الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


السبت، يونيو 29، 2024

الهوية والفضاء ووسائل الإعلام: التفكير من خلال الشتات (14) والأخير ترجمة عبده حقي

خاتمة

يصبح الفضاء الوسيط والمترابط مساحة للتنافس، وتعبيرات الهوية المعقدة والمتضاربة في كثير من الأحيان. ومن خلال إمكانية الوصول إلى وسائل الإعلام المختلفة وتكنولوجيات الاتصال التي يمكن للمغتربين التحكم فيها والتلاعب بها من أجل الاتصال (أو

الانفصال عن) الأفراد والمجتمعات في حيهم أو في أماكن بعيدة، فإنهم يقدمون المثال النهائي للحالة العالمية. من خلال كونهم أكثر اطلاعًا على سياسة وثقافة البلد الأصلي، أو الأقسام الأخرى من الشتات، أو بلد الاستيطان، أو منطقتهم المحلية، يمكن للأفراد والجماعات في الشتات بناء عالم من القرب النقدي: فهم يدركون ذلك، إما أنهم سواء شئنا أم أبينا، فإنهم ليسوا مجرد انعكاس لبلدهم الأصلي، ولا ينتمون فقط إلى مجموعة واحدة، ولا يتواجدون في منطقة ما فحسب؛ وبالتالي، وبشكل حتمي، تُعاش هوية الشتات في مواقع متعددة في الفضاءات الرمزية والجغرافية. إن التنقل العالي وزيادة الوساطة يعني أن المزيد والمزيد من الناس يعيشون في نوع من تعدد الزوجات. إنهم متزوجون من أماكن عديدة في عوالم وثقافات مختلفة. تعدد الزوجات العابر للحدود الوطنية، والانتماء إلى عوالم مختلفة: هذه هي البوابة إلى العالمية في حياة المرء الخاصة (بيك، 2002: 24). بالإضافة إلى ذلك، وبما أن الاتصال مع الآخرين الذين لا يشاركونهم نفس الماضي يصبح حقيقة ثابتة ويومي، فإن المغتربين يظهرون أن الهوية لا تتعلق فقط بما هو موجود داخل المجموعة ولا تتعلق فقط بالاستمرارية، ولكنها تتعلق أيضًا بالتجديد. حدود التمثيل في الفضاء الاجتماعي حيث يجد هؤلاء البشر أنفسهم. تشكل المواقع التي يجد فيها المغتربون أنفسهم أنفسهم أيضًا سياقًا مكانيًا لإعادة تعريف وجودهم كأعضاء في عوالم اجتماعية جديدة تتطلب البحث عن تمثيل خارج المجتمع. إن الحاجة إلى إيجاد مكان في هذه العوالم الاجتماعية الجديدة تتطلب التفاوض وتطوير الهويات المنفذة التي تتجاوز خصوصية الهوية الداخلية. وأخيرًا، فإن العلاقات التي تتطور أو تستمر عبر المسافة مع الأسرة والأقارب والمجتمعات، أصبحت أكثر ارتباطًا بالشبكات والوساطة، مما يجعل الخصوصية الإقليمية أقل أهمية ومساحات الاتصال أكثر أهمية للهوية والانتماء.

0 التعليقات: