الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، أغسطس 18، 2015

الثقافة المغربية بين ضبابية الواقع وتطلعات المستقبل

الثقافة المغربية بين ضبابية الواقع وتطلعات المستقبل
أعد التقرير: عبده حقي
في إطارإنجازها لملفاتها الدورية ومواكبتها للمشهد الثقافي المغربي الذي عرف عدة أحداث هامة منذ مطلع السنة الحالية ــ 2015 ــ وتتعلق بداية بالمناظرة الوطنية حول الثقافة المغربية التي جرت فعالياتها يومي الجمعة
والسبت 9 و10 يناير بمدينة طنجة تحت إشراف اتحاد كتاب المغرب والحضور اللافت والدال للعديد من المؤسسات والفاعليات الفكرية والثقافية كوزارة الثقافة وتنظيم الدورة 21 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء ما بين 13 و 21 من شهر فبراير الماضي بمشاركة 750 ناشرا من 44 دولة والجدل اللاهب حول جائزة المغرب للكتاب بعد أن سحب الشاعر محمد بنطلحة ديوانه «أخسر السماء وأربح الأرض» وما أعقبه من بلاغات وبيانات خرج بها للعلن بعض أعضاء اللجنة بعد ذلك السحب الفجائي وتجلت بداية بمقال توضيحي لأحمد عصيد عن أسباب حجب جائزة الشعر، ثم تلته ردود المقالات لكل من ياسين عدنان وحسن مخافي والتي عرفت فضيحة ثقافية وطنية بامتيازتجلت في التراشق بينهما بالإتهامات والتواطؤات ثم فضيحة أخرى تمثلت في توجّيه عضو بارز داخل المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، رسالة ًإلى عضو آخر يُحذره فيها من تكرار فعل اصطحاب عشيقته إلى أحد فنادق الرباط على حساب مالية "الاتحاد" وفضيحة أخرى تكشف كيف أن عضوا في الإتحاد عرض على عضوآخر ليكون ضمن لجنة تحكيم جائزة اتحاد كتاب المغرب للروائيين الشباب، لكن من دون أن يسلمه ولا واحدة من الروايات المتنافسة لقراءتها، إلى أن فوجئ العضوالمدعوباستدعائه إلى حفل تسليم الجوائز، حيث تليت أسماء أعضاء لجنة التحكيم، وكان إسم العضو المدعومن ضمنها! وأخيرا إنسحاب ستة وعشرون عضوا من إتحاد كتاب المغرب حيث عزا هؤلاء الأعضاء إنسحابهم (بسبب تحويل لدورالمنظمة الطبيعي، وعبث برصيدها التاريخي، لأجل تحقيق مكاسب شخصية ضيقة، مع مراكمة الأخطاء التسييرية والطيش، غير المسبوق، في إبداء المواقف الفاقدة للعمق وللصدى والشرعية القاعدية...)  كما جاء في البلاغ الأول لمجموعة المنسحبين التي ضمت خمسة عشرعضوا ثم إلتحق بهم في بلاغهم النهائي تسعة أعضاء آخرون . زوبعة هذا الإنسحاب كان حتما أن تدفع برئيس الإتحاد عبدالرحيم العلام للخروج عن صمته والإعلان في بلاغ خاص تحت عنوان (القادمون ... إلى الانسحاب) ومن بين ماجاء فيه (لا يسعني سوى أن أحترم شخصيا رغبة هؤلاء الأعضاء، فلربما أحس بعضهم بأن انتماءه إلى الاتحاد لم يعد يشرفه، إذ يوجد من بينهم من لم يكتب، في حياته، ولا مقالا واحدا في الثقافة ولا أصدر كتابا حتى، فكيف يصمد أمام اتحاد يغتني بتراكم أعضائه وبحضورهم المشرف... فقط أنا لم أفهم، معنى الانسحاب... فالقانون الأساسي للاتحاد ينص على الاستقالة، لكن ربما هي مسافة اللا انتماء التي لم تعد تسمح للبعض بأن يواكب اليوم تجدد الاتحاد، وتغير العالم...  شيء مؤسف حقيقة، لكن النضالات الحقيقية تتم من داخل الاتحاد وفي مؤتمراته، وليس بالبهتان والافتراء والكذب والجحود والوصاية، من لدن أشخاص يعرفون بالاصطياد في الماء العكر، وبتغيير بوصلة أخلاقهم حسب المنافع... )
هذه إذن بعض الأحداث الكهروثقافية منها الصادمة ومنها العابرة خفية خلف أستار الكواليس ومن تحت الموائد ... في ظل هذا الهيجان وإغناءا لمائدة الحواروالنقاش أعدت مجلة كتاب الإنترنت المغاربية الإلكترونية ملفها الخامس عشر في محور(الثقافة المغربية بين ضبابية الواقع وتطلعات المستقبل ) من إنجازالكاتب ومديرالمجلة عبده حقي . ولتأطيرالملف بعيدا عن أي توجيه ملغزوملغم فقد تركزمحاور النقاش حول ثلاثة أسئلة مركزية هي :
1ــــ ماهوموقفك مما يكتنف المشهد الثقافي المغربي من ضبابية وغياب الرؤية الواضحة ؟
2ــــ أين يكمن الخلل في نظرك في السياسة الثقافية أم في إهتزاز قيم بعض المثقفين وبعض مظاهرالفساد الثقافي أم فيهما معا ؟
2ــــ ماهي في نظرك الحلول القمينة بإعادة الإعتبارلدورالثقافة والمثقف في المشاركة في بناء الثروة اللامادية للمغرب اليوم وغذا ؟
وللإشارة فقد تم توجيه دعوات خاصة إلى العديد من الكتاب والمثقفين ، كما فتح باب المشاركة على مصراعيه عبررسائل إلكترونية جماعية إلى كل من يهمهم واقع ومستقبل الثقافة في المغرب وتبين مما لايدع مجالا للشك أن الكثيرمن المثقفين وجدوا أن المشاركة في هذا الملف لاتختلف عن السير في حقل من الألغام وأن مناقشة محاوره الساخنة تحتاج إما إلى الشجاعة الفكرية مهما تكن خسائر المكاسب والعلاقات في المستقبل أو تحتاج في جانب آخر إلى لغة ديبلوماسية خشبية لن تأتي برؤية شخصية واضحة قد تنقذ ما يمكن إنقاذه في الوضع الكارثي السوداوي والسريالي للمشهد الثقافي الذي بسطنا بعض صوره في هذا المقال أعلاه .
شارك في هذا الملف




0 التعليقات: