في عين الساعة، حيث تتدحرج الثواني، وتنتشر، وتمضغ لحم الغد ، أجد نفسي في متاهة محمومة من الأصداء. مسرح من الجلد ممتد عبر الأهواء الكونية. صدى مضغ أسنان الوقت المصطك، سيمفونية من المستقبل الضائع، حيث أرقص مع شبح أمس الغد المنسي.
تغوص أصابعي في ضوء القمر المتخثر، وكل لمسة منه تخترق حدائق خيال الشهوة المتعرجة. أوراق الشجر غير المهندمة التي تتساقط منها الظلال مثل الساعات المذابة من قطرات دموع الآلهة. أنا نسخة طبق الأصل من هذا الهذيان، فسيفساء رقيقة من الأحلام غير المتوافقة، تتأرجح بين دقات الساعة القديمة وعيون مائة عنكبوت.
في خيالي
المنفرد، أكون دمية مهشمة، تتشابك ضفائرها في خيوط اللانهائي واللعب العبث. أتعثر
عبر دوامات من التنهدات الوهمية، وأشعر بقبضة أيادٍ غير مرئية تسحبني عبر الوحل
الهلامي لهذا الخيال المظلم. بشرتي عبارة عن رق ينزف عليه حبر الأمس الذي لا يحصى
في ضربات فرشاة الحاضر الملطخة.
في خضم ضباب
الساعات المتناثرة، أشهد الانهيار المبجل للصولجانات السماوية، التي أصبحت الآن
مجرد ألعاب في فراغ متقلب. تتدلى الشمس مثل ثمرة ناضجة، وتتناثر أحشاؤها الذهبية
في هاويات أفكاري المتشابكة. كل بقعة من الضوء، انقذاف كوني على أديم العبث. أنا
تائه، سفينة من الوهم المعقد تبحر عبر محيط من أشعة القمر المسافرة، ومركبتي
محاكاة ساخرة غريبة للعقل.
تتناثر الصور
مثل الطلاء المضطرب عبر رؤيتي - حصان بعيني ابن آوى يمرح تحت سماء مقشورة مثل
سجادة مهترئة، تكشف عن مشمع الأبدية. تتساقط قطرات الغبار النجمي السائل فوق بقايا
هياكل ملائكة منسية، أجنحتها ممتدة في استسلام أبدي. في همسات الكون، أسمع همسات
الفوضى، ألسنة متعرجة تنزلق أسرارًا في الفراغ المؤلم.
يداعب حواسي
ضباب من القوام غير المألوف ـ أسطح ناعمة غير متبلورة تنبض كأنفاس وحش نائم. لقد
وقعت في فخ فسيفساء من التنافر، حيث تتلوى عناصر الخلق حول نفسها في رقصة معقدة
غير مترابطة. الأفق عبارة عن مرآة تعكس أفكارًا مكسورة، كل شظية منها تمثل ما لا
نهاية له.
تدور آلاف
الأحلام المكسورة حول كياني. أنا لغز سريالي، وهم مبني من أصداء الأساطير
المنهارة. تتناثر أفكاري مثل أوراق الشجر في عاصفة مفرطة، كل جزء منها يشكل عالمًا
قائمًا بذاته، غارقًا في تناقضات محني الوجودية.
دائرة من
المهرجين الكونيين في الأعلى، وضحكاتهم تشبه قعقعة أسنان مفككة في سماء مخملية.
وتعكس أقنعتهم الغريبة المنسوجة من أنوال العبث الضوء المكسور لنجم يحتضر. لست سوى
دمية، مجرد لعبة في مسرحهم الكبير الذي يصور المستحيل. والمسرح خالٍ من السحب
الحلزونية، وكل نفخة منها تحمل همسًا من الرغبة غير المعلنة.
ترسم أصابع
النسيان أنماطًا على بشرتي، فتخيط نسيجا مترامي الأطراف إلى ما لا نهاية. وكل
غرزة، خيانة للمحدود، تنسج قصة من الفوضى الكونية. فأنا النساج والمنسوج في الوقت
نفسه، متشابكان في حلقة لا تنتهي من الخلق والتحلل. أنفاسي همسة ممزقة ضد الجوع
الذي لا يشبع للفراغ، وصدى مستمر في الأوبرا العظيمة للغموض.
تتكشف رقصة
الوجود الغريبة في رقصة الأشباح الخيالية. ترقص الأشكال على حواف إدراكي، أشكالها
غير متبلورة ومتغيرة، ضائعة في متاهة ممرات عقلي التي لا يمكن فهمها. كل خطوة،
نغمة عابرة في سيمفونية الفوضى، تتردد عبر النسيج الهش لواقعي.
أنا المتفرج في
حفلة تنكرية ضخمة من العبث، أشاهد قطع العالم وهي تتصادم وتندمج في باليه فوضوي.
في كل لحظة، يتسلل من قبضتي جزء من كيان أعظم غير قابل للإدراك، مثل خيوط الحرير
في حلم. وجودي، كخيط عابر من الدخان في مسرح اللانهاية، يتلوى ويدور مع الإيقاع
المتموج لسمفونية الغموض الكبرى.
في هذه الدوامة
المحمومة، أجد العزاء في عبثية إبداعي. ترقص أفكاري المتفرقة والحيوية عبر لوحة
ذهني، وكل خطوة شهادة على إمكانيات الخيال اللامحدودة. أنا المبدع والنص السردي في
نفس الوقت، مفارقة متشابكة في اللعبة الكونية للوجود. بينما أقف على حافة الواقع
والوهم، أحتضن الفوضى، وأتلذذ بالحرية اللامحدودة للغموض.
وهكذا، أتجول في
عالم خيالي من صنع يدي، متجولاً في عالم متغير باستمرار من العبث. يحوم
"المستمر في الوقت "، وهو كيان طيفي، فوق عالم أفكاري، يرشدني عبر
الممرات المتعرجة للخيال الغامض. في هذه الرقصة الشبيهة بالأحلام، أضيع وأجد نفسي
في الوقت نفسه، وعاءً للمجهول وغير المتخيل، تائهاً إلى الأبد في بحر السريالية
اللامحدود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق