الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، سبتمبر 15، 2021

ملف حول دورالنخب السياسية والمثقفة في المجتمعات العربية اليوم مع الأكاديمي فاروق مواسي : أعد الملف عبده حقي

 


أ. د  فاروق مواسي- أكاديمية القاسمي في باقة (منطقة حيفا)

المثقف الحقيقي يتمزق وهو يشاهد ما يجري ويسمع على الساحة السياسية والاجتماعية.  أحيانًا يتهرب من مناظر الدم والهدم والدمار في هذه النشرة أو تلك، وأحيانا يشكو إلى لا أحد.  ومع ذلك فعليه أن يتقبل الصفعات دون أن يستطيع مجابهة الواقع، فلا حول له ولا طول، والأمور تجري في أعنتها شاء أم أبى.

المثقف أكثر من يعاني، فذو العقل يشقى في النعيم بعقله، ولكن ما عساه يفعل حتى يغير، ومن يقف معه إذا جرؤ وفكر؟
يبقى الأمر متاحًا للمثقف الحقيقي الذي لا يدير ظهره كالثور لمصائب تترى،  وبنسب مختلفة في دول عربية كثيرة، كيف يقول؟ ومتى، وأين، ولماذا، وهل؟
إنها دول عربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر-  وليست دولة واحدة، فهذا المثقف متهم، وذاك منبوذ، هذا  لا يمالئ، وذاك يجب تأديبه.
تعرفت مؤخرًا إلى الكاتب نواف أبو الهيجا ابن عين حوض الذي هُجّـر سنة النكبة الفلسطينية، فإذا به لا يملك أي كتاب من رواياته الاثنتي عشرة ولا من مجموعاته القصصية الخمس، ولا من مسرحياته.
سألته: ماذا؟ ولماذا؟
فلم يحر جوابًا، بل قال لي فيما بعد إنه طلب من ابنه الذي بقي في العراق: احرق ما تبقى من كتب!
هل استوعبتم؟
احرق...!
ماذا أقول؟
المثقف في العالم العربي يراوح بين الحرية الشخصية وبين عدم إغضاب الأحذية العسكرية.
تنتظره أفواه جائعة، ومستقبل غامض.
هل قلت شططًا؟
قلت مرة في قصيدة لي عن كفر قاسم:
كل يوم أطـرَحُ *** من وريدي أُذبــح
فأرجو أولاً ألا يلحقنا الدور، وعندها سنسأل: أين دور الشعب؟!

وهكذا حالنا، ونحن ننظر ونتألم ونحلم.
ولكن، هل سمحوا لنا بالحلم؟

0 التعليقات: