عبده حقي :
قرأت هذا المقال النقدي الذي كتبه عبد النبي بزاز عن منجزي "شذرات بلورية"، وقد أسعدني أن أجد فيه قراءة معمّقة تحاول تفكيك عوالم نصوصي السردية. فقد توقف الناقد عند نزعة التحول التي تتكرر في نصوصي، من الأشياء الجامدة إلى فضاءات حلمية أو رمزية، كما لاحظ حضور التداخل والانصهار بين الإنسان والكون، وبين الأرواح والألوان. كذلك أبرز المقال كيف حضرت عناصر جمالية مثل التشبيه، واللون، والرومانسية، إلى جانب شخصيات بسيطة تحيا بالأحلام رغم قسوة الحياة.
أكثر ما شدّني في القراءة هو إبرازها لصوت "الأنا" في النصوص، تلك الأنا التي تتخذ وجوهاً متعددة: وجودية، خفية، أو رمزية، في رحلة تتأرجح بين الهدم والبناء. المقال نبّه أيضاً إلى استلهامي للأساطير كسيزيف والأوديسة، وإلى توظيفي للتقنيات الحديثة كالسريالية والتجريد.
باختصار، وجدت أن هذه القراءة قد أنصفت منجزي "شذرات بلورية" حين أضاءت كثافته التعبيرية وامتداداته الوجودية والجمالية، وكشفت أنني لا أكتب نصوصاً منغلقة، بل نصوصاً منفتحة تمنح القارئ دوراً منتجاً وشريكاً في نسجها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق