مهرجان مراكش للقهوة والشاي – اليوم الختامي
تعيش مراكش اليوم يومها الأخير من مهرجان مراكش للقهوة والشاي 2025، الممتد من 6 إلى 8 دجنبر، في فضاء موسلّة سيدي عمارة على مشارف الأطلس. يجتمع في هذا الموعد عارضون وخبراء من المغرب وإفريقيا والعالم، لتذوّق أنواع البن والشاي، وعقد
مسابقات لاختيار أفضل “بارستا” وأمهر معدّي الشاي، إلى جانب ورشات حول ثقافة الضيافة، وأنواع التحميص والتخمير، وقصص المقاهي كفضاء للذاكرة والمدن.في هذا اليوم الختامي، تصبح أروقة المهرجان أشبه بخريطة حية لإفريقيا والشرق والآسيا، إذ تتحوّل أكواب القهوة والشاي إلى جواز سفر بين الثقافات، من الرواندا والكوت ديفوار إلى فاس والرباط والدار البيضاء. حضور الجمهور المغربي الواسع يوضح كيف تحوّلت ثقافة المقهى من مجرد عادة يومية إلى جزء من “صناعة ثقافية” لها اقتصادها ورموزها، وتفتح الباب أمام نقاش أوسع حول العلامات التجارية المغربية وإمكاناتها في السوق الإفريقية.
2. معرض “حيوية إفريقية” في مراكش
بالتوازي مع المهرجان، تستمر في مراكش فعاليات معرض “حيوية إفريقية” الذي يحتفي بأعمال فنية معاصرة لفنانين من القارة، ضمن أجندة “بهجة” الثقافية للمدينة. يقدّم المعرض لوحات، ومنحوتات، وأعمال تركيبية تستكشف قضايا الهوية، والهجرة، والمدينة الإفريقية، والذاكرة الاستعمارية، في فضاء واحد يربط بين الدار البيضاء وداكار ولاجوس وكيب تاون.
هذا المعرض يمنح للزائر المغربي فرصة نادرة لقراءة إفريقيا من داخل فنّها، لا من خلال الأخبار السياسية فقط. فكل عمل تشكيلي يبدو كصفحة من رواية بصرية كبرى عن القارّة، حيث تتجاور الألوان الصارخة مع خامات مهملة من الواقع اليومي (خشب، حديد، أقمشة شعبية…) لتقول إن الفن الإفريقي اليوم يتحرّك بثقة نحو العالمية، دون أن يتخلّى عن جذوره المحلية.
ثانيًا: العالم العربي
3. “المعهد العربي” في باريس – مهرجان فنون العالم العربي
في باريس، يتواصل اليوم برنامج مهرجان “المعهد العربي” الذي يمتد من 2 إلى 14 دجنبر، ويجمع فنانين عربًا من أجيال واتجاهات مختلفة: عروض موسيقية، تشكيل، سينما، رقص معاصر، ولقاءات فكرية. يتحوّل المعهد في هذه الأيام إلى “مدينة عربية مصغّرة”، تعبرها أصوات من المغرب والمشرق والخليج، وتقدّم صورة معاصرة عن الإبداع العربي خارج الصور النمطية.
هذا المهرجان يكتسب رمزية مضاعفة في هذا التوقيت بالذات، إذ يأتي في لحظة توتر سياسي في المنطقة، ليذكّر بأن الثقافة لا تزال أحد الجسور النادرة الباقية بين الشعوب. كثير من العروض تناقش موضوعات المنفى والذاكرة، واللغة العربية في المهجر، وعلاقة الجيل الجديد بالثورات والحروب والهوية. وهكذا يصبح المعهد العربي فضاءً لـ“أرشفة” الحاضر عبر الفن.
4. القاهرة – افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للأفلام القصيرة
في القاهرة، يشهد هذا الأسبوع افتتاح الدورة السابعة من مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير في الأوبرا المصرية، مع حفل يقام في القاعة الصغرى للأوبرا وبرنامج عروض متنوع يستمر لأيام، ويجمع أفلامًا عربية ودولية.
أهمية هذا الحدث أنّه يسلّط الضوء على جيل جديد من المخرجين العرب الذين يجدون في الفيلم القصير مساحة للتجريب الجمالي، وتجريب سرديات جريئة يصعب احتضانها داخل الصناعة التجارية الطويلة. كما أن حضور الأوبرا كمكان يمنح الفعالية بعدًا رمزيًّا، يربط بين تاريخ المؤسسة العريقة والرهان على موجة جديدة من السينما المستقلة.
ثالثًا: إفريقيا (جنوب الصحراء)
5. ECOFEST داكار 2025 – أصداء مهرجان الفنون في غرب إفريقيا
في داكار، أُسدِل الستار قبل ثلاثة أيام على المهرجان الأول للفنون والثقافة في غرب إفريقيا ECOFEST 2025، غير أن أصداءه لا تزال حاضرة بقوة في المشهد الثقافي السنغالي والإفريقي هذا الأسبوع، من خلال لقاءات تقييمية ومعارض موازية. جمع المهرجان فنانين ومبدعين من دول الإكواس في عروض موسيقية ومسرحية وتشكيلية ركّزت على الصناعات الثقافية والإبداعية كرافعة تنموية للمنطقة.
هذا النوع من التظاهرات يكرّس داكار كعاصمة ثقافية إقليمية، ويمنح لقطاع الإبداع في غرب إفريقيا موقعًا تفاوضيًّا جديدًا مع الحكومات والمؤسسات المانحة. كما يبرز تزايد حضور الشباب، وروّاد الأعمال الثقافيين، والمنصات الرقمية، التي تحاول أن تنتقل بالفن من خانة “الفرجة” إلى خانة “الاقتصاد”.
6. “غروفي ديسمبر” – أبوجا تستعد لكرنفال نهاية السنة
في نيجيريا، تستعد العاصمة أبوجا لانطلاق مهرجان “غروفي ديسمبر” منتصف هذا الشهر، من 15 إلى 31 دجنبر، وهو كرنفال ضخم يجمع حفلات موسيقية، وعروض رقص، وأسواقًا فنية وسينمائية، إلى جانب فضاءات للتواصل بين رجال الأعمال والعاملين في الصناعات الإبداعية.
رغم أن الانطلاق سيكون بعد أيام، إلا أن المدينة تعيش منذ الآن على وقع التحضيرات: تركيب المسارح المفتوحة، تزيين الشوارع، وحملات الترويج في الإعلام وشبكات التواصل. هذا المهرجان يعكس صورة إفريقيا أخرى: إفريقيا المدن الكبرى، والشركات الناشئة، والطبقة الوسطى الصاعدة، التي ترى في الثقافة رافعة اقتصادية وليست مجرد ترف.
رابعًا: ألمانيا
7. أسواق عيد الميلاد في ميونيخ ومدن أخرى
في مدن ألمانية عدّة، خصوصًا ميونيخ، تتواصل اليوم فعاليات أسواق عيد الميلاد التي انطلقت منذ أواخر نونبر وتستمر حتى 24 دجنبر، حيث تتحول الساحات التاريخية إلى فضاءات احتفال تجمع بين الحِرَف التقليدية، والموسيقى الحيّة، والعروض الفنية في الشارع.
هذه الأسواق ليست مجرد نشاط سياحي، بل تُعدّ جزءًا من ذاكرة المدينة الأوروبية الحديثة؛ فهي تخلق فضاءً عائليًّا دافئًا في قلب الشتاء البارد، وتتيح للموسيقيين الشباب، والحرفيين، والكتّاب المحليين عرض أعمالهم أمام جمهور واسع. بالنسبة للزائر، تتحول الزيارة إلى درسٍ في كيفية تحويل التراث إلى مناسبة معاصرة قابلة للحياة اقتصاديًّا وفنيًّا.
خامسًا: إسبانيا
8. أجندة ديسمبر الثقافية في المدن الإسبانية
في إسبانيا، تتوزع اليوم فعاليات ثقافية عديدة ضمن أجندة دجنبر 2025 الرسمية، تشمل معارض فنية، وأسواق عيد الميلاد، وحفلات موسيقى كلاسيكية وحديثة في برشلونة ومدريد وإشبيلية وفالنسيا، إضافة إلى فعاليات نهاية الأسبوع في فالنسيا التي تمزج بين الموسيقى والسينما والأنشطة الحضرية في الفضاء العام.
تتميز الأجندة الإسبانية بكونها تربط بين الفضاء الحضري والسياحة الثقافية؛ فالمدن الساحلية تستثمر أجواء الشتاء المعتدل لاستقبال الزوار في مهرجانات ضوء وخرائط إسقاطية على الواجهات التاريخية، بينما تعوّل متاحف مثل برادو وريْنا صوفيا على معارض خاصة لجذب جمهور جديد في فترة الأعياد.
سادسًا: البرتغال
9. “تريينالي العمارة” في لشبونة – اليوم الأخير
تشهد لشبونة اليوم اليومَ الختامي لـتريينالي العمارة 2025، المنعقدة منذ 2 أكتوبر حتى 8 دجنبر، تحت شعار نقدي يستجوب وزن العمارة على المدينة والبيئة. تنتشر المعارض والندوات في فضاءات مختلفة من العاصمة، وتجمع معماريين وفنانين وباحثين من العالم كلّه.
هذا اليوم يحمل دائمًا نبرة تأملية: جولات أخيرة في المعارض، نقاشات ختامية حول الخلاصات، وإصدارات كتب وكاتالوغات توثّق التجربة. تحاول التريينالي أن تُخرج العمارة من خطاب النخبة، فتقرّبها من الجمهور عبر وسائط بصرية، وأعمال تركيبية تتيح للزائر أن “يعيش” المدينة لا أن يكتفي بالحديث عنها نظريًّا.
10. أجواء الشتاء: “وندرلاند لشبونة” وأسواق عيد الميلاد
بالتوازي، تستمر فعاليات “وندرلاند لشبونة”، السوق الشتوية المفتوحة في حديقة إدوارد السابع، مع حلبة تزلج وعجلة دوارة وأكشاك للأكل الشعبي والهدايا، إلى جانب معرض “ناتاليس” التجاري/الثقافي الذي يمتد من 4 إلى 8 دجنبر في فضاء المعارض.
هذه الفعاليات تجعل من لشبونة واجهة متوسطية مميّزة في هذا الشهر، حيث تختلط الأضواء والموسيقى بروائح المعجّنات والقهوة، وتتحول المدينة إلى مسرح مفتوح يدمج السياح بأهلها في طقس احتفالي مشترك.
سابعًا: إنجلترا (المملكة المتحدة)
11. لندن – كارولات، شجرة ترافالغار، وبرامج الأسبوع الثقافي
في لندن، يتواصل برنامج دجنبر الثقافي الحافل: حفلات تراتيل عيد الميلاد في الكنائس وقاعات الحفلات، وأنشطة المسرح الموسيقي، وأسواق الشتاء في نهر التايمز وساحة “ساوث بنك”، إلى جانب فعالية الشجرة الشهيرة في ساحة ترافالغار وحفلات الكارول حولها. كما تُطلق المدينة هذا الأسبوع أجندة خاصة للفترة من 8 إلى 14 دجنبر، تشمل عروضًا مسرحية وحفلات موسيقى معاصرة وجولات متاحف ليلية.
تبدو لندن في ديسمبر أشبه بمختبر ثقافي ضخم، تتجاور فيه الموسيقى الكلاسيكية مع الحفلات البديلة، والمعارض الرقمية مع أسواق الحِرَف اليدوية. واللافت أن كثيرًا من هذه الفعاليات بات يدمج عناصر تفاعلية (خرائط ضوء، تجارب واقع معزز، عروض سمعية/بصرية) تعكس تحوّل المدينة إلى عاصمة لـ“الثقافة الهجينة” بين الفنون والتكنولوجيا.
ثامنًا: إيطاليا
12. روما – عيد الحبل بلا دنس وأسواق ساحة نافونا
في روما، يُحتفَل اليوم بـعيد الحبل بلا دنس، وهو عيد ديني مهم في إيطاليا، تُقام خلاله احتفالات وصلوات خاصة في ساحة إسبانيا وحول تمثال العذراء، إلى جانب مواكب رمزية وحضور كبير للزوار والحجاج. بالتوازي، تستمر طوال الشهر سوق عيد الميلاد في ساحة نافونا، حيث تمتزج الموسيقى التقليدية مع الألعاب ومشاهد الميلاد والدمى.
هذا التداخل بين الطقس الديني والاحتفال المدني يمنح روما هويةً خاصة في ديسمبر؛ فالشوارع القديمة تزدحم بزوار يتنقلون بين الكنائس والمعارض، وبين المقاهي والمتاحف، في تجربة تعيد وصل المدينة بتاريخها المسيحي والفني في آن واحد.
13. ميلانو – بداية موسم “لا سكالا” الجديد
وفي الشمال، افتُتِح أمس موسم دار الأوبرا الشهيرة لا سكالا في ميلانو بعرض “ليدي ماكبث من مقاطعة متسنك” لشوستاكوفيتش، في أمسية شهدت حضورًا مكثّفًا لنخبة ثقافية وسياسية، وسيُواصل العمل عروضه طيلة الشهر.
لا تزال أصداء هذا الافتتاح حاضرة اليوم في الصحافة الثقافية الإيطالية والأوروبية، إذ يجمع بين تكريم واحد من أهم المؤلفين الروس، وطرح أسئلة سياسية حول علاقة الفن بالسلطة والرقابة؛ وهو ما يعيد التأكيد على دور الأوبرا كفضاء للنقاش الجمالي والأخلاقي معًا.
تاسعًا: بلجيكا
14. بروكسيل – مهرجان “أوروباليا إسبانيا”
في بروكسيل، يتواصل اليوم مهرجان “أوروباليا إسبانيا” الذي يركّز هذا العام على الفن الإسباني، ويتخذ من أعمال غويا محورًا إلهاميًّا لبرنامجه. يضم المهرجان معارض كبرى، وعروض رقص وموسيقى، وبرنامجًا سينمائيًّا، ونقاشات فكرية حول علاقة الفن بالتاريخ والسياسة في إسبانيا المعاصرة.
تكتسب هذه الفعالية أبعادًا أوروبية واسعة، فهي لا تقدّم إسبانيا فقط، بل تُعيد طرح سؤال “الهوية الأوروبية” عبر الفن، وتفتح حوارًا بين ضيوف من العالم العربي وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، ممّا يمنح بروكسيل في ديسمبر صورة مدينة مفتوحة على تعدد اللغات والرؤى.
عاشرًا: روسيا
15. موسكو – “رحلة إلى عيد الميلاد” ومواسم الشتاء الثقافية
في موسكو، تستعد المدينة لأجواء احتفالية تمتد من دجنبر إلى بداية السنة الجديدة، عبر مهرجان “رحلة إلى عيد الميلاد” الذي يحوّل الساحات والطرقات إلى فضاءات لعروض الضوء، وأسواق الشتاء، وحفلات موسيقية في الهواء الطلق، مع برامج موازية في المسارح والمتاحف.
هذا النمط من المهرجانات يعكس استثمارًا كبيرًا في “الهوية البصرية” للمدينة؛ فموسكو لا تكتفي ببناياتها التاريخية، بل تستخدم التقنيات الحديثة (إضاءة معمارية، عروض إسقاط، ألعاب ثلاثية الأبعاد) لتحوّل الشتاء القارس إلى موسم ثقافي سياحي جذّاب.
حادي عشر: فرنسا
16. باريس – إعادة فتح كاتدرائية نوتردام
الحدث الأبرز في فرنسا اليوم هو إعادة فتح كاتدرائية نوتردام للجمهور في 8 دجنبر 2025، بعد سنوات من أعمال الترميم إثر الحريق الشهير. ترافق الافتتاح احتفالات دينية وفنية، وحفل موسيقي خاص عشية الافتتاح، إضافة إلى تنظيم زيارات موجهة تسلّط الضوء على أعمال الترميم وتقنيات الحفاظ على التراث.
هذا اليوم يحمل بعدًا رمزيًّا يتجاوز باريس إلى العالم، لأن نوتردام ليست مجرد كاتدرائية، بل أيقونة أدبية وفنية ارتبطت بنصوص فيكتور هوغو، ولوحات الرسامين، وصور السينما. عودتها للحياة الثقافية تعيد إلى المدينة جزءًا من صورتها التاريخية كـ“عاصمة للخيال الأوروبي”.
17. ليون – اليوم الأخير من “مهرجان الأنوار”
في ليون، يُختتم اليوم مهرجان الأنوار الذي يُقام من 5 إلى 8 دجنبر، ويحوّل المدينة إلى لوحة ضوء هائلة من خلال عروض إسقاط على الواجهات التاريخية، وتركيبات فنية في الشوارع والساحات.
المهرجان أصبح واحدًا من أهم مختبرات فنون الضوء في العالم، إذ يجمع بين فنانين ومهندسي إضاءة ومصممي وسائط رقمية، ويقدّم للجمهور تجربة جمالية تمزج بين السياحة والبحث الفني، وتطرح سؤالًا معاصرًا حول معنى “المدينة الليلية” في زمن المدن الذكية.
ثاني عشر: هولندا
18. أمستردام – مهرجان الضوء والباليه والأسواق الشتوية
في أمستردام، يستمر مهرجان الضوء الذي يزرع على طول القنوات أعمالًا ضوئية وتركيبات فنية تُرى من القوارب أو على الأرصفة، إلى جانب عروض باليه “كسارة البندق وسيد الفئران” في دار الأوبرا والباليه الوطنية، وبرنامج كامل لليوم الاثنين 8 دجنبر يشمل التزلج في ساحة المتحف، وقرية عيد الميلاد في “ميوزيمبلين” وأسواقًا موسمية عديدة.
هذه المدينة التي تُعرَف بمتحفها المفتوح على ضفاف القنوات، تستثمر دجنبر لتحويل الفضاء المائي إلى معرض حيّ، حيث تتحوّل الانعكاسات على الماء إلى جزء من العمل الفني نفسه، وتغدو الجولة الليلية بالقارب تجربة ثقافية بقدر ما هي سياحية.







0 التعليقات:
إرسال تعليق