أن تلتقي بشاعر من عيار سعدي يوسف ليس بالمهمة السهلة ، ناهيك عن سؤاله المثير للجدل حول المحرمات في قصائده .
التقيت بالشاعر
العراقي سعدي يوسف عدة مرات وتجاذبنا أطراف الحديث حول عديد من الموضوعات ، من
السياسة في الشرق الأوسط حتى تغير المناخ. أكثر ما أثار اهتمامي خلال مناقشاتنا هو
موسوعيته وخبرته الواسعة في السياسة والجغرافيا العربية والوضع الإنساني بشكل عام .
ولد الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف في عام 1934 ، عاش العديد من المحطات التاريخية والأدبية ، والتقى بالعديد من الشخصيات التي غيرت وجه العالم الأدبي. إنه من طينة المواطن العالمي فقد عاش في الجزائر ولبنان وفرنسا واليونان وقبرص وإنجلترا .
سعدي يوسف أو
أبو حيدر ، كما يسميه أصدقاؤه المقربون ، هو أحد الشعراء المعاصرين الرواد في
العالم العربي. ألف أكثر من ثلاثين ديوان شعري وسبعة كتب في النثر. أيضا قام
بترجمة العديد من أعمال الكتاب البارزين إلى العربية ، أبرزهم جارسيا لوركا ،
يانيس ريتسوس ، والت ويتمان وقسطنطين كفافي.
من ناحية أخرى تُرجم
شعره إلى عدة لغات عالمية . منها "بدون أبجدية وبلا وجه" عن مطبعة جراي
وولف عام 2002 ترجمه الشاعر الليبي ذو الجنسية الأمريكية خالد مطاوع وفاز بجائزة
"القلم " عام 2003 للشعر المترجم. أحدث أعمال سعدي يوسف المترجمة
"نوستالجيا" و"عدوي" وهي مجموعة من القصائد الأخيرة التي
ترجمها سنان أنطون وبيتر موني عن مطبعة جراوولف بريس عام 2012 .
في تلك القصائد
، يتحدث سعدي يوسف عن علاقته المعقدة بالعراق والمنفى والحنين إلى الماضي :
السلام على تلال
العراق ونهريه والضفة والمنحنى.
هل علمت أن وجهي
سيتجول في هذه الطرق من بعدك؟
تركت الأبواب
مغلقة ومنزلا تسكنه الرياح ،
لم تكن مياهك
الخضراء حوضي ،
تركتني في حصن
الصحراء.
ماذا كنت أتوقع
منك في الليل
عندما تخذلني في
الصباح؟
نزلت إلى
الخنادق وقلت: الحرب أجمل كثيرا،
لن ترى قدمي مرة
أخرى.
خلال إحدى
لقاءاتنا ، وعندما سأله أحد الأساتذة في جامعة تورنتو عما إذا كان شخص ما قد قام
بتجميع أرشيفه الشعري والأدبي ليكون بمثابة مكتبة مرجعية عن حياته وعمله ، أجاب
سعدي يوسف برد بسيط. لا أرى في ذلك أهمية كبيرة لدهشتنا.
وبنفس الطريقة
السهلة وبإجابات مختصرة وحادة ، رد سعدي يوسف على أسئلة موقع "لغو" حول
كتاباته وارتباطاتها بالمحرمات في الأدب العربي فكان الحوار التالي :
س : هل تعتقد أن الكتابة عن المحرمات أمر
ضروري؟
ج : الفن لا
يعرف المحرمات.
س : هل
هناك موضوع معين مثير للجدل تفضل الكتابة عنه؟
ج : أعتقد أن
على الشعر أن يتفاعل مع ما هو مختلف.
س : في رأيك ، هل هناك موضوع مثير للجدل لا
ينبغي أو لا يجب التعبير عنه أو الكتابة عنه؟
ج : لا !
س : هل
تفكر في القارئ أو الجمهور عندما تكتب؟
ج : أفكر في
القارئ.
س : هل
تؤيد الرقابة على الفن والكتابة؟
ج : أنا أرفض أي
نوع من الرقابة.
س : كيف
توازن بين الحقيقي والمجازي في كتاباتك ، وهل تشعر أنك أحيانًا تخون فكرتك بسبب التعبير
غير المباشر؟
ج : الشعر كفن يرفض
ما هو مباشر.
س : هل تعرضت للنقد أو الإرهاب لأنك تناولت
في أعمالك مواضيع مثيرة للجدل؟
ج : مرة عندما
وقفت إلى جانب المقاومة ضد الغزو الأمريكي .
س : هل يمكن أن تتعايش الأسئلة المثيرة للجدل
والمقدس في العالم العربي؟
ج : لا !
حوار من إنجاز اشرف
زغل
ترجمة الكاتب
المغربي عبده حقي
المصدر: موقع
لغو
0 التعليقات:
إرسال تعليق