المغرب — تنوع ونشاط موسيقي متجدد
-
انطلقت مؤخرًا الجمعية المغربية للموسيقى موسمها الثقافي 2025–2026 بإحياء سهرة فنية في الدار البيضاء جمعت أوركسترا الأصالة مع مشاركة فنية لافتة من الباحثة والفنانة ماجدة اليحياوي، حيث قدّم الحفل مزيجًا من الموسيقى الأندلسية، الملحون، وفنون "عيساوة" — معبرًا عن عمق التراث الموسيقي المغربي. أ
-
على مستوى المهرجانات، شهدنا الدورة 20 من مهرجان موازين – إيقاعات العالم، ببرمجة دولية غنية جمعت موسيقى من الثقافات المختلفة.
-
أيضًا، مهرجان “البولفار” للموسيقى الحضرية والبديلة في الدار البيضاء أكمل في 2025 ربع قرن على تأسيسه، مؤكّدًا مكانته كمنصة للهيب-هوب، الفيوجن، والروك المحلي — ما يعكس تصاعد الاهتمام بالموسيقى المعاصرة بين الشباب.
-
في الشمال، انطلقت فعاليات الدورة السادسة من مهرجان عبد الصادق شقارة في تطوان، بإحياء إنتاج موسيقي جديد لـ"مقاما خوندا" — ملحمة أندلسية-إسبانية، ما يدل على اهتمام بإعادة إحياء التراث الأندلسي المغربي بتجديد.
خلاصة: المشهد الموسيقي المغربي ينبض تنوّعًا — بين الحفاظ على التراث (أندلسي، عيساوة، ملحون) والانفتاح على الموسيقى الحضرية والفيوجن. المهرجانات تحافظ على زخمها، وتيارات جديدة تبرز في الأجيال الشابةالعالم العربي — توليفة تراثية ومعاصرة
-
في القاهرة، أعلنت دار الأوبرا المصرية عن تفاصيل الدورة 33 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية 2025، حيث اختيرت أسطورة الغناء العربي أم كلثوم “شخصية المهرجان” تكريمًا لذكرى مرور 50 عامًا على رحيلها — ما يعكس الاعتزاز بالتراث الكلاسيكي وإحياء ذاكرة الأصالة.
-
من المغرب إلى المنطقة — حفلات ومهرجانات تلقى صدى واسع، وتُظهر أن الجمهور العربي لا يزال يتعطش للموسيقى الهادفة، المتنوعة بين القديم والجديد.
-
في بعض الحالات، الموسيقى تتحول إلى مساحة للتعبير الاجتماعي والإنساني — كما في تجربة أشرف الشولي (فلسطيني)، الذي استخدم الموسيقى كأداة "تداوي القلوب" وسط معاناة مجتمعه.
خلاصة: في العالم العربي، ثمة حرص على إعادة الاعتبار للتراث الغنائي العميق، في الوقت الذي تتيح فيه الفعاليات المعاصرة والمهرجانات فسحات للتجديد والإبداع. الموسيقى لم تحُدّ عن كونها مرآة للهوية، الذاكرة، والتعبير الاجتماعي.
إفريقيا — بوابة موسيقية بصدى عالمي
-
من جنوب القارة، يُسلّط الضوء على الألبوم الجديد لـCheikh Lô (السنغال)، بعد غياب طويل عن الاستوديو — ألبوم بعنوان Maame (2025) — اعتُبر “عملًا فنيًا ضخمًا” يعكس رؤيته الإفريقية الشاملة وقوة الروح الموسيقية في القارة.
-
أيضًا، منصة Music In Africa Foundation (MIAF) تنشر بانتظام أخبار الموسيقى الإفريقية — من صدور ألبومات جديدة لمواهب واعدة، إلى استحقاقات وتكريمات، تشي بتنامي النظام الموسيقي في إفريقيا.
-
وعلى المستوى العالمي، ثنائي الدي جي الجنوب-أفريقي TxC حقق إنجازًا تاريخيًا في حفل BET Awards 2025 — أصبح أول ثنائي دي جي يُكرَّم في فئة “أفضل فنان دولي جديد”، ما يؤشر على توسّع التأثير الإفريقي في صناعة الموسيقى العالمية.
خلاصة: الموسيقى الإفريقية اليوم لا تُعتبر محلية فقط — بل قوة ثقافية وصوتًا قادرًا على اختراق الحدود. من ألبومات “العودة” إلى تكريم دولي لمواهب شابة، القارة تُعيد كتابة خريطة الاهتمام الموسيقي العالمي.
🇬🇧🇫🇷🇺🇸 إنجلترا — فرنسا — أمريكا: تجارب عالمية، ابتكارات وتحديات
-
من الولايات المتحدة، الفنانة الأمريكية – الكندية Ledisi أصدرت ألبومًا جديدًا (2025) بعنوان For Dinah تكريمًا لأسطورة الجاز/البلوز Dinah Washington. كما أعلنت سلسلة حفلات وجولة أوروبية تعكس مصدر إلهامها القديم.
-
في المملكة المتحدة، الجوائز الموسيقية تُبرز تنوّعًا واستمرارية: MOBO Awards 2025 (جوائز الموسيقى السوداء) انعقدت في فبراير 2025 بمنطقة نيوكاسل، لتكريم إنجازات في الموسيقى ذات الجذور الإفريقية — ما يؤشر إلى استمرار ربط الموسيقى بالمواهب المهاجرة، التعدد العرقي، والهوية المتعدّدة.
-
من الجانب الفرنسي/الأوروبي: رapper مشهور أوروبي (ذكرت له مقابلة مؤخرًا) كشف أنه بعد 25 سنة من مسيرته الفنية يُحضّر مشروعًا موسيقيًا جديدًا نهاية 2025 — ما يدل على أن الساحة الأوروبية ما زالت تحافظ على تنوّع فني بين الراب، الفيوجن، والموسيقى البديلة.
-
لكن ليس كل الأخبار إيجابية: وفق تقرير دولي، صناعة الموسيقى تتأثر بالأحداث الجيو-سياسية — على سبيل المثال: الحرب في غزة لا تزال تؤثر على صناعة الموسيقى العالمية — بعض الفنانين ألغوا حفلات، البعض شارك في مبادرات تضامنية، والبعض تراجع عن ارتباط مع جهات تُرى من قبل الجمهور متورطة في النزاع.
خلاصة: الغرب — خصوصًا أمريكا، إنجلترا، وفرنسا — يواصل إنتاج موسيقى قوية ومتنوعة، تجمع بين احترام الجذور (جاز، بلوز، راب، بلوز-جذر) والتجريب الموسيقي. لكن الموسيقى أيضًا أصبحت فضاء حساسًا للتحولات السياسية والقيم الثقافية، ما يعبّر عن تعقيد الدور الاجتماعي للموسيقى اليوم.
ما يُعلمنا هذا التحوّل — بعض الاتجاهات البارزة
-
الاحتفاء بالتراث ↔ الانفتاح على التجريب: من المغرب إلى إفريقيا، من الولايات المتحدة إلى أوروبا: الموسيقى القديمة (أندلسية، جاز، بلوز، تراث الإفريقي) تعيش تجديدًا، إلى جانب اتجاه قوي نحو “الموسيقى البديلة”، “الفيوجن”، “الهيب-هوب/ الحضرية”.
-
العالمية + الهوية المزدوجة: المواهب الإفريقية (من السنغال إلى جنوب إفريقيا) تنجح في فرض صوتها عالميًا، مع حفاظها على هوية أصلية — هذا يعكس تحول الموسيقى الإفريقية إلى قوة ثقافية عالمية.
-
المهرجانات منصة للتلاقي والتنوع: مهرجانات كبرى (موازين، البولفار، مهرجانات في المغرب والعالم العربي) تظل محطات مهمة لتلاقح الثقافات الموسيقية، وتعريف جماهير جديدة بأنماط موسيقية متنوعة.
-
الموسيقى كمجال للتعبير الاجتماعي والسياسي: من تضامن مع القضايا (كالنكسة في غزة) إلى موسيقى تعطّي صوتًا للهويات المهمّشة، الموسيقى اليوم ليست ترفيهًا فقط، بل مرآة للواقع.







0 التعليقات:
إرسال تعليق