خصائص العقلية الرقمية ترجمة عبده حقي

إن أي فرد ذو عقلية رقمية يدرك قوة التكنولوجيا في إضفاء الطابع الديمقراطي على كل شكل من أشكال التفاعل وتسريع وتيرة العمل.

تعمل القوى الخمس الرقمية - وسائل التواصل الاجتماعي ، والبيانات الضخمة "بيغ داتا"، والتنقل والحوسبة الشاملة ، والسحابة ،

والذكاء الاصطناعي والروبوتات - على نزع الوساطة وتعطيل وتفكيك النظام العالمي القديم. إن كلمة "رقمي" تسري على شفاه الجميع. وبالتالي فإن جل المنظمات تتعثر عند محاولتها وضع استراتيجية شاملة وخطة تنفيذ تأخذ في الاعتبار التحولات الضخمة التي تنذر بها هذه القوى الجديدة . ما يحدث غالبًا هو منهج مجزأ ومجزأ في محاولات استخدام البيانات الضخمة أو وسائل التواصل الاجتماعي أو إمكانيات السحابة . الحقيقة هي أن أيا من هذه الوسائل لا يعمل في أبراج عاجية. إنهم يخلقون بشكل جماعي التحولات التي نراها ونستشعرها من حولنا. علينا فقط أن ننظر من حولنا وسنجد أمثلة لا حصر لها من النماذج التشغيلية والتجارية التقليدية تفسح المجال للنماذج المبتكرة والرشيقة المتصلة بالقرن الحادي والعشرين مثل مواقع التجاريين أوبير وعلي بابا .. ولكن سوف يكون هناك المزيد من القادمين فقط في انتظار تعطيل الطرق التقليدية المعروفة لممارسة الأعمال التجارية. وبطرق لم نبدأ حتى في تصورها. يحدث هذا النوع من التحول الزلزالي ولكنه نادرًا ما يهز الأسس التي كنا نعمل عليها.

يتطلب التعامل مع هذا التحول الضخم عقلية رقمية التي لا تعني البراعة التقنية أو القدرة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة. إن العقلية الرقمية تتألف من مجموعة من الأساليب السلوكية التي تمكن الأفراد والمؤسسات من رؤية إمكانيات العصر الرقمي ، واستخدام إمكانياته من أجل تحقيق شخصي أعمق ومهني أكبر ، وتصميم أماكن عمل أكثر تمحورًا حول الإنسان وموجهة نحو هدف ما . إن الفرد الذي يتمتع بعقلية رقمية "يفهم قوة التكنولوجيا في إضفاء الطابع الديمقراطي على كل شكل من أشكال التفاعل والعمل وتسريع نطاقه. امتلاك عقلية رقمية هو القدرة على فهم هذا النطاق من تأثير عصر الشبكة العنكبوتية والمواقف المطلوبة لمواجهتها برباطة جأش.

بعض الخصائص الرئيسية التي تقوم عليها العقلية الرقمية :

عقلية وفرة

إن قوة الرقمية تحويلية. لا يمكن للأفراد والمؤسسات الذين يعملون من خلال عقلية الندرة المتمثلة في اكتناز المعرفة ، والاستيلاء على القوة ، وتصور العالم على أنه لعبة محصلتها صفر ، أن يعمل على النحو الأمثل في عالم رقمي. إن عقلية الوفرة التي يرمز إليها المنهج التشاركي والانفتاح والامتنان والتقدير والثقة هي السمات المميزة لعالم رقمي ومتصل. عندما تدرك المنظمات هذا ، فإنها ستكون قادرة على الازدهار في العالم الرقمي.

عقلية النمو

لقد ميزت كارول دويك ، في بحثها ، بين العقلية الثابتة وعقلية النمو ، وكيف ترتبط هذه العقلية بإدراك الناس لقدراتهم. يعتقد أولئك الذين لديهم عقلية ثابتة أن الذكاء ثابت ، ويمكن أن يصبح هذا عقبة أمام تغيير السلوك. وهذا بدوره يجعل من الصعب عليهم تعلم المرونة أو التكيف مع عالم سريع التغير وغامض. من ناحية أخرى ، من المرجح أن ينتهز الأشخاص ذوو العقلية النامية كل فرصة لسحب الموارد التي يحتاجونها لأداء أفضل. عادة ما يكونون هم من يتطوعون بطرح الأسئلة وتجربة طرق جديدة للقيام بالأشياء. لا يمكن القول إن العالم الرقمي يتطلب استكشافًا وتجريبًا وتعلمًا بشكل مستمر. ومن المرجح أن يبذل الأفراد ذوو العقلية النامية جهدًا إضافيًا لتعلم أشياء جديدة ، وتحمل مسؤولية تعلمهم ، وامتلاك المرونة التي تساعدهم على التغلب على التحديات.

منهج الرشاقة

أن تكون رشيقًا هو أكثر من مجرد التكيف مع التغيير. في عصر التكنولوجيا التهديمية ، يجب أن نكون قادرين على التنبؤ والتغيير قبل ظهور الحاجة إلى التغيير. تشتمل المرونة في هذا السياق على مهارة القدرة على مسح مشهد مجال عمل الفرد والنظام البيئي التنظيمي ، ومواكبة ما يحدث على الأطراف لتبقى ذات صلة. في العصر الرقمي ، قد يعني هذا أن تكون مرتاحًا للتكنولوجيا ، ورؤية التغيير كفرصة ، وقبول طرق العمل الجديدة دون الشعور بالتهديد.

الراحة مع الغموض

في عالم رقمي، غالبًا ما يكون الغموض و التغيير وسيلة لتحقيق الوجود. لذلك ، من الضروري أن تكون قادرًا على البقاء مع الغموض ، واتخاذ القرارات في مواجهة المعلومات غير الكاملة ، وتصحيح المسار عندما يستكشف المرء ويختبر. من المهم أيضًا أن نتذكر أن تعريف الموظفين اليوم قد يخضع لتغيير جذري. لقد تحول ليشمل عمالا دائمين ومتعاقدين ومعاملات وأيضًا الباعة والشركاء والمتعاونين والمنافسين ، حتى لا ننسى المستهلكين الذين هم أيضًا مستهلكون في عالم اليوم الرقمي. السؤال هو ، ما مدى استعدادنا للتعامل مع هذا الغموض والتدفق.

عقل المستكشف

تتضمن العقلية الرقمية استخدام التكنولوجيا كأداة للاستكشاف. إن امتلاك طبيعة استكشافية للمسافر والفضول الفطري لتجاوز دور العمل المحدد هو مهارة بالغة الأهمية اليوم. لا يمكن التقاط العمل المعقد وغير المعروف والاستثناءات من خلال الأوصاف الوظيفية المحددة مسبقًا. أولئك الذين يمكنهم اغتنام الفرصة للاستكشاف والتعلم بما يتجاوز نداء الواجب سيكونون هم الذين يظلون على صلة بالموضوع ، وسيضيفون قيمة لأنفسهم وللمؤسسات التي يعملون بها.

المنهج التشاركي

يبدو أن التشارك هو شعار العصر. نحن نعيش في عالم معقد ومتغير تقصفه تحديات جديدة وغير متوقعة. يتطلب التعقيد تنوع الأفكار والمنهج لحل المشاكل ، والتجارب والخبرات السابقة ليست بالضرورة تنبؤات موثوقة للمستقبل. يتطلب الابتكار وخلق القيمة في هذا السياق التقاء أفراد متنوعين معرفيًا يأتون بخبرات متنوعة وطرق مختلفة للرؤية. التعاون هو الطريقة الوحيدة لفهم عالم معقد وتحديد الممارسات الناشئة التي تعمل.

احتضان التنوع

لن يكفي التعاون وحده ما لم يكن شاملاً. التنوع المعرفي هو ما يساعدنا على فهم التعقيد في مواجهة التعقيد. من غير المرجح أن يأتي الأشخاص الذين يفكرون على حد سواء بأفكار مبتكرة عندما يواجهون استثناء أو تحديات جديدة. يتطلب الأمر من الأشخاص الذين لديهم نماذج عقلية مختلفة ووجهات نظر متباينة للعالم القيام بذلك بشكل فعال. نحن كبشر نميل بشكل طبيعي إلى التناظرية والتحيز التأكيدي. عادة ما يقابل أي شخص أو فكرة أو موقف يهدد مفاهيمنا المسبقة بالدفاع أو التهرب. تعني العقلية الرقمية بشكل أساسي تجاوز ما هو واضح والانخراط في حوارات مع عقول مختلفة ، واحتضان أفكار مختلفة حتى عندما تكون مختلفة جذريًا.

مؤلف ساهانا تشاتوبادياي

عنوان ورابط المقال

Septs  characteristics of a digital mindset

 

 

Posted in: ترجمات