الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الأربعاء، نوفمبر 19، 2025

الرادار الثقافي والفني العالمي من إعداد عبده حقي

 


أوّلًا: المغرب

1. مهرجان «فيزا فور ميوزيك» – الرباط

تنطلق اليوم في الرباط الدورة الثانية عشرة من مهرجان وسوق «فيزا فور ميوزيك»، الذي بات يوصف بكونه منصّة العبور الإبداعي للموسيقيين من إفريقيا والشرق الأوسط نحو بقية القارات. يمتد البرنامج على مدى أربعة أيام، ويجمع حفلات مباشرة لفرق شبابية

وتجارب موسيقية بديلة، إضافة إلى لقاءات مهنية بين مديري المهرجانات ووكلاء الأعمال والمنتجين. في فضاءات الرباط، تتحول المسارح والقاعات إلى مختبر حيّ تُختبر فيه أصوات جديدة، من الجاز الإفريقي إلى الفيوجن المغاربي، في حوار فني متواصل بين الجنوب والشمال

خلف الكواليس، تشكّل ورشات العمل وجلسات النقاش جزءًا أساسيًا من روح المهرجان؛ إذ ينكبّ الفنانون والمهنيون على أسئلة التوزيع الرقمي، وحقوق المؤلف، وكيفية بناء جمهور دولي من منصات محلية. هكذا يتحول الحدث من مجرد سلسلة عروض موسيقية إلى فضاء للتفكير في مستقبل الصناعات الإبداعية بالقارة، مع حضور لافت للأصوات المغربية الشابة التي تحاول إعادة تعريف صورة الموسيقى المغربية خارج القوالب الفولكلورية التقليدية.

2. حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم – الرباط

تستعد الرباط مساء اليوم أيضًا لاحتضان حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي يحتفي بأفضل لاعبي ومدربي وأندية القارة خلال سنة كاملة من المنافسات. ورغم أن التظاهرة رياضية في جوهرها، فإنها تحولت مع توالي دوراتها إلى عرض ثقافي وإعلامي ضخم، بحضور نجوم الفن الإفريقي وعروض موسيقية حيّة تسبق توزيع الجوائز، في مشهد يذكّر بحفلات الجوائز العالمية من حيث الإخراج التلفزيوني وتأثيره الجماهيري 

في شوارع الرباط ومحيط قاعة الحفل، يمتدّ البعد الثقافي للحدث إلى الفضاء العام؛ مشجّعون يرتدون أزياء تقليدية من دول مختلفة، ألوان أعلام، ورقصات شعبية تتجاور فيها إيقاعات مغربية وغربية وإفريقية سوداء. هكذا تتحول ليلة الكُرة إلى احتفال بهوية إفريقية متعدّدة، تلعب فيه العاصمة المغربية دور مسرح مفتوح لصورة جديدة عن إفريقيا الواثقة بنفسها، المبدعة، والحاضرة بقوة في المشهد العالمي.

ثانيًا: الفضاء الثقافي العربي

3. «مهرجان بَنان للحرفيات السعوديات» – الرياض

في العاصمة السعودية الرياض، يتواصل اليوم برنامج «مهرجان بَنان» المخصّص لتسليط الضوء على إبداعات الحِرَفيات السعوديات في مجالات الأزياء، والمجوهرات، والفنون البصرية. يجمع الحدث في فضاء واحد بين سوق للمنتجات اليدوية ومنصات عرض للأزياء وورشات تكوينية حول ريادة الأعمال الثقافية، في محاولة واضحة لربط الحرف التقليدية باقتصاد إبداعي معاصر قادر على خلق فرص عمل مستدامة للنساء الشابات 

اللافت في هذه الفعالية هو المزج بين الموروث والحداثة: تصميمات تستلهم الزخارف النجدية والحجازية القديمة، لكنها تُقدَّم في قوالب معاصرة قريبة من أذواق الأجيال الجديدة، مع حضور لوسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويق أساسية. بذلك يتحول المهرجان إلى نموذج عربي لتمكين المرأة عبر الصناعات الثقافية، وإعادة الاعتبار للحرف التقليدية باعتبارها رأسمالًا رمزيًا واقتصاديًا في آن واحد.

4. أوبرا «ريغوليتّو» لفيردي – دبي

في دبي، تُقدَّم هذا المساء على مسرح «زابيل ثياتر» بدار جُميرا زعبيل سَراي نسخة جديدة من أوبرا «ريغوليتّو» لفيردي، في إنتاج يجمع مغنّين أوبراليين من أوروبا والعالم العربي، مع إخراج بصري يوظّف تقنيات الإضاءة والإسقاطات الرقمية لإعادة قراءة الكلاسيكيات في ضوء حساسية معاصرة

الحضور العربي في هذا النوع من العروض لا يقتصر على الجمهور، بل يمتد إلى فرق الإنتاج والتسويق، وإلى شراكات بين مؤسسات ثقافية خليجية وأوروبية. وهنا تواصل مدن الخليج لعب دور الجسر بين الأوبرا الغربية والجمهور العربي، مسهمة في تكريس الأوبرا والفنون الكلاسيكية كجزء من المشهد الفني اليومي، لا كفن نخبوي بعيد المنال.

ثالثًا: إفريقيا جنوب الصحراء

5. ورشة «بناء عوالم المستقبل الإفريقي» – لاغوس

في جامعة لاغوس بنيجيريا، يحتضن مقهى «كافي وان» اليوم ورشة مطوّلة بعنوان «Worldbuilding Africa’s Future» ضمن الأنشطة المصاحبة لمهرجان «آكي» للفنون والكتاب. تمتد الورشة من الصباح إلى فترة بعد الظهر، وتجمع كتّاب خيال علمي وفانتازيا وفنانين بصريين لمناقشة كيف يمكن للأدب والسينما والألعاب الرقمية أن تعيد تخيّل مستقبل القارة من منظور إفريقي، بعيدًا عن الصور النمطية التي تهيمن على الإنتاج الغربي 

في قاعة مليئة بالشباب، يُطلب من المشاركين ابتكار عوالم متخيَّلة تنطلق من لغاتهم المحلية وأساطيرهم وحكاياتهم الشعبية، ثم تحويل هذه العوالم إلى سيناريوهات لأفلام أو روايات أو كوميكس رقمية. الفكرة هنا ليست مجرد تمرين إبداعي، بل محاولة لتأسيس «مكتبة مستقبلية» تتقاطع فيها التكنولوجيا مع الذاكرة الجماعية الإفريقية، في لحظة تشهد فيها القارة صعودًا لافتًا في مجالات السينما والأدب الرقمي وألعاب الفيديو.

رابعًا: ألمانيا

6. حفل الغداء في قاعة الفيلهارموني – برلين

تُواصل برلين تقليد «حفل الغداء» الأسبوعي في قاعة الفيلهارموني، حيث يُقام ظهر اليوم حفل موسيقي قصير بعنوان Lunch Concert، تؤديه عازفة البيانو ميشيل غوردايل وعازف الفيولا بيار لينيرت، في برنامج يضم أعمالًا لهنري فيوxtemps وبولين فياردو، في جوّ غير متكلّف وبمدخل مجاني تقريبًا للجمهور الواسع 

هذا النوع من الحفلات يعبّر عن فلسفة ثقافية ألمانية تعتبر الموسيقى الكلاسيكية جزءًا من الحياة اليومية، لا امتيازًا طبقيًا. موظفون يخرجون في استراحة العمل، طلبة يحملون دفاترهم، وسياح يبحثون عن تجربة سريعة وعميقة في آن. وفي أقل من ساعة، يجد الحضور أنفسهم أمام لقاء حميمي مع موسيقى الحجرة، يختلط فيه صخب المدينة بنقاء الصوت داخل الفضاء المعماري الفريد للقاعة.

خامسًا: إسبانيا

7. جولة المغنية الدنماركية «إم أو» – حفل مدريد

في العاصمة الإسبانية مدريد، تحطّ المغنية الدنماركية «MØ» رحال جولتها الأوروبية في قاعة «سالا كوبرنيكو»، في حفل يقام هذا المساء ويستقطب جمهورًا شابًا يعبر القارة مع موسيقى البوب البديل والإلكتروني. يأتي هذا العرض بعد حفل برشلونة بيوم واحد، وقبل حفل لشبونة، في نموذج للجولات العابرِة للحدود التي تُحوّل مدن المتوسط إلى محطّات متواصلة في خريطة الموسيقى العالمية 

إلى جانب البعد الترفيهي، تكشف هذه الجولة عن حيوية المشهد الموسيقي في مدريد، وقدرتها على استقبال فنانين ينتمون إلى مشاهد مستقلة لا تهيمن عادة على قوائم الإذاعات التجارية. جمهور مزيج من الإسبان والطلبة الأجانب وسكّان المدينة الجدد، يجتمعون تحت سقف واحد في أمسية تُذكّر بأن الهوية الأوروبية اليوم تُصاغ أيضًا على إيقاع الحفلات الصغيرة ومتوسطة الحجم، لا المهرجانات الضخمة فقط.

سادسًا: البرتغال

8. حفل المغنية «مارسيا» في مركز ثقافي بلين – لشبونة

في لشبونة، يقدّم مركز الثقافة في حي بلين مساء اليوم حفلًا خاصًا للمغنية البرتغالية «مارسيا»، التي تعود إلى جمهورها بعمل جديد يمزج بين الفولك والبلوز والعناصر السردية المستوحاة من الذاكرة الشخصية للطفولة والأمومة. الحفل، الذي يُقدَّم في مركز «الثقافة في بيليم» (Centro Cultural de Belém)، يُعدّ من أبرز مواعيد هذا الشهر في أجندة المدينة الموسيقية 

في هذا الفضاء المطل على نهر التاجه، يتحول الغناء إلى نوع من الاعتراف الطويل؛ نصوص تتأرجح بين الحنين والبوح، وتوزيعات موسيقية هادئة تسمح للكلمات بأن تتقدّم في المشهد. بهذا المعنى، لا يبدو الحفل مجرد أمسية ترفيهية، بل تجربة حميمة تحتفي بقدرة الأغنية البرتغالية الحديثة على تطوير لغة عاطفية جديدة، تستثمر تقاليد الفادو دون أن تتقيّد بها.

سابعًا: إنجلترا

9. حفلة «أليسون راينر كوينتِت» – لندن

في قاعة «كادوغن هول» بلندن، يُقام ظهر اليوم حفل للفرقة الخماسية بقيادة عازفة الكونترباص والملحّنة «أليسون راينر»، في برنامج يمزج بين الجاز والبلوز والتأثيرات الفولكلورية، ضمن سلسلة حفلات ظهيرة تشتهر بها القاعة العريقة 

أسلوب الفرقة يقوم على حوار حيّ بين الآلات، حيث تتحرك الألحان مثل حوار شفهي بين أصدقاء قدامى. بالنسبة للجمهور البريطاني – ومعه الجاليات المتعددة في لندن – يشكّل هذا اللقاء مثالًا على قدرة الجاز الأوروبي المعاصر على بناء لغة خاصة، لا تستنسخ النموذج الأميركي، بل تعيد صياغته انطلاقًا من إيقاعات المدينة ومزاجها اليومي.

ثامنًا: إيطاليا

10. «الثلاثة تِنورات – آريات نابولي وأغانٍ» – إسكيا

في قصر إسكيا الملكي جنوب إيطاليا، يُقام هذا المساء حفل «The Three Tenors – Opera Arias, Naples and Songs»، المستوحى من حفلات الثلاثي الشهير بافاروتي ودومينغو وكارّيراس. يقدم ثلاثة مغنّين أوبراليين برنامجًا من الآريات الأشهر في الريبرتوار الإيطالي، إلى جانب أغانٍ نابوليتانية شعبية، أمام جمهور يأتي من مختلف المناطق بحثًا عن تجربة صوتية عالية الجودة في فضاء تاريخي مفتوح على البحر

هذا التزاوج بين الأوبرا والأغنية الشعبية يلخّص مسارًا طويلاً في الثقافة الإيطالية، حيث لم تعد الأوبرا حكرًا على الطبقات الثرية، بل امتدّت إلى المهرجانات المفتوحة وقصور المدن الصغيرة. بذلك يستمر إرث «التينورات الثلاثة» في إعادة ربط الأوبرا بالذاكرة الجماعية، لا باعتبارها فنًا متحفيًّا، بل ممارسة حيّة تُغنّى وتُصفَّق لها في لحظة الحضور.

تاسعًا: بلجيكا

11. افتتاح معرض «هشّ!» في متاحف الفنون الجميلة – بروكسل

في بروكسل، تفتتح اليوم المتاحف الملكية للفنون الجميلة معرضًا جديدًا بعنوان «FRAGILE! Friable media on paper in fin-de-siècle Belgium»، مخصصًا للأعمال الورقية الهشّة من أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. يعرض المعرض رسومات ولوحات غرافيكية ووثائق فنية أنجزت على دعائم ورقية حساسة، ويطرح سؤالًا حول كيفية حفظ هذه الذاكرة البصرية في زمن تتعرض فيه المواد الورقية للتلف السريع 

من خلال تنظيم مسار بصري دقيق، يسمح المعرض للزائر بأن يلمس الفرق بين الأعمال التي حُفظت بعناية والأخرى التي طالتها آثار الزمن والرطوبة والضوء. وهكذا يصبح الحفاظ على الورق فعلًا ثقافيًا في حد ذاته، يربط بين خبرة المرمّمين ووعي الجمهور بقيمة هذه الشهادات المرسومة على ورق كان يُعدّ يومًا مادة عابرة.

عاشرًا: روسيا

12. أوبرا «زواج فيغارو» في مسرح المارينسكي – سان بطرسبورغ

في سان بطرسبورغ، يقدّم مسرح المارينسكي مساء اليوم أوبرا «Le nozze di Figaro» لموتسارت، في عرض جديد يبدأ في السابعة مساءً على خشبة أحد أعرق المسارح الأوبرالية في العالم. يشكّل هذا العمل، المستوحى من مسرحية «زواج فيغارو»، إحدى ذرى الأوبرا الكوميدية في التاريخ الموسيقي الغربي، ويجمع في هذا الإنتاج بين أداء صوتي رفيع وإخراج يحافظ على روح النص مع إدخال لمسات بصرية معاصرة في السينوغرافيا والملابس 

حضور الجمهور الروسي الكثيف لمثل هذه الأعمال يذكّر بأن الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية لا تزال جزءًا من الحياة اليومية في مدن كبرى مثل سان بطرسبورغ، حيث تختلط التقاليد الإمبراطورية القديمة بواقع ثقافي جديد، تحضر فيه أيضًا الفنون الرقمية والسينما والروك. ومع ذلك، يبقى المارينسكي بمثابة معبد موسيقي تُجدَّد فيه صلة الأجيال المتعاقبة بالتراث الكلاسيكي.

حادي عشر: فرنسا

13. معرض «مانغا… كلّها فن!» – متحف غيميه، باريس

يُفتتح اليوم في متحف غيميه للفنون الآسيوية بباريس معرض كبير بعنوان «Manga. Tout un art!»، يقدّم قراءة شاملة لتاريخ المانغا اليابانية وتحولها من فن سردي مصوَّر إلى صناعة ثقافية عالمية. يمتد المعرض حتى مارس من العام المقبل، ويعرض لوحات أصلية، وصفحات مخطوطة، ومجسمات وشاشات رقمية تسمح للزائر بالتفاعل مع الشخصيات والفضاءات التي صنعت شهرة المانغا حول العالم

في القاعات، يتحرك الزوار بين عوالم متوازية: من القصص الكلاسيكية التي ظهرت في مجلات الأطفال في خمسينيات القرن الماضي، إلى الإنتاجات المعاصرة التي تحوّلت إلى أنيمي وألعاب فيديو ومسلسلات عالمية. إلى جانب البعد الجمالي، يضيء المعرض على البُعد الاجتماعي والسياسي للمانغا، وكيف تحولت إلى مرآة للمجتمع الياباني، ثم إلى لغة كونية يتحدث بها شباب من قارات مختلفة.

ثاني عشر: هولندا

14. برنامج «كارافاجّو» ضمن تكريم تيلدا سوينتون – أمستردام

في أمستردام، يواصل «متحف العين» (Eye Filmmuseum) برنامجه الخاص الذي يحتفي بالمسيرة السينمائية للممثلة البريطانية تيلدا سوينتون، حيث يُعرض اليوم فيلم «Caravaggio» في إطار سلسلة عروض تضع أعمالها في حوار مع تاريخ السينما والفن البصري. يشكل الفيلم، الذي يعد من أوائل أدوارها السينمائية الكبرى، نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف نوعية الشخصيات المركّبة التي جسّدتها عبر مسيرتها 

إلى جانب العرض، يقدّم المتحف مواد أرشيفية وصورًا وكواليس إنتاج، إضافة إلى نقاشات موازية حول علاقة السينما بالفنون التشكيلية، خصوصًا أن الفيلم يستعيد عالم الرسام الإيطالي كارافاجّو، ويحوّل اللوحة إلى مشهد سينمائي نابض بالحياة. بذلك تصبح الأمسية لقاءً بين تاريخ الفن الأوروبي والسينما المعاصرة، في مدينة عُرفت بديناميتها الثقافية وانفتاحها على تجارب الصورة المتعددة.


0 التعليقات: