الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، ديسمبر 31، 2023

أفضل 100 كتاب في التاريخ اليوم ( رواية 1984) 52 إعداد عبده حقي


رواية 1984

روايةٌ ديستوبيةٌ من تأليف جورج أورويل نشرت سنة 1949. تقع أحداث الرواية في «إيرستريب 1» (بريطانيا العظمى سابقًا) -وهي مقاطعة من دولةٍ عظمى تدعى «أوشينيا»- في عالمٍ لاتهدأ فيه الحرب، والرقابة الحكومية، والتلاعب بالجماهير. ترزح تلك

المقاطعة تحت نير نظامٍ سياسيٍّ يدعو نفسه «زورًا» بالاشتراكية الإنجليزية (حسب «نيوسبيك» اللغة الجديدة التي ابتكرتها الحكومة)، وتملك زمام هذا النظام نخبة أعضاء الحزب الداخلي الذين يلاحقون الفردية والتفكير الحر بوصفها جرائم فكر. يُجسَّد الأخ الكبير طغيان النظام، وهو قائد يحكم كزعيم لايأتيه الحق من بين يديه ولا من خلفه، وإن كان ثمة احتمالٌ أنه لا وجود له. يسعى الحزب للسلطة لا لشيءٍ سوى لذاتها، لا لمصلحة الآخرين. أما بطل الرواية وينستون سميث فهو عضوٌ في الحزب الخارجي وموظفٌ في وزارة الحقيقة المسؤولة عن الدعاية ومراجعة التاريخ؛ وعمله هو إعادة كتابة المقالات القديمة وتغيير الحقائق التاريخية بحيث تتفق مع ما يعلنه الحزب على الدوام. يتلقى الموظفون في وزارة الحقيقة تعليماتٍ تحدد التصحيحات المطلوبة، وتصفها بالتعديلات عوضًا عن التزييفات والأكاذيب. كما يعكف جزء كبير من الوزارة على تدمير المستندات الأصلية التي لا تتضمن تلك التعديلات. وبذلك يذهب الدليل على كذب الحكومة أدراج الرياح. يجتهد وينستون في عمله ويؤديه على أكمل وجه، مع أنه يبغض الحزب سرًا ويحلم بإضرام ثورة على الأخ الكبير.

تعد "1984" كعملٍ خياليٍّ سياسيٍّ وخيالٍ علميٍّ ديستوبيٍّ (منذر بنهاية العالم) روايةً كلاسيكيةً من حيث الحبكة والأسلوب، وقد دخلت مصطلحاتها إلى الاستخدام الشائع منذ نشرها، ومنها: «الأخ الكبير»، و«التفكير المزدوج»، و«جريمة فكر»، و«الغرفة 101»، و«شاشة العرض»، و"2 + 2 = 5"، و«بئر الذكريات»، بل وانتشرت صفة «أورويليّ» (نسبةً إلى المؤلف أورويل) لتعني الخداع الحكومي، والمراقبة السرية، وتلاعب الدولة الشمولية السلطوية بالتاريخ الموثق.

اختارت مجلة تايم الرواية عام 2005 ضمن أفضل مئة روايةٍ كتبت باللغة الإنجليزية بين سنتي 1923 و2005. ووصلت إلى قائمتي دار نشر "Modern Library" لأفضل مئة روايةٍ متربعةً في المركز الثالثَ عشرَ على قائمة المحرر، والمركز السادس في قائمة القراء. وعام 2003 وصلت إلى المركز الثامن في استفتاءٍ أجرته هيئة الإذاعة البريطانية. «ألف وتسعمئة وأربعة وثمانون» هي هجاءٌ سياسيٌّ كلاسيكيٌّ وخيالٌ علميٌّ بائس. منذ نشره عام 1949 جرى استخدام العديد من مصطلحاته ومفاهيمه بشكلٍ شائعٍ في اللغة الإنجليزية، مثل Big Brother ،Double Mind ،Criminal Mind ،Newspeak ،Room 101 ،2 + 2 = 5، Forgetfulness. «ألف وتسعمئة وأربعة وثمانون» أشاعت صفة «أورويل» والتي تستخدم لوصف الديكتاتورية أو الديكتاتورية للخداع الرسمي والمراقبة السرية وتعديل التاريخ. عام 2005 صنفت الرواية كواحدةٍ من أفضل مئة روايةٍ إنجليزيةٍ ما بين عامي 1923 و2005 من قبل مجلة تايم، كما جرى إدراجها ضمن أفضل مئة روايةٍ إنجليزيةٍ في القرن العشرين سنة 1998 (في تصويت القراء: المرتبة السادسة، وفي تصويت التحرير: المرتبة الثالثة عشر). عام 2003 حاز فيلم "Nineteen Four and Eighty" على المركز الثامن في حملة التصويت على الكتب. جرى تكييفه أيضًا في الأفلام وتم إصداره في عامي 1956 و1984.

لخص جورج أورويل (03-1949) الفرضية التي تكمن خلف روايته القاسية في عام 1944، واستلهمها من تبعات تقسيم العالم إلى مناطقِ نفوذٍ بحسب نتائج مؤتمر طهران، ثم شرع في كتابتها بعد ثلاث سنوات على جزيرة جورا الاسكتلندية بين سنتي 1947 و1948 رغم معاناته المريرة مع السل. وفي 4 ديسمبر 1948 أرسل المخطوطة النهائية إلى دار النشر وصدرت الرواية في 8 يونيو 1949. وقد ترجمت إلى خمسٍ وستين لغةً بحلول عام 1989 متجاوزةً أيَّ روايةٍ إنجليزيةٍ أخرى في ذلك الحين. كثيرًا ما يستخدم عنوان الرواية وموضوعاتها واللغة الجديدة ولقب الكاتب، تستخدم جميعًا لمناهضة تسلط الدولة، بينما تصف كلمة «أورويلي» الدولة الشمولية التي تسخّرُ الحشود، أما «اللغة الجديدة» التي ابتكرها أورويل فهي تسْخر من نفاق الحكومة، وتشرف وزارة الحب على التعذيب وغسل الأدمغة، ووزارة الوفرة على نقص الموارد وترشيد الاستهلاك، ووزارة السلام عن الحرب وويلاتها، وأخيرًا تشرف وزارة الحقيقة على الدعاية ومراجعة التاريخ.

كان اسم الرواية في البداية «الرجل الأخير في أوروبا»، ولكن أورويل ذكر في خطابه إلى الناشر فريدريك واربيرغ بتاريخ 22 أكتوبر 1948 -أي قبل ثمانية أشهرٍ من صدور الرواية- أنه حائرٌ بين هذا العنوان وعنوان "1984"، فاقترح عليه واربيرغ أن يختار الثاني لأنه سيحقق رواجًا تجاريًا.

تابع


0 التعليقات: