يشيد يوسف فاضل في روايته "حياة الفراشات" بحياة كاملة ، حتى لو بدت ناقصة ، لكنها قصور متعمد كشفته أيام الرواية الخمسة: السبت وهو يوم الانقلاب الشمسي ، الأحد الذي هو يوم الكريسماس ، الاثنين وهو يوم الحب ، والثلاثاء هو يوم النكسة ، والأربعاء هو يوم السفر وقبل اليوم الأخير ، سنجد أنفسنا قد عشنا هوامش الهامش . لمسنا أيدينا أقصى قاع في مدينة الدار البيضاء ، ولا يوجد بياض سوى سيارات النقل الموتى والتوابيت وخيام الأعراس التي تتحول إلى خيام جنازات ، لنسأل: كم خسارة تصيب هذه الحياة ؟ هل سيكون كل شيء نختاره هو الشيء الخطأ؟ تدعي منشورات البحر الأبيض المتوسط في حديثها على غلاف الكتاب ، أنه بمجرد أن نبدأ في قراءة الرواية ، تبدأ الموسيقى من حولنا ، وتقتحمنا من النافذة ، من الجدران الصم ، من ذاكرتنا المنهكة. نحن نتبع خطى الشخصيات التي ينتحلها الراوي ، لكننا نتشابك مع أقدار تلك الشخصيات وهي تمر وتتقاطع وتنتهي على أرض صلبة ، حيث الحب المشتعل ، والمدينة المشتعلة ، والجنون الملتهب ، حيث الحكايات ، الألحان والمقطوعات الموسيقية تتصاعد مع دخان الملهى المشتعل "دون هنا وهناك ، وكيشوتثانا" متفحمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق