خلف الآفاق، حيث تتلاثم السماء مع البحر في حضن أبدي، يكمن عالم تمجيد الهراءات. إنه عالم حيث يتم تحريف قوانين المنطق وخنقها بواسطة كروم الخيال. هناك تتحدث الجبال إلى الغيوم وتغني الأشجار أغانٍ كونية للقمر. إنه المكان الذي تشرق فيه الشمس من الغرب وتغرب فيه من الشرق، متحدية كل التوقعات.
سكان هذا العالم الغريب مخلوقات غرائبية، نصف إنسان ونصف وحش، لها أجنحة طيور وزعانف أسماك. ملابسها مصنوعة من أحلام منسوجة بخيوط قوس قزح. تتغذى على أشعة القمر وتشرب زبد الأمواج. لغتها مزيج من الضحك والغناء، سيمفونية من الكلمات المجهولة تنساب مثل حبات الندى على شبكة العنكبوت.
في هذه المملكة تزهر الأشجار أحذية بدلاً من الفاكهة، وتتدفق الأنهار بسوائل الشوكولاتة الذائبة. ترسم الطيور صورًا بريشها متعدد الألوان، وتتلاعب الأسماك ببالونات النجوم. البيوت مشيدة من الحلوى والشوارع مرصوفة بالتارتات.
كل يوم، يشرع سكان هذا العالم في مغامرات باهظة. يتسلقون جبال الخطمي، ويسبحون في بحر الصودا الغازية، ويركبون وحيد القرن إلى قمم قوس قزح. يلعبون التنس مع القرود وينظمون سباقات المذنبات.
لكن في قلب هذا الإسراف الغرائبي، هناك بحث دائم عن المعنى. يبحث سكان هذا العالم عن الحقيقة في النجوم المتلألئة والسحب الشفيفة الهاربة. إنهم يضيعون في تقلبات أفكارهم، بحثًا عن إجابات لأعمق أسئلة الكون.
تمجيد الهراءات هو ما يسمى هذا العالم، لأنه الفضاء الذي تصبح فيه السخافة سامية، حيث تصبح الهراءات منطقية ، حيث يصبح الغير عادي عاديا. إنه مكان يتقلب فيه الواقع وينحني ليخلق لوحة من الأحلام المتلبسة بالجنون.
لذا، إذا وجدت نفسك أيها القارئ(ة) ضائعًا في زوبعة من تمجيد الهراءات، فلا تخف. دع أمواج الخيال تأخذك بعيداً، ارقص مع النجوم واستمع إلى همسات الأشجار. لأنه في هذا العالم الغرائبي، يكون العبث هو المفتاح الذي يفتح الباب للمجهول، ويصبح الشعر النثري لغة الروح.
في تقلبات هذا الكون السخيف، حيث ترقص النجوم رقصة الفالس التي لا معنى لها، وتدور الكواكب في فوضى مذهلة، نجد تمجيدًا للهراءات. إنهم يقفون شامخين، متحدين المنطق، متربعين على منصة اللاعقلانيين.
يتقلب الفعل، وتنفلت الكلمات، وتتحول الأفكار إلى مشهد من الأفكار غير المتوقعة. تتبختر جميلاتنا وحيدات القرن في الشوارع المرصوفة بالقصاصات الملونة، بينما تغني الأسماك الطائرة أغاني سماوية للقمر، الذي يستجيب بالرقص مع السحب.
قبعات القش الأصفر تعلو الأسود ذات اللبدة الأرجوانية، بينما تنمو الأشجار جبالًا من الجليد في الصيف. يعوي الصمت في أذن الريح، وتتحول الساعات إلى أبدية عابرة.
تتراقص الساعات في حلزونات لا نهاية لها، وتتحول المظلات إلى فطر عملاق. تتساقط النجوم من السماء على زخات الزمرد، وتتكلم الطيور بألسنة منسية.
تهمس الجبال بأسرار قديمة، والأنهار تغني أنغام النور. يتشابك كل شيء في رقصة فوضوية من العبث، حيث يُفقد المعنى من أجل العثور على مكان أفضل.
في وسط هذا الكون الغريب والرائع، تتألق تمجيد الهراءات كالنجوم المجنونة، تنير الطريق إلى المجهول، حيث يضيع العقل ويطير الخيال.
في عالم من الظلال الدوامة،
تمجيد الهراءات،
كن فخوراً كالنجوم الساطعة،
في ظلمة حياتنا المتجولة.
يرقصون بلا مبالاة، بروح العصر،
متحديًا القوانين، متحديًا العذابات،
مفارقات، أحلام حية،
مما يهز فهمنا.
ضحكة مجنونة وسط الصمت،
يشير إلى الجنون والبراءة،
الهرءات بكل بلاغة ،
غني لحنًا رنينًا.
يذكروننا أن الحياة عبارة عن مسرح
حيث تتلاشى الاتفاقيات، حيث الصراعات الروتينية،
المهرجون والشعراء، مجموعة واسعة من المشاهد،
الهراءات، رفاقنا من الروح الهادئة.
في تألقهم،
الحقيقة مخفية،
مرآة مشوهة تربطنا،
للسحر،
للتساؤل،
للاسترخاء،
تمجيد الهراءات، مصدر الضوء الناري.
فلنحتفل بهذه الأوقات المربكة،
حيث يتجاوز اللاعقلاني اللحظات،
لأنه في رقصة الهراءات،
تصبح الحياة عملاً فنياً ساحراً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق