تشهد الإمارات العربية المتحدة تحولا استراتيجيا كبيرا في مجال التعليم من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مراحله، من رياض الأطفال حتى الدراسات العليا. فقد تبنت الدولة منذ وقت مبكر الذكاء الاصطناعي كأداة محورية في تطوير التعليم، ما جعلها نموذجًا عالميًا في هذا المجال.
في التعليم العالي، تحتضن الإمارات أكثر من 44 برنامجًا أكاديميًا متخصصًا في الذكاء الاصطناعي، أبرزها في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تأسست عام 2019 وتُعد من بين أفضل 10 جامعات في العالم في مجالات مثل الرؤية الحاسوبية والتعلم الآلي ومعالجة اللغات. وقد تخرج منها أكثر من 300 طالب التحق معظمهم بمنظومة الذكاء الاصطناعي داخل الدولة. كما أنشأت الجامعة مراكز بحثية متقدمة مثل معهد النماذج التأسيسية ومركز الميتافيرس، وأسهمت بأكثر من 3400 ورقة علمية.
وامتدت هذه الجهود إلى جامعات أخرى مثل السوربون أبوظبي، جامعة أبوظبي، جامعة خليفة، الجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة عجمان، والتي أدرجت برامج أكاديمية متخصصة في الذكاء الاصطناعي.
أما في التعليم المدرسي، فقد أعلنت الدولة عن خطوة غير مسبوقة تتمثل في إدراج مادة الذكاء الاصطناعي كمقرر رسمي بدءًا من العام الدراسي 2025-2026، ولجميع المراحل الدراسية، من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، في المدارس الحكومية. ويغطي المنهج مجالات متعددة مثل الخوارزميات، الابتكار، التطبيقات العملية، والوعي الأخلاقي.
الخلاصة:
ترسخ الإمارات مكانتها كرائدة عالمية في التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي، عبر استراتيجية شاملة تجمع بين تطوير البنية التحتية الجامعية، إعداد مناهج مدرسية متقدمة، وتحفيز البحث العلمي وريادة الأعمال. وتسعى من خلال ذلك إلى تخريج أجيال قادرة على قيادة التحول الرقمي واستشراف مستقبل الاقتصاد المعرفي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق