الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الثلاثاء، مايو 18، 2021

كتاب اليوم ("مأساة كاتب القصة القصيرة"​لإبراهيم نصر الله)


 تنتمي رواية "مأساة كاتب القصة القصيرة" (الدار العربية للعلوم ناشرون)، للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، إلى أدب السخرية السوداء؛ تلك التي ظهرت في أعماله بدءًا من "حارس المدينة الضائعة"، مرورا بـ "طفل الممحاة"، واستمرارًا في "شرفة رجل الثلج" و"حرب الكلب الثانية" الفائزة بجائزة البوكر للرواية العربية.

وقد جاء في الرواية أنه "يحق لهذه الرواية أن تغير عنوانها ليكون: "مأساة كاتبة القصة القصيرة"، دون أن يعني ذلك بالضرورة، مساسًا بالمساواة بين الجنسين".

وبحسب كلمة الناشر فإن هذه الرواية تنطوي على طبقات متعددة، حيث يجد فيها القارئ مساحة خاصة به، ملاصقة ومتقاطعة مع المساحات الخاصة بالآخرين، ومع مساحة بطلها المحاصر بشروط حياة غير عادلة، فيسعى إلى كتابة ميثاق ينص على ما لم تلتفت إليه الدساتير ولوائح حقوق الإنسان.

الرواية صدرت أخيرًا بطبعة مصرية خاصة بواسطة مكتبة "تنمية" في القاهرة. وهي بحسب الناشر أيضًا، عن الإنسان في جوهره، لا ينجو من لمستها أحد ما دام ينتمي لعالم عام 2020 في تحولاته، بل في انقلاباته، سواء على الصعيد الشخصي المباشر، أو على صعيد العلاقة بالآخرين، في زمن تبدو فيه العزلة الإنسانية أكثر خطورة من أي شيء آخر؛ زمن لا يستطيع الإنسان فيه أن يقترب ولا يستطيع أن يبتعد.

أهي رواية عن الوباء؟ الوباء الذي يلعب، هنا، دور الجرس المنبه لكل تلك الأشياء الجميلة التي اغتالها أصحابها بأنفسهم. عالم واقعي شديد الحضور، وعالم افتراضي شديد الطغيان، تتجاذبهما فكرتا الدائرة والمربع، وفي أي منهما نتحصن، عالمان تخترقهما الرواية بمكر السخرية وعبثية التراجيديا، حيث تمتدّ مساحتنا الخاصة عارية، مثل أرواحنا، كما تمتد مساحات الآخرين، أكثر عريًا، لفرط ما هي مغلقة. لكنّ قارئ الرواية، رغم التباس المصير هذا، لن يستطيع من نفسه من الابتسام كثيرا أثناء قراءتها!

يتذيَّل عنوان الرواية التي جاءت في 198 صفحة من القطع المتوسط، التالي: "يبدو أننا دائمًا بحاجة لحكاية ينجو فيها البطل؛ لإدراكنا العميق أننا هالكون"، ومن جوّها: "تكرّرت لقاءاتنا الصامتة، في أمسية شعرية، موسيقية، توقيع مجموعة قصصية، أو كتاب، إذ لم أكن أذهب إلى النشاطات التي يقيمها روائيون! فأغلبهم، ولا أحب أن أعمم هنا، متنمرون، يتعاملون مع كتاب القصة القصيرة كأنهم عمال مياومات، وهم أصحاب المشاريع الكبرى، كبار ا؟لأغنياء! أما كثير من أولئك الذين حالفهم الحظ، ونجحت روايتهم الأولى أو الثانية، فإنهم يتصرفون بكل همجية الأغنياء الجدد!".

https://www.annaharar.com/arabic/culture/books-authors/15052021101325848

0 التعليقات: