مما لاشك فيه أن قطاع الإعلام اليوم يمر بأزمة خانقة بعد تصاعد دور الإنترنت الذي أثر على شركات وسائل الإعلام التقليدية السمعية البصرية والمكتوبة منذ تسعينيات القرن الماضي وأيضا مع تفاقم المزيد من الأخبار المزيفة والمتحيزة في تدوينات وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى ذلك تمثل إشكاليات المقاولات الإعلامية التي لم يتم حلها معضلة حيث يمثل تقلص الاشتراكات التقليدية وعائدات الإعلانات تحديًا كبيرًا.
هذا يعطينا لمحة
موجزة عن الوضع الحالي للمشهد الإعلامي والذي يتسم بغياب نماذج أعمال مستدامة داخل
الساحة الرقمية وسطوة فقاعة الوسائط الاجتماعية. ولكن وفقًا لبحث أجرته شركة
إريكسون فإن هذه الصورة القاتمة لا تعني أن وسائل الإعلام لا يمكن أن تكون متفائلة
بشأن مستقبل الصناعة الإعلامية.
في هذا البحث
الأخير نستكشف مستقبل الإعلام والصحافة في فضاء رقمي معزز بواسطة شبكات الجيل الذكي
القادم.
يقدم هذا البحث عشر
تنبؤات حول الاتجاه الذي تسير فيه وسائل الإعلام في المجتمع الشبكي. وقد تم تحديد
هذه التوقعات في مخطط معلومات يتضمن صناعة نماذج إعلامية جديدة تسمح للصحفيين بالقيام
بعمل أفضل بموارد مفتوحة ومشجعة وإنتاج محتوى أكثر ذكاءً لم يكن ممكنًا من قبل.
إن هذا البحث يستدعي
مقاربة جديدة ومغايرة فبدلاً من رقمنة وسائل الإعلام
التقليدية يتم تعيين أشكال جديدة ومبتكرة من الصحافة بناءً على إمكانيات المجتمع الشبكي
إذ يجب تجاوز القواعد القديمة لأن العصر الرقمي يتطلب مقاربة مختلفة.
إن الاتجاه نحو
تقارب مختلف وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة يعني أن وسائل الإعلام والتكنولوجيا
والاتصالات المتنقلة أصبحت متشابكة ومتقاطعة فيما بينها بشكل متزايد. وإذا صرنا
اليوم ننتقل إلى المجتمع الشبكي بشكل متسارع - حيث أصبحت الاتصالات والتواصل تخلق وظائف
وسلوكيات جديدة - يتم من جانب آخر إسهام هذا التنقل لتسريع التحول الرقمي في
مستقبل الإعلام والصحافة.
أخيرا يمكن للشبكات
الرقمية في المستقبل أن تتيح مضاعفة القدرات والخبرات التجارية المستهدفة والقابلة
للتوجيه والمتنقلة عبر الأسانيد الإعلامية المختلفة كما يمكن أن يشهد مستقبل
الصحافة ظهور المزيد من المحتوى المخصص والخوارزميات الذكية والصحفيين الآليين هذا
فضلا عن فرصة "تجريب" هذه الأخبار من خلال تقنيات الواقع الافتراضي
والواقع المعزز.
0 التعليقات:
إرسال تعليق