كان الإنتاج الأدبي وما زال دائما مرتبطا بسنداته ووسائل إنتاجه من الصخرة المنقوشة إلى الورقة الشريطية(الفولومان ) والكوديكس والكتاب المرقون والآلة الكاتبة وتقنية معالجة النص كلها وسائل وأدوات خلقت طرائقها المختلفة للقراءة والكتابة . ومع إنتشارالمعلوميات إنشرع فضاء جديد بهدف الإنخراط في نماذج قراءة وكتابة أكثر ثراءا وغنى مقارنة مع الأدوات والوسائل السابقة . إن هذا الثراء إرتبط أساسا بثلاث خاصيات نصية رقمية متعلقة بشكل التلقي :
فخلافا للورق الذي يكلس النص في شكل نهائي فإن شاشة الحاسوب قد تساعد الكاتب على معالجة النص على المستوى الخطي والكاليغرافي واختيار نماذج الكتابة المريحة والممتعة للنظر. إن هذه الإمكانية البسيطة قد ساعدت المؤلفين كما القراء على إنتزاع جزء هام من دورالناشرين على مستوى إعداد الشكل النهائي للنص المقروء ، كما أن هذه الإمكانية قد خلقت وبشكل أكثر إمتاعا نصوصا متحركة وديناميكية معدة قبل كل شيء لقارئ حاسوبي .
الخاصية الثانية تتعلق بالجانب البرمجي للنصوص ، إذ بفضل برامج معلوماتية لم يعد النص مادة معروضة للقراءة فقط ولكنه صار نصا هو في المحصلة نتاج لتقنية آلة . فالكاتب هنا هومهندس النص ، إنه لم يعد يكتب كتبا وإنما صار بدوره يقترح ألغوريتمات وفي بعض الأحيان برامج معلوماتية يقوم الحاسوب بمعالجتها ، بمعنى أن الكاتب يصيرأول قارئ للنص الذي أنتجه الحاسوب .
والخاصية الثالثة تتعلق بالتفاعلية التي تعني إنخراط القارئ في صيرورة النصوص بل إعادة إنتاجها بالشكل الكاليغرافي الذي يريحه .
إن هذه الخاصيات الثلاث قد أسهمت في إنتاج ثلاث أجناس أدبية جديدة لاعلاقة بينها في أصل صورتها الخام هي : التوليد الأوتوماتيكي والقصيدة المتحركة والإبيرفكشن
0 التعليقات:
إرسال تعليق