في هاوية الليل، حيث تتحدث الظلال مع الأحلام الغابرة، كلما كان الأعلى هو الأكثر قابلية للفهم، فالقادم، سيكون هو الأكثر ضرورة، همسات الرياح القديمة تدور في الظلام، نسج الخيوط غير المرئية للفكر واللافكر، من الوجود وعدم الوجود، رقص النجوم في أحضان الفراغ، غزل شبكات من المعنى التي تفلت من قبضة العقل.
دوامة من الأفكار تنحدر من السماء، في ظلال ذهبية من الشمس المنسيّة، كلما كانت أعلى كانت أكثر قابلية للفهم، حيث تختبئ الحكمة في شقوق الأطلال المنسيّة، مدفونة عميقًا تحت رمال الزمن، حيث سار الآلهة ذات يوم وهمسوا بأسرارهم إلى الأرض.
يا لها من أصداء صامتة لآلاف الأقمار المنسيّة! كيف ترتجف في حضن اللانهاية البارد، كلما اقتربت، كلما ازدادت ضرورة، مع اجتياح تيار الفكر شواطئ العقل، تاركًا وراءه حطام الأحلام المنسيّة، والرغبات غير المعلنة، والمخاوف غير المواجهة، كلما كانت أعلى، كلما كانت أكثر قابلية للفهم.
في متاهة الروح، حيث تتشكل الظلال، تنهار جدران العقل إلى غبار، وكلما ارتفع، أصبح أكثر قابلية للفهم، ويكشف عن نفسه في الفراغ الذي خلفه، فراغ يتحدث عن غير المحكي، عن المسارات غير المرئية التي تتعرج عبر برية العقل.
القادم، والأكثر ضرورة، همسة تنمو إلى عاصفة، تمزق حجب الوهم، وتكشف الحقيقة العارية، حقيقة لا تُرى، ولكن يُشعر بها، لا تنطق، ولكن تُسمع في الصمت بين الأفكار.
في هدوء الليل، حيث تغني النجوم أغنيتها الصامتة، كلما ارتفع الأمر كان الأمر أكثر قابلية للفهم، حيث تصعد الروح إلى مرتفعات المجهول، وحيث لا يستطيع العقل أن يتبع، حيث لا يستطيع القلب أن يفهم،
ولكن حيث ترتفع الروح، خالية من سلاسل الفهم.
الخطوة القادمة، الأكثر ضرورة، خطوة نحو الهاوية، حيث الظلام ليس غيابًا، بل حضورًا، حضورًا يتحدث عن المجهول، عن غير المرئي، عن الحقائق غير المعلنة التي تكمن تحت سطح الواقع.
في رقصة الظلال والضوء، حيث تتداخل الخطوط بين الواقع والوهم، كلما كان أعلى كان أكثر قابلية للفهم، حيث تجد الروح طريقها عبر متاهة الوجود، مسترشدة بيد القدر غير المرئية، والقادم، كلما كان أكثر ضرورة، حيث تستمر الرحلة، عبر ليلة الروح المظلمة، إلى ضوء المجهول.
في صمت العقل، حيث تتوقف الأفكار عن الوجود، كلما كان الأمر أعلى كلما كان أكثر قابلية للفهم،
حيث تذوب الذات في الفراغ، والقادم، كلما كان أكثر ضرورة، حيث تصبح الروح واحدة مع اللانهائي،
قطرة ماء في محيط الوجود، شرارة من الضوء في ظلام الأبدية.
كلما كان أعلى كان أكثر قابلية للفهم، كلما كان القادم أكثر ضرورة، حقيقة تكمن وراء الكلمات،
وراء الفكر، وراء حدود الفهم، حقيقة محسوسة في أعماق الروح، في هدوء الليل، في الصمت بين الأنفاس، حقيقة موجودة وليست موجودة، حقيقة تتجاوز متناول العقل، لكنها معروفة في القلب،
في الروح، في جوهر الوجود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق