بطلب من الصحفي عبداللطيف الجعفري خاص لوكالة المغرب العربي للأنباء :
أعتقد أن أي عمل روائي هو إلى حد ما إفصاح عن سيرة ذاتية سرية أو علنية لكاتبه إما بصيغة الأنا أو بصيغة صوت واحد أو عدة أصوات جزئيا أو كليا .. السيرة الذاتية هي لون جلد الكاتب العربي لا فكاك لهويته منه بشكل عام . لذلك فقد حاولت قدر الإمكان الانفلات من جبة السيرة الذاتية في عملي الروائي الثالث والأخير الموسوم ب (مايا) مقارنة مع الروايتين السابقتين (زمن العودة إلى واحة الأسياد) 2010 و(أساطير الحالمين) التي نشرتها رقميا عام 2015 وورقيا بعد ذلك عام 2021 ، حيث في لحظة صحو اكتشفت في روايتي الأولى إلى أنها تلبست بمساحة كبيرة من سيرتي الذاتية وروايتي الثانية بمساحة أقل بكثير ولهذا حينما قررت خوض غمار روايتي الثالثة والأخير الموسومة ب(مايا) حاولت أن أنفلت من جبة السيرة الذاتية التي تعتمد أساسا على بعض الوقائع والأحداث التي عاشها الكاتب في مختلف محطات حياته .
رواية (مايا) هي رواية أفكار كما قلت سابقا فقد
حاولت أن أسرد من خلالها بعض الصراعات على المستوى القيمي والإيديولوجي والسياسي
..إلخ فبطل الرواية الدكتور صلاح المودن يعيش كل يوم في طاحونة هذا الصراع
باعتباره مناضلا سياسيا ينتمي إلى حزب (التحدي) اليساري الذي تعود جذوره إلى
الأربعينات من القرن الماضي وبطل الرواية يحمل مشروعا للتغيير الاجتماعي يعتبر مدخله
الأساسي هو تحديد النسل والتنظيم العائلي باستعمال موانع الحمل للرقي بالمجتمع من
التخلف إلى التقدم فيما يرى زميله رحال الفيلالي أن النمو الديموغرافي الطبيعي
مسلمة من المسلمات الدينية والعقائدية التي تفرض على الدولة البحث عن الحلول
السياسية القمينة لتجويد حياة المجتمع.
على هذا الأساس يعتبر أهالي (دوار تافوكت) الدكتور
صلاح المودن علمانيا ويلقبونه ب(الشيوعي) ويعملون على محاربته اليومية بشتى
الوسائل وبالخصوص عن طريق الإشاعات المغرضة وأهمها الإلحاد والتحرش بالنساء خلال
حملات توزيع موانع الحمل وتحريض الشباب على الفساد .. في حين يحسنون التعامل مع
زميله رحال الفيلالي الذي تنسجم أفكاره ومواقفه مع عادات وتقاليد مجتمع قرية (دوار
تافوكت).
0 التعليقات:
إرسال تعليق