تصريح خاص بصحيفة إندبندنت عربية بطلب من الصحفي حسن الأشرف :
بداية لابد من الإشارة إلى أن "أدب السجون" بتعريف بسيط هو كل أثر أدبي يحكي من خلاله كاتبه عن تجربته أو تجربة غيره في الاعتقال لسبب من الأسباب قد يكون أخلاقيا أو سياسيا أو اعتقالا بسبب حرب أهلية أو بين بلدين ..إلخ
وأدب
السجون ليس أدبا حديثا كما قد يعتقد البعض بل هو أدب قديم جدا على سبيل المثال لا
الحصر يمكن أن نشير إلى كتاب بوثيوس "عزاء الفلسفة" (524
م) ورواية "دون كيشوت" لميغيل دي سرفانتس (1605) كما ظهر شعر السجون في
الأدب العربي خلال العصر العباسي والعصر الأندلسي أما في العصر الحديث فهناك العديدً
من الكتّاب المعاصرين العرب والغربيين الذين
عاشوا تجربة الاعتقال المريرة وأرخوها في كتاباتهم.
في العالم العربي يمكن أن نشير إلى تجارب أدبية أليمة أرخت بحبر المعاناة
ليوميات الاعتقال السوداء وأشهرها رواية على سبيل المثال لا الحصر "شرف"
لصنع الله إبراهيم و"شرق المتوسط" لعبد الرحمن منيف و"تجربتي في
سجن النساء" لنوال السعداوي .
المكتبة المغربية بدورها لم تخل من العديد من الإبداعات الأدبية التي أرخت لتجارب
أليمة في معتقلات سنوات الجمر والرصاص السرية منها والعلنية كتازمامرت ودرب مولاي
الشريف. ويمكن استنتاج الملاحظات التالية بخصوص أدب السجون بالمغرب.
1 – تعود جل هذه الكتابات إلى عشرية السبعينات السوداء في المغرب التي شهدت
عمليتين انقلابيتين وصراعا محتدما بين اليسار الراديكالي الاشتراكي والنظام
المغربي .
2 – جل هذه الكتابات صدرت بعد الانفتاح الديموقراطي الذي عرفته البلاد منذ مطلع
التسعينات ودخولها في تجربة التناوب السياسي.
3 – جل هذه الكتابات صدرت باللغة الفرنسية وبعد ذلك تمت ترجمتها إلى
العربية لكون مؤلفيها ذوي مرجعية فرنكفونية مثل "رسائل السجن 1972-1980"
للشاعر عبداللطيف اللعبي و"الغرفة السوداء " لجواد مديديش
و"الزنزانة رقم 10 " لأحمد المرزوقي و"كابازال" لصالح حشاد و"تلك
العتمة الباهرة" للطاهر بنجلون.
وقد نشرت أعمال أدبية أخرى باللغة العربية مثل "كان وأخواتها"
لعبدالقادر الشاوي و"العريس" لصلاح الوديع و"رقصة الرأس والوردة"
لعبدالله زريقة و"صهيل الخيل الجريحة" لمحمد الأشعري و"أفول
الليل" للطاهر المحفوظي و"حديث العتمة" لفاطنة البيه ..إلخ
4 – جل هذه الكتابات تتوزع أغلبها بين الشعر والسيرة الذاتية والمذكرات وتجذر
الإشارة بهذا الصدد إلى أن هناك نصوصا أدبية شعرية وقصصية يتيمة صدرت في بعض
الجرائد والمجلات المغربية والعربية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق