدٍ ثقافي متجدد، تستقبل العاصمة المغربية الرباط الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، والذي تنطلق فعالياته من 18 إلى 27 أبريل الجاري، بمشاركة إمارة الشارقة كضيف شرف، تأكيداً على مكانتها الريادية في المشهد الثقافي العربي والدولي، ودعماً لدورها في إثراء الحوار الثقافي وصناعة المعرفة.

وفي ندوة صحفية احتضنها رواق باب الرواح، أكد محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن استضافة الشارقة تأتي تجسيداً لقيم التعاون الثقافي العربي، ولتعميق الروابط بين الشعوب، في وقتٍ يشهد فيه العالم تحديات تستدعي مزيداً من الانفتاح والتفاعل الثقافي. كما نوّه الوزير إلى أن المعرض هذا العام يخصص حيزاً مهماً للاحتفاء بالمبدعين من مغاربة العالم، تعزيزاً للانتماء وتوطيداً للعلاقة مع الجالية المغربية.

اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة الحالية، الذي أعلن عنه في فبراير الماضي، يعد تتويجاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، في دعم الثقافة العربية والارتقاء بالمشهد الحضاري للمنطقة. وقد أعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للكتاب، عن فخرها بهذه المشاركة، مؤكدةً أن البرنامج المقدم سيعكس ثراء المشهد الثقافي الإماراتي ويعزز جسور التعاون بين المثقفين من الجانبين.

وتشارك الإمارة بوفد ثقافي وفني يضم نخبة من المبدعين والناشرين، إلى جانب أكثر من 15 دار نشر إماراتية، تقدم عبرها هيئة الشارقة للكتاب برنامجاً متنوعاً يشمل ندوات فكرية، ورشات للأطفال، عروضاً تراثية، وجلسات خط عربي بالتعاون مع خطاطين مغاربة، في تجربة متكاملة تمزج بين الأصالة والابتكار.

من جهته، كشف منظمو المعرض أن هذه الدورة تشهد مشاركة حوالي 775 عارضاً يمثلون 51 دولة، يقدمون ما يفوق 100 ألف عنوان، فيما يشمل البرنامج الثقافي أنشطة لنحو 762 مفكراً ومبدعاً عبر 26 فعالية يومية. ويستمر تخصيص فضاء متكامل للأطفال، بـ712 نشاطاً من بينها 660 ورشة ثقافية داخل ست مساحات تفاعلية، فضلاً عن جناح خاص لأعمال مستوحاة من سلسلة "السنافر" الكرتونية.

ولم يغفل المعرض هذا العام عن تكريم أسماء بارزة من الأدباء والمفكرين المغاربة مثل ليلى أبو زيد، عمر أمرير، محمد برادة، محمد بنطلحة، وسمية جسوس، إلى جانب تكريم رموز ثقافية عربية بشراكة مع منظمة "ألكسو"، واستضافة جوائز أدبية مرموقة مثل جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة والجائزة الوطنية للقراءة.

أما مغاربة المهجر فكان لهم حضور لافت، من خلال تكريم شخصيات أسهمت في المشهد الثقافي بالخارج، على غرار عبد الله بونفور، أحمد غزالي، أمينة بن هاشم العلوي، والراحل إدريس الشرايبي الذي يحتفى بذكرى مرور 70 عاماً على صدور روايته "التيوس". وتُخصص أمسية شعرية متعددة اللغات، وعروض أفلام وثائقية عن الهجرة، إضافة إلى إصدارين خاصين من مجلتي "ديبتيك" و"تيل كيل" لتسليط الضوء على الإبداع النسائي المغربي في المهجر.

واختتم إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، بالتأكيد على أن المعرض يشكل مناسبة استثنائية لاستكشاف التحولات الثقافية والفكرية لدى مغاربة المهجر، وخاصة الإبداع النسائي المتنامي، ضمن رؤية شاملة تضع الثقافة في قلب الحوار الحضاري العالمي.


0 التعليقات: