الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، أكتوبر 13، 2025

نداء إلى شباب جيل Z: من أجل وعي وطني مستنير في زمن الحرب الرقمية: عبده حقي


 أيها الشباب المغربي،

يا أبناء هذا الجيل الرقمي الذي فتح عينيه على الشاشات قبل أن يتعلم القراءة، يا من جعلتم من الهاتف أداة للمعرفة والتعبير والمقاومة السلمية، نناشدكم اليوم من قلب الوطن أن تحافظوا على بوصلة الوعي، وأن تميزوا بين الحرية الحقيقية والحرية المزيفة التي تُصنع في غرف المخابرات المعادية.

إن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يعيش مرحلة تاريخية من البناء والتحديث غير المسبوق، من ورش الحماية الاجتماعية إلى التحول الرقمي، ومن الدبلوماسية الهادئة إلى السياسة الإفريقية الطموحة. لكن هذه النهضة، كما كل نجاح مغربي، تُثير أعداء التقدم في المنطقة، الذين يسعون إلى ضرب ثقة الشباب في دولتهم، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتغذية الشك والارتباك بنيران الأخبار الكاذبة والفيديوهات المفبركة.

لقد دخلنا زمن “الحرب الهجينة”؛ لم تعد الدبابات هي التي تقتحم المدن، بل الحسابات الوهمية التي تقتحم العقول. ولم يعد العملاء يزرعون المتفجرات، بل يزرعون الشك بين أبناء الوطن الواحد. وراء بعض الدعوات إلى الفوضى تقف أجهزة استخبارات معادية، أبرزها تلك التي في الجزائر، مدعومة أحيانًا من قنوات ومنظمات ودول لا تخفي عداءها لتجربة المغرب التنموية المستقلة.

أيها الشباب،
إن الدفاع عن الوطن اليوم لا يكون فقط في الثغور، بل في التيك توك، وتويتر، وإنستغرام، حيث تُدار المعارك الرمزية ضد وحدة المغرب واستقراره. أنتم خط الدفاع الأول. فاحذروا أن تكونوا أدوات في مشروع تفكيك وطني تحت شعار “الاحتجاج العفوي”. نعم، من حقكم المطالبة بالتغيير، وبالعدالة، وبالكرامة، لكن ضمن روح البناء، لا الهدم؛ ضمن نَفَس الإصلاح الوطني الذي دعا إليه الملك، لا ضمن أجندة من يريد أن يرى المغرب ضعيفًا ومنقسمًا.

استيقظوا من فخ "الترند الزائف"، لا تجعلوا “الموجة” تقودكم إلى الغرق. فكروا قبل أن تشاركوا، تحققوا قبل أن تنشروا، واسألوا أنفسكم دائمًا: من المستفيد من إضعاف المغرب؟

جيلكم هو جيل الذكاء الاصطناعي، فلا تسمحوا أن يُستعمل ضدكم ذكاء اصطناعي آخر يُدار من خارج الحدود. كونوا جيل Z للوعي والنهضة، لا جيل Z للانقياد والفوضى.

أيها الشباب،
المغرب اليوم في حاجة إلى طاقته الرقمية الشابة، إلى إبداعها، إلى مبادراتها، إلى حسها الوطني المستنير. فكونوا كما يريدكم الوطن: أحرارًا في الفكر، مخلصين في النية، مؤمنين بأن قوة المغرب تبدأ من وحدته، وأن القيادة الرشيدة لجلالة الملك هي صمام الأمان في عالم مضطرب.

فلنرفع جميعًا هذا الشعار:
"وعيٌ وطنيٌّ ضد الفوضى،
ذكاءٌ مغربيٌّ في زمن الحرب الرقمية."

0 التعليقات: