الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، سبتمبر 18، 2023

إفطار على صهوة وحيد القرن : عبده حقي


في أعماق العجة الكونية، وجدت نفسي ضائعًا، تجرفني تيارات الصلصة السماوية، أدور مثل ملعقة في رقصة الإعصار، في عالم الصدفة، حيث لا شيء هناك منطقي. لم تكن النجوم سوى بقع في سماء الليل المضطربة، وكانت الكواكب تهتز وتهتز فوق رأسي ، يا إلهي! والقمر، بيضة مسلوقة، صفارها مقطر جدًا، ومذنبات تتخطاها، تاركة آثارًا من محلول ملح الفطيرة. التقيت بمحمصة ناطقة، تحمص أحلامي، وإبريق شاي يغني بالصرخات الشجية، وملعقة واعية، تتقلب في الهاوية، وصحن طائر، وصحون أخرى تتبادل القبلات. كانت أفكاري مشوشة، وأفكار أخرى سهلة للغاية، بينما كنت أسبح عبر مجرات من الجبن الكوني، في إفطار الآلهة هذا، حيث الواقع رقيق، فكرت في معنى لحم وحيد القرن المقدد. كان شراب الزمن القاني يتدفق في الأنهار العذبة، انجرفت على تيارات الفطائر والبنجر، في رمال العبث، اتخذت موقفي، مستكشفا الإفطار في أرض العجائب الملغزة . لذلك دعونا نحتضن جنون الفطور والغداء الكوني، حيث ترتدي الفطائر القبعات العالية وترقص لكمة جامحة، في رمال العبث، سنمرح ونلعب، في عالم الإفطار هذا، حيث يتحول الليل إلى نهار.

في جوف قطعة الكرواسون، سقطت مذهولًا، في عالم غريب وسخيف، وكانت النجوم عبارة عن رقائق شوكولاتة، والقمر، فنجان قهوة، أجل إنها الحقيقة. دارت المجرات في جنون جميل، بينما كانت وحيدات القرن تسحق النجوم خلسة، رقصت الكائنات الفضائية على نغمات تشا تشا تشا، مع غناء السردين للأوبرا. كانت سحب الكريمة تطفو في الهواء، وكان قوس قزح يلتف حول كل وميض، وكانت الأشجار تغني الأغاني الشعبية وترقص على هزات أرداف تسونامي ، وتهمس الأنهار بحكايات ملحمية. صادفتني مظلة تعزف على الساكسفون، وحلزون يحلم بأن يكون طائرة نفاثة، قدمت لي سمكة طائرة كوبًا من الشاي، بينما كان الموز يلعب الكريكيت، آه الصيف في ذلك الصيف المقدس! في هذا العالم العبثي، كل شيء كان ممكنًا، حتى أكثر الأشياء مستحيلة، لذلك تركت نفسي تنجرف للحلم، في هذا الكون الهذيان حيث يختلط كل شيء وينهار.

في أرض المفارقات، صرت شاعرًا، أكتب أبياتًا متقلبة المزاج على ضوء العصا، وأواصل رحلتي في هذه الأرض الغريبة، حيث تسود العبثية في حرية كاملة.

في هذا العالم حيث لا تتدفق العقلانية، صادفت وحيد القرن الذي كان يغني، قصائد المنشار، بينما رقص الدجاج على رقصة الفالس المغزلي. كانت الجبال تماثيل نوجا، والأنهار تحولت إلى مربى مشمش، وقبعة من القش أخبرتني بالأسرار، بينما سلم من الحبال يصعد إلى القمم. كانت الغيوم مصنوعة من حلوى القطن السكري، ولعبت الشمس لعبة الغميضة مع الجنيات، وحلقت فرس البحر عبر السماء المحطمة، وألقت النجوم قصاصات ورق احتفالًا بالفراغ . التقيت كنغرًا قفز على ظهر القمر، وكنغرًا قفز على ثمرة برقوق، تلاشت حدود الممكن في الهواء، في هذا الكون العبثي، حيث كل شيء يهذي. لذا، دعونا نواصل هذه الرحلة التي لا نهاية لها، إلى العبث المحض، حيث يكون كل شيء مفاجئًا، حيث يتم وضع قواعد المنطق جانبًا، في هذه القصيدة مقطوعة الرأس، دع نفسك تنجرف معها بعيدًا.

غامرت في هذا العالم بلا رأس، وقد دعتني سمكة ناطقة لأتبعها، مفتونًا، سبحنا في محيط من الألحان المبهجة، بينما كانت الأصداف تغني نغماته. انطلقت السلاحف في سباق مجنون، على ظهور الكراسي الطائرة، نحو هدف بلا بوصلة، وأنبتت شجرة أوراقا نقدية بدلا من أوراقها، وتحولت ليالي الأرق إلى نوم عذب. كانت الريح شاعرة، تنفخ القوافي في الهواء، والنجوم تكتب قصائد في البحر، وتهمس الأشجار للعابرين بالأسرار، في هذا العالم حيث كل شيء كان ممتعاً بشكل غريب. وفجأة رأيت فيلًا يعزف على البيانو، والفئران ترقص دويتو باليه، وتحولت الجبال إلى آيس كريم الفانيليا، وكان وحيد القرن يلعب البوكر في التعريشة. في هذا العرض السخيف من الأحلام والخيال، واصلت رحلتي، دون نهاية أو استياء، لأنه في هذا العالم حيث يتم التراجع عن المألوف، تصبح العبثية حقيقة حلوة ومثالية. لذا، دعوني أواصل رحلتي الغريبة، من خلال هذه القصة التي لا نهاية لها، وغير المشروطة، حيث تمتزج الكلمات في رقصة لا معنى لها، في العبث المطلق، نحن متشابكون إلى الأبد.

في هذا العالم من السخافات اللامتناهية، غاصت أكثر، على ظهر زرافة تعزف التشيلو في مشهد كامل، كانت السماء لوحة ألوان، والنجوم، وفرش الرسم، والمجرات رقصت باليه الألوان، في أصداء. طيور البطريق متنكرة في زي طيور البطريق الفضائية، انطلقت في سباق محموم، بوتيرة الطيور الجارحة، نسجت العناكب شبكات من الدانتيل المضيء، وحلقت وحيدات القرن، موزعة النجوم في وهج بهيج. تحولت الجبال إلى بيوت من الورق، وتراقصت أوراق اللعب، فخلقت زوبعة في أجزائها، وكتبت الأسماك الطائرة قصائد في السماء، بينما الغيوم تنكرت في هيئة حورية البحر، كلها في العسل. زأرت سحابة عاصفة، لكنها أمطرت قصاصات من الورق، وتحول البرق إلى شموع، كان كل شيء جميلاً، وهمست الأنهار بالنكات في آذان الطيور، وغنت الأشجار أوبرا تحت أضواء المشاعل.

في هذا الكون السخيف المجنون ، كل شيء مباح، حيث يختفي كائني العقلاني، حيث المجنون صديق، لنواصل ملحمتنا، بلا نهاية أو عودة، في هذه القصيدة العبثية، حيث الخيال ملك، دائمًا. في العبث، نبحر، مخمورين بالجنون، تحت وهج النجوم التي تتلألأ بجمال لا نهائي، في هذه الرحلة التي لا نهاية لها، حيث كل كلمة هي كنز، يصبح العبث بوصلتنا، منارتنا الذهبية الوحيدة.

في هذا العالم المليء بالسخافات، كل شيء ممكن، إنه حقيقي، الأشجار ترقص السامبا، والغيوم تلعب الكروكيه، والأسماك الطائرة تغني التهويدات للنجوم، والنجوم، ردًا على ذلك، تنسج الأحلام مثل حلزونات كسولات .

صادفت باندا يلعب بأقواس قزح، وكنغرًا يلعب الشطرنج مع السناجب، وكان أرنب أبيض يعصر الجزر ليصنع العصير، بينما كانت قطة تثبت البراغي في السماء، وكلها مرتبكة. تحولت الجبال إلى تلال من الخطمي، ووحيدات القرن تدور على صوت البيانو، وهمست الأنهار للقصب بالأسرار، وكتبت الأشجار قصائد مع خصلات من المشاعل. كان في جيبي حلزون يتسابق ضد شهاب، بينما البطة الناطقة تتلو أبيات شعر وهي تغني، فيما شكلت الفراشات صورًا حية في الهواء، ولعبت الأضواء الشمالية الغميضة دون ضوء. في هذا الكون العبثي، حيث يختفي المعنى، أواصل رحلتي، حيث تسرق كل لحظة، الواقع لصالح الإبداع الجامح، في هذه القصيدة التي لا نهاية لها، حيث العبث هو واقعنا. لذا، إلى الأمام، دعونا نستكشف هذا العالم الغريب والسحري، حيث كل شيء ممكن، حيث تصبح العبثية غنائية، في هذه الرقصة التي لا نهاية لها، حيث يتفكك المعنى، لندع أنفسنا ننجرف بعيدًا عن العبث، مثل لحن خفيف حلو.

في هذا العالم السخيف، أغوص أكثر، على ظهر فرس النهر الذي يتلاعب بأسماك المياه المالحة، السماء لوحة فنية رائعة، الغيوم في الفرش، النجوم، النوتات الموسيقية، ترقص في أصداء. الزرافات التي ترتدي زي طيور البطريق لها كرة زوبعة، والفيلة تقلع في بالونات الهواء الساخن، يا له من تأثير! قنديل البحر متماسكة الأوشحة للدلافين، والدلافين، في المقابل، ترسم اللوحات الجدارية الساتان. الجبال تتحول إلى أفعوانية عملاقة، والدمى الدوارة تتحول إلى جبال، مذهل! تنظم طيور البطريق عرضًا بأزياء السهرة، وتستعرض طيور البطريق على السجاد الأحمر في جمالها. ينفث بركان كريمة مخفوقة، فرحة إلهية، والزلازل تهز العنب، والطيور تغني الأغاني بثماني لغات مختلفة، والحيتان تعزف على الكمان في وئام. في هذا الكون السخيف، تُلغى القواعد، حيث ينفجر كل شيء، حيث الخيال صديقنا، فلنواصل مغامرتنا، بلا نهاية أو عودة، في هذه القصيدة العبثية، حيث كل بيت هو كنز. في العبثية الخالصة، نبحر، مخمورين بالإبداع، تحت وهج النجوم، تنير سعادتنا، في هذه الرحلة التي لا نهاية لها، حيث كل كلمة هي لغز، تصبح العبثية بوصلتنا، أرضنا بأكملها.

0 التعليقات: