1. مقهى البحر
في المقهى المطلّ على
زرقةٍ تشبه قلبي،
أسمعُ أغنيةً قديمةً
عن الرحيل،
فأكتشف أن الموج يردّدها
معي،
كأنّ البحرَ أيضاً نادمٌ على مَنْ غادروا.
2. درب الزيتون
كلّما مررتُ بهذا الطريق،
أشمّ في الهواء رائحة
طفولتي،
كأنّ الأغصان ما زالت
تحفظ ضحكتي،
وتخفيها في ظلّها كي
لا تهاجر.
3. بيت العائلة
في البيت القديم صوتُ
أمّي لا يزال،
ينتظرني عند عتبة النافذة،
أجلسُ قرب الجدار المتصدّع
وأغنّي كي لا يسمعني
الغياب.
4. مدينةٌ بلا ناي
في المدن الجديدة،
الصوتُ معدنيّ،
الريح تجرّ عربات الإسفلت،
وأنا أبحث عن نايٍ
خشبيّ
يذكّرني بأنّ الموسيقى
كانت تُصنع من الشجر.
5. محطة القطار
أحمل حقيبتي كأنّها
آخرُ ما تبقّى من الأرض،
أسمع صافرةَ القطار
مثل نداءٍ من داخلي،
السكك تمتدّ بي إلى
ما لا أعرف،
لكنّ الأغنية تظلّ
تعود من الوراء.
6. زنقة الضوء
في أزقة المدينة القديمة،
كلّ حجرٍ له ذاكرة،
وكلّ نافذةٍ أغنية،
أمرّ كالعابر في صورتي،
وأبتسم لأنّ الماضي
ما زال يلوّح لي من الشرفة.
7. ليل فاس
الليل هنا له رائحةُ
المسك والورق،
تختلط أصواتُ المؤذنين
بضحك الغرباء،
وأنا أكتب اسمي على
ظلّ القمر،
لأتذكّر أنني كنتُ
ذات مساءٍ حيّاً في الحروف.
8.
رصيف طنجة
الريح تترجم لغات المراكب،
وأنا أترجم صمتي إلى
انتظار،
في طنجة، حتى البحر
يتحدّث بالشعر،
ويكسر موجته كمن يكسر
قيداً قديماً.
9. أغنية الرمل
في الصحراء، الغناء
لا يحتاج إلى صوت،
الريحُ تتولّى الغناء
عن الغائبين،
وأنا أترك أثري على
الرمل،
كأنني أوقّع اسمي على
قصيدةٍ من الغياب.
10. عودة إلى الساحة
كلّ الأمكنة أغنيةٌ
ناقصة،
وكلّ أغنيةٍ مكانٌ
مفقود،
أعود إلى الساحة لأجدني
فيها طفلاً،
يصفّق لظلّه حين تمرّ
الأغنية القديمة.







.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق