الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، نوفمبر 25، 2020

أسئلة حول التأليف الرقمي - عبده حقي


تتغيى هذه المقالة تقديم بعض الإجابات على الأسئلة الأساسية التي يمكن لأي قارئ أن يطرحها اليوم بخصوص التأليف الرقمي والكتاب الإلكتروني باعتبارهما عنصران لم يعودا معلقين في آفاق المستقبل بل إنهما أصبحا واقعا يفرض قيمته الراهنية بإصرار.

يثار اليوم دائما وفي عديد من الحلقات والحوارات والمنصات سؤال حول من هو مؤلف الكتب الإلكترونية وما إذا كانت سيرته تختلف عن مؤلف الكتب الورقية وما هو الفرق بين الكتاب الرقمي والكتاب الإلكتروني إلى غيرها من الأسئلة التي جرفها تيار الإنترنت في العقدين الأخيرين.

تستند العديد من التأملات حول المؤلف الرقمي إلى نص فوكو ما هو المؤلف ؟ للإشارة إلى أن الكتاب الورقي يشير إلى علاقة معينة بين المؤلف والنص والتي تختلف عن علاقته بالنص الرقمي.

بداية إن أول شيء يبدو أنه يتأثر بالتوزيع الرقمي للنص وبسهولة إعادة إنتاجه هو سلطة المؤلف كمصدر للقيمة. لمن ينتمي النص ومن هو صاحبه ؟ يبدو أنه سؤال أصبح اليوم أقل أهمية في عالم الإنترنت. إن فقدان سلطة المؤلف هو نتيجة لهذه العلاقة الأقل قربًا بين المؤلف والنص. يعتبر النص الرقمي بالنسبة لمارك بوستر أكثر استقلالية عمن يكتبه وإلى هذا الحد هناك "إعادة صياغة للمؤلف من مركز النص إلى هوامشه ومن مصدر المعنى إلى العرض ومن نقطة في سلسلة من مصفوفة الدلالة المحولة باستمرار ".

ورغم ذلك فإن هذا ليس السبب الوحيد لتغيير سلطة المؤلف. إن هذه الخصائص الثلاث للنص الرقمي على الأقل "التعليق والربط والإصدار - تنتج نصوصًا لم تعد منفصلة أو ثابتة ولكنها تعيش وتتطور كجزء من شبكة من النصوص الأخرى المماثلة والتي تتدفق من بينها الأفكار.

كل هذه ظواهر قد غيرت من ماهية المؤلف وماهية العمل الرقمي الذي ينجزه . إن الكتاب الرقمي ليس أكثر من لغة xml محفوظ في ملف يفتح بطريقة معينة بواسطة برنامج وأوامر معينة لعرضه على الشاشة ، ويمكن أن يحتوي على هذا الملف على جميع عناصر وخصائص أي منشور رقمي من روابط وتعليقات وكل العناصر التي تغير من سيرة كونك مؤلفًا اليوم.

0 التعليقات: