فاس تفتح أبوابها للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل

فاس – تتحول العاصمة العلمية للمملكة تدريجياً إلى قطب صاعد في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، بعدما شرعت مؤسساتها الجامعية والعلمية في إطلاق برامج وتخصصات جديدة تستجيب للتحولات الرقمية المتسارعة على الصعيدين الوطني والدولي.

مدارس وجامعات تواكب الثورة الرقمية

فاس تحتضن اليوم عدداً من المؤسسات الرائدة التي تراهن على الذكاء الاصطناعي كأحد محركات المستقبل. في مقدمتها المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بفاس (ENSA)، التي عززت عرضها التكويني بمسالك مرتبطة بالمعلوميات وعلوم البيانات والأمن السيبراني. كما تبرز المدرسة العليا للهندسة في العلوم التطبيقية (ESISA) بخريجيها في مجالات البرمجيات والتقنيات الرقمية.

الرهان الأكبر جاء من جامعة الأورومتوسطية بفاس (UEMF)، التي أطلقت مدرسة الهندسة الرقمية والذكاء الاصطناعي (EIDIA)، كأول مؤسسة أكاديمية متخصصة بالكامل في الذكاء الاصطناعي والهندسة الرقمية بالمغرب، ما يعكس الطموح لجعل فاس منصة تكنولوجية رائدة على مستوى إفريقيا.

برامج متخصصة في علوم البيانات

في السياق ذاته، أطلقت كلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله برنامج ماستر في “الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات”، وهو تكوين يفتح أمام الطلبة آفاقاً مهنية واسعة في قطاعات متعددة مثل الصحة، النقل، الطاقة والخدمات الرقمية.

انسجام مع الإستراتيجية الوطنية

هذه الخطوات تتماشى مع إستراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، التي تعتبر الذكاء الاصطناعي رافعة أساسية لبناء اقتصاد رقمي قادر على المنافسة إقليمياً ودولياً. ويرى خبراء أن المدن الجامعية مثل فاس مرشحة للعب دور مركزي في هذا التحول من خلال تكوين الكفاءات واستقطاب الشركات الناشئة.

آفاق واعدة

يعتبر المراقبون أن هذه الدينامية الجديدة قد تجعل من فاس ليس فقط مركزاً علمياً تقليدياً، بل فضاءً رقمياً مفتوحاً أمام التجارب والابتكار. وهو ما يضعها في قلب خريطة التكنولوجيا المغربية ويمنحها فرصة أن تتحول إلى جسر يربط بين أوروبا وإفريقيا في مجالات البحث والتطوير.

بهذا الزخم، تؤكد فاس أنها لا تعيش فقط على مجدها التاريخي كحاضرة للعلم والثقافة، بل تكتب فصلاً جديداً في مسيرتها، عنوانه الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي.

Posted in: أخبار ثقافية, ذكاء إصطناعي