الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، يونيو 28، 2021

سعدي يوسف عن الشاعر والطابوهات ترجمة عبده حقي


أن تلتقي بشاعر من عيار سعدي يوسف ليس بالمهمة السهلة ، ناهيك عن سؤاله المثير للجدل حول المحرمات في قصائده .

التقيت بالشاعر العراقي سعدي يوسف عدة مرات وتجاذبنا أطراف الحديث حول عديد من الموضوعات ، من السياسة في الشرق الأوسط حتى تغير المناخ. أكثر ما أثار اهتمامي خلال مناقشاتنا هو موسوعيته وخبرته الواسعة في السياسة والجغرافيا العربية والوضع الإنساني بشكل عام .

ولد الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف في عام 1934 ، عاش العديد من المحطات التاريخية والأدبية ، والتقى بالعديد من الشخصيات التي غيرت وجه العالم الأدبي. إنه من طينة المواطن العالمي فقد عاش في الجزائر ولبنان وفرنسا واليونان وقبرص وإنجلترا .

سعدي يوسف أو أبو حيدر ، كما يسميه أصدقاؤه المقربون ، هو أحد الشعراء المعاصرين الرواد في العالم العربي. ألف أكثر من ثلاثين ديوان شعري وسبعة كتب في النثر. أيضا قام بترجمة العديد من أعمال الكتاب البارزين إلى العربية ، أبرزهم جارسيا لوركا ، يانيس ريتسوس ، والت ويتمان وقسطنطين كفافي.

من ناحية أخرى تُرجم شعره إلى عدة لغات عالمية . منها "بدون أبجدية وبلا وجه" عن مطبعة جراي وولف عام 2002 ترجمه الشاعر الليبي ذو الجنسية الأمريكية خالد مطاوع وفاز بجائزة "القلم " عام  2003  للشعر المترجم. أحدث أعمال سعدي يوسف المترجمة "نوستالجيا" و"عدوي" وهي مجموعة من القصائد الأخيرة التي ترجمها سنان أنطون وبيتر موني عن مطبعة جراوولف بريس  عام 2012 .

في تلك القصائد ، يتحدث سعدي يوسف عن علاقته المعقدة بالعراق والمنفى والحنين إلى الماضي :

السلام على تلال العراق ونهريه والضفة والمنحنى.

هل علمت أن وجهي سيتجول في هذه الطرق من بعدك؟

تركت الأبواب مغلقة ومنزلا تسكنه الرياح ،

لم تكن مياهك الخضراء حوضي ،

تركتني في حصن الصحراء.

ماذا كنت أتوقع منك في الليل

عندما تخذلني في الصباح؟

نزلت إلى الخنادق وقلت: الحرب أجمل كثيرا،

لن ترى قدمي مرة أخرى.

خلال إحدى لقاءاتنا ، وعندما سأله أحد الأساتذة في جامعة تورنتو عما إذا كان شخص ما قد قام بتجميع أرشيفه الشعري والأدبي ليكون بمثابة مكتبة مرجعية عن حياته وعمله ، أجاب سعدي يوسف برد بسيط. لا أرى في ذلك أهمية كبيرة لدهشتنا.

وبنفس الطريقة السهلة وبإجابات مختصرة وحادة ، رد سعدي يوسف على أسئلة موقع "لغو" حول كتاباته وارتباطاتها بالمحرمات في الأدب العربي فكان الحوار التالي :

س :  هل تعتقد أن الكتابة عن المحرمات أمر ضروري؟

ج : الفن لا يعرف المحرمات.

س : هل هناك موضوع معين مثير للجدل تفضل الكتابة عنه؟

ج : أعتقد أن على الشعر أن يتفاعل مع ما هو مختلف.

س :  في رأيك ، هل هناك موضوع مثير للجدل لا ينبغي أو لا يجب التعبير عنه أو الكتابة عنه؟

ج : لا !

س : هل تفكر في القارئ أو الجمهور عندما تكتب؟

ج : أفكر في القارئ.

س : هل تؤيد الرقابة على الفن والكتابة؟

ج : أنا أرفض أي نوع من الرقابة.

س : كيف توازن بين الحقيقي والمجازي في كتاباتك ، وهل تشعر أنك أحيانًا تخون فكرتك بسبب التعبير غير المباشر؟

ج : الشعر كفن يرفض ما هو مباشر.

س :  هل تعرضت للنقد أو الإرهاب لأنك تناولت في أعمالك مواضيع مثيرة للجدل؟

ج : مرة عندما وقفت إلى جانب المقاومة ضد الغزو الأمريكي .

س :  هل يمكن أن تتعايش الأسئلة المثيرة للجدل والمقدس في العالم العربي؟

ج : لا !

حوار من إنجاز اشرف زغل

ترجمة الكاتب المغربي عبده حقي

المصدر: موقع لغو

0 التعليقات: