يحتفل العالم اليوم 25 مارس/ آذار باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الرق و تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، و ذلك بموجب القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 كانون الأول ديسمبر 2007 و تكملة لليوم العالمي لاحياء ذكرى تجارة الرقيق وذكرى الغاءها الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في العام 1994م.
معهد جنيف لحقوق الانسان يؤكد على أهمية هذه المناسبة ، ويذكر العالم بأن الرق يعد إحدى الآفات العظمي التي أصابت البشرية و من أكبر الجرائم التي مارسها البشر ضد بعضهم البعض فأفقده بالعبودية أو الإسترقاق حريته و هدر كرامته الإنسانية بأن جعله كالشيء مملوكاً يتحكم فيه، يستغله ويجبره على العمل له طوال حياته بدون مقابل.
إن معهد جنيف لحقوق الإنسان يحتفل بهذا اليوم العالمي الذي شكل بؤرة ضياء في حالك واقع العبودية و إستغلال الإنسان للإنسان، ويذكر بأهمية العمل الأممي في التوعية حول بقايا هذه الظاهرة التي تخدش كرامة الإنسان الذي كرمه الله سبحانه و تعالى و جعله خليفة له في الأرض يقوم على شؤونها بالعقل و المنطق حتى يضفي عليها من إنسانيته فتصبح روضة يحل التعايش عليها و تنبذ ممارسات الإستعلاء و التفاضل بغير وجه حق.
ويكتسب إحتفال هذه العام أهمية خاصة لتزامنه مع الذكرى 215 لإستقلال هايتي والذكرى 25 لإطلاق اليونسكو لمشروعها المسمى "طريق العبيد" الذي يهدف لعكس بشاعة هذه الممارسة المقيتة من جهة، ومن جهة أخرى إبراز ثراء التقاليد الثقافية التى أرستها الشعوب الأفريقية فى مختلف مجالات الفنون والموسيقى والرقص والثقافة وغيرها على الرغم من كل ما قاسته تلك الشعوب من إستعباد وإستغلال وإسترقاق.
معهد جنيف لحقوق الإنسان وإنطلاقا من أهدافه ورسالته الدائمة و المتمثلة في الدفاع عن حقوق الإنسان و ترقيتها في كل مكان للوصول بها إلى درجة الرسوخ في العقول و الترجمة إلى الأفعال، يعتبر أن هذا اليوم فرصةً كبيرة لتذكير المجتمع الدولي بالتضحيات الجسام التي قدمها كل الذين حُكم عليهم بالرق عبر أشكاله المتنوعة في الماضي و في زمننا الحاضر، و ضرورة بذل المزيد من الجهد للقضاء على هذه الظاهرة المشينة و كذلك القضاء على الممارسات المعاصرة الشبيهة بالرق.
و يذكر معهد جنيف لحقوق الإنسان بأنه سيظل يسعى كما دأب على ذلك إلى كسر كل الحواجز للوصول إلى كل بؤر و أوكار العبودية و الإسترقاق بكل أشكاله الظاهرة و المموهة، و أنه سيبقى كذلك المنبر العالي لاستنكار و شجب و تعرية كل الممارسات التي تخدش كرامة الإنسان، و الملاذ الذي يؤوي و يحمي المتضررين حتى يستعيدوا حقوقهم المسلوبة و يسترجعوا كرامتهم الممتهنة في كل مكان يصله منه صوت الشكوى و إستغاثة الملهوف. و في سبيل ذلك فإنه يسخر كل إمكاناته البشرية و المادية في سبيل تحقيق هذا الهدف النبيل و الوصول إلى هذه الغاية القصوى.
إن تاريخ تجارة الرقيق ينبغي أن يوظف لتأكيد قيمة الحرية والكرامة الإنسانية وللعمل على بناء ثقافة التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل بين الشعوب والتنبيه لمخاطر العنصرية ومحاربة الرق في جميع صوره التي إتخذت أشكالا حديثة مختلفة في هذا العصر.
إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ نحتفي بهذا اليوم نضم صوتنا لصوت المديرة العامة لليونسكو في دعوتها لجميع الحكومات ومنظمات المجتمع المدنى والمعنيين في القطاعين العام والخاص إلى مضاعفة الجهود من أجل إحياء هذه الذكرى ونقل تاريخها وإستلهام العبر والدورس منها من أجل بناء عالم أفضل لأجيال المستقبل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق