في سكون الليل، بينما أنت يا حبيبي تنام بسلام، كنت أصارع قبضة الأرق التي لا هوادة فيها. باتت مشاهدتك في راحتك الهادئة طقوسًا تعذبني، حيث لم أستطع إلا أن أذهل برؤيتك نائما . كانت عيناك مغمضتين، وجسدك المهيب ممدودًا، وقد انكشف تجاور غريب أمامي - أثار الضحك والدموع في جوانيتي.
ها أنت ذا، نائمًا، ومع ذلك، فجأة، ينفجر شكلك النائم بالضحك الصاخب. لقد كان مشهدًا غريبًا، لأنه كان كما لو كنت منغمسًا في عالم بعيد كل البعد عن بيتنا المشترك. لقد تركتني في حيرة من أمري، وأنا أتوق إلى فهم المكان الغامض الذي نقلتك إليه أحلامك.
بدأ ذهني يتجول،
ولم أستطع أخيرا إلا أن أتساءل: "أين أنت الآن؟ إلى أي رحلة غامر عقلك النائم
بالذهاب؟" في لحظاتي هذه الأكثر ضعفًا، قد سمحت لنفسي بالتفكير في احتمالية
قيامك برحلة أثيرية مع امرأة أخرى، في أرض بعيدة لم أعرفها من قبل. في هذا العالم
الافتراضي، كان وجودها هو الذي أثار ضحكتك، وأصبحت أنا، في عزلة الأرق، متفرجًة على
مغامراتك السرية.
ومع استمرار
أرقي معه، استمرت هذه الرقصة المتناقضة بين شوقي للنوم وشوقي إلى إجاباتك. لقد
غلفنا الظلام، وتركتني أتصارع مع الألم الذي لا يلين من الكلمات غير المنطوقة
ومناطق القلب المجهولة.
أصبح السهاد لازمة مؤلمة، وشهادة على الانفصال
العميق الذي ترسخ في حياتنا. ها أنا أواصل رؤيتك نائما وقلبي مثقل بالشوق والليل
يمضي حاملاً معه أسرار أحلامك المراوغة وأحزاني غير المعلنة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق