We are the World
هي تلعق شفتيها الملطختين بمعجون "الايس كريم " تختال أمامه في غنجها الاندلسي .. فاتنة كانت وهي تغمغم بأغنية خمن أنها أغنية we are the world
هي تبدو في المنحدرالرملي الساخن طفلة نزقة بعد أن كانت هنالك على قمة تل سبتة سيدة حازمة القوام وحديدية الكلام ...
خمن أنها أوقعته في شرك لعبة يعزعليه التوقع بنهايتها ...
حين بلغا السفح ، كان نادي البحر الابيض يطفو مثل إسفنجة على سطيحة سد تلي تتراقص في قعره أضواء بالوان مختلفة فتبدوالمويجات أشرطة راكضة كأنها قوس قزح يتحلل بهاؤه على فاصل مرأب السيارات .صفوف أشجار الارز .. أغصان مطوقة بعقد زجاجات النور .. حفيف أشجارأخرى متوحشة ، دخيلة من مشاتل استوائية ..
بعض السياح ، مثنى وجماعات بالبهو ، يرشفون فناجين أحادية الأرجل .. اللغو الانجليزي يقفزعلى اللغو الفرنسي واللغوالايبيري يتزاحم بين هذا وذاك في جسارة متحضرة ، وكريستينا ما تزال تغمغم أنشودتها we are the world
على جانبي البوابة العريضة مخدعان لحارسين من الريف .. بزي واحد .. طربوش أندلسي أحمر ، ملفوف في عمامة أطلسية ، و تحت السلهام الكتنسائي عباءة بيضاء وسروال قندريسة مزدان بالطرزالفاسي .. كانت ايماءة كريستينا كافية كي يغمد لسانيهما بيد أن احتماءه بها لم يمنع أحد الحراس من أن يحدجه بنظرة شزر
و يهمس لزميله (لكل ليلة فارسها العربي)
لقد اجتاز البوابة بسلام ،على الواجهة تصميم تكعيبي لهندسة نادي البحرالابيض .. تقدمت كريستينا خطوتين .. تبعها بخطوتين أيضا .. توقفت فتوقف .. استدارت وقالت (سأشرح لك قبل أن نلج معا ). ودست في جيب سالوبيتها الازرق رواية (الشمس على الارض ) لكلودا روا .
قال : يذكرني هذا المدخل ب.. فقاطعته وهي تلملم ضفيرتها القمحية الى الخلف وتفتح أزرارقميصها المشجر (تصميم النادي مستوحى أصلا من قرية تروبيكالية وها أنت كما تلاحظ أن الخبيرالسياحي قد راعى الخصوصيات المناخية والبيئية لهذه المدينة الرائعة ، فالمعمارالبراني كما يبدوشبيه بقصبة من قصباتكم وراء تلك الحدود ، الا أن الغرف والصالونات و حلبات الرقص والاثاث كما سترى مستورد بالكامل، فأجابها
( أعرف ذلك حتى في البنايات الاخرى ، انظري مثلا الى تلك الشاليهات المبثوثة على شريط مارتيل ألاتوحي لك بمنتجعات هاواي او الكرايبي ؟ فردت وهي تحضن خصره : (بالظبط ما الفرق بين هنا وهنالك فما أجمل أن يتوحد العالم ) وانشأت تغمغم ثانية أغنيتها we are the world وسبابتها تنزلق زاحفة بين زوايا ومنعرجات التصميم التكعيبي . توقفا أمام مسبح دائري هناك كراسي ، طاولات ، اقتعدا تحت مظلة مفوفة بخطوط بيضاء وسوداء ، على اليساركولواريفضي إلى غرف محجوزة على مدار السنة، شرفات جميلة تطل على شساعة المتوسط و على اليمين معبر ينفتح على قاعة لعرض أحدث الموضات خلفها قاعة للمؤتمرات مجهزة بآليات لإطفاء الحرائق والإسعافات الأولية .. تذكر وهو يحاذي الفاصل الزجاجي السميك لعبة الممرات الزجاجية المفخخة في حديقة الجامعة العربية .. اجتاز الكولوار في صمت .. توفقت ، فتوقف .. ثم واصلت ، فساروراءها .. مثل ظلها كان .. قاعة الازياء مشعة بافراط .. فساتين الدانتيل المتلألئة .. روبات الساتان .. بذلات السموكين .. من سقف القاعة الليلي تتقاطرنغمات البيانو كقطرات رشاش بارد ومنعش .. في الزاوية القصية (مانكان ) رجل منتصب في أمره الأبدي ، تبدو قسماته مثلما يوشك على البكاء ..توقف هو إلى جانبه .. ثم توارى خلفه ..عيناه متحجرتان .. نبرات البيانو ما تزال تتقاطر من السقف الليلي و حبات عرقه في الداخل تنزلق بين أتلام الصدرعازفة دبكة الغرباء .. أيقنت كريستينا أنه انفقد على تماس الإنخطاف الآني فقالت : (سمفونية ريتشارد ستراوس دون جوان .. الاوركسترا السمفونية لغرناطة بقيادة جورجي سولتا هل فهمت؟ تعال اذن نواصل ايغالنا في هذا الاسترجاع الرومانتيكي.) فسارا على موكيط كستنائي .. طوقت جيده بذراعها النحيفة البرونزية التي خبرت كيمياء التشمس الجنوبي .. زغبها التبري اللامع كالألياف النحاسية ، يغري بالزهد على عتبة فتنتها الهجينة ذات الجذور الجيطانية .. مسحت قامته بنظرة مارقة و قالت (اعتقد أنه بيننا ميثاق ما ..لست ادري ما هو ومن أين أتى و كيف شكله ماضيك في حاضري فماذا لوأهديتك ذلك الكوستيم الرمادي الذي رأيناه على أيقونة المانكان ؟). و ما إن هم بالرد حتى أطبقت على شفتيه طويلا .. في ناصية الممر فتحت كريستينا الباب الخشبي المتين ، فتدفقت فجأة ودفعة واحدة لعلعة موسيقى الروك بصخبها و عنفها و تمزقات قيثارتها تدفق السيل الجارف ، وسرعان ما راعه ما رآه .. أجساد تهتزوتنزل وأخرى تتلوى .. أجساد كلها تسرد سيرتها الذاتية بالرقص على ذبذبات صعقات موسيقى "الرولينغ ستون" تحت سياط أضواء تشتعل وأخرى تنطفئ .. دخان متماوج .. حرائق لا ناربها .. رائحة غريبة هي مزيج من العرق الراقي والعطرالشمالي والسيجارالكوبي الغليظ والدلع النادر .. شرعا في رقصتهما الأولى .. كريستينا تدفعه تارة وتسحبه أخرى كالخذروف هولا يتقن غيررقصة (الحضرة) وشتان بين (الحضرة ) ورقصة الروك .. هي مبارزة اذن بين رقصتين .. كائن ما ينغل تحت جلدته و يشحذ مفاصيله .. ها هو كيجذب (الله دايم .. الله دايم .. الله دايم) الحضرة هنا والروك هناك .. عينا كريستينا تدمعان من فرط القهقهات حتى لتكاد تقع على قفاها .. بعض الرواد كفوا عن الرقص وتحلقوا حولهما .. كريستينا تحاول أن تضبط إيقاع قدميه على الروك فترتدان تلقائيا إلى رقصة ( الحضرة) .. هيا يامحمد أرقص رقصتك الجنوبية ..مزق سترتك .. وإن استطعت تشظى. أطلق سراح شياطينك من مرابضها العيساوية .
هاهو قد فقد توازنه و أوشك على بلوغ "الحلول "وحين يفقد إنسان مثله توازنه في اصطخاب (الحضرة) فكل شيء محتمل الوقوع .. ناولته كريستينا بيرة فراح يعبها مغمض الجفنين .. مترنحا غيرعابئ بتحذيرها .. يندلق السائل الزعفراني على صدره .. ها قد أيقنت أنها فقدت السيطرة عليه حين طفق يغمغم (أين نحن من .. أين انا ؟ في الضفة الغربية أم في البحرالميت أنا في كاليدونيا: أنا في كوادلوب.. أنا في لاس بالماس ) احتارت كريستينا كيف تسترده إلى عرينها قبل أن تحدث الكارثة .. قيامة الجذبة .. انتشلته .. نزلت به بعض أدراج إلى المرقص السفلي .. هنا علبة ليلية تتدلى من سقفها خيوط كثيفة من نبات السافانا والسرسخ .. طبول السامبا والتانغو وعويل ماكيمبا يتمزق في أجواء الأدغال المتوحشة والبئيسة .. قبيلة الأقبية السفلى.. دمدمات كأنها أنات معطوبي حرب أهلية بينما في المرقص الفوقي كان المنشط الفرنسي قد استبدل الروك بهدنة موسيقى الصلو .
حين فتح عينيه الفي نفسه مستلقيا وعاريا على السرير .. صوت الرشاش ينطلق خفيضا في الدوش .. دوار يستبد به مثل دوار صبيحة أعقبت ليلة على ظهر سفينة .. بعد لحظة دلفت كريستينا ملفوفة في نشافة بيضاء مرقطة بدوائرحمراء .. شعرها مبلل .. و بشرتها تشبه جلد دجاجة منفوشة .. دعك عينيه وقال لها (متى سنرحل ..عفوا أقصد متى سنتم رقصتنا) فأجابته (لقد شربت كثيرا حتى أوشكت أن تفعلها في الفوق.) فأجابها (كلا .. كلا لقد كنت تحاولين معي درسك المألوف ، إلا أنه أنزلتني الغريزة إلى مواقعي الجنوبية .. أنت طبعا تمقتين رحلاتي في الآفاق التحتية.. وأنا كما تعلمين و كما رأيت بالأمس لا اتقن الرقص في غرفتك العليا.) كان جسده منغمسا في تنمل وخذرعجيبين .. قام بصدره العاري .. اتكأعلى مسند السرير .. أشعل سيجارته الأولى .. مجها بنرفزة وقفزإلى المرآة تحسس وجهه .. قسمات ممسوخة .. على الصدغ نذب لم يدرمم وقع ، ربما أثناء هيستيريا (الحضرة ).. مسح المرآة فألفى و جهه الأول .. نفس الوجه و مع ذلك شك في حقيقة ما يحمله من قسمات حين احتضنته كريستينا من خلف ظهره وهي تغمغمWEARE THE WORLD
0 التعليقات:
إرسال تعليق