يعود سبب الاحتفال العالمي بعيد الحب إلى إحياء
ذكرى القديس فالنتاين، حيث يعتقد أن فالنتين هذا عاش في عهد الإمبراطور كلوديوس، وقد
سُجن وأُعدم بسبب عصيانه
هكذا على ما يبدو صنعت هذه التراجيديا الإنسانية
عيدا لنا نحتفل فيه بأسمى رابط مقدس بين الرجل والمرأة ، بين آدم وحواء هو عيد الحب
.وأصبح الاحتفاء به كل يوم 14 فبراير من كل عام تقليدا في المجتمعات المتحضرة على الرغم
من أنه ليس يوم عطلة تتفرغ فيه البشرية فقط لتبادل القبلات والورود والهدايا النفيسة
والرمزية وتقضي فيه السهرات الباذخة واللذيذة خارج روتين سقف البيت .
المجتمعات الغربية المسيحية تجد لها عمقا تاريخيا
متأصلا في علاقتها مع هذه الذكرى السنوية الجميلة . وهي حين تقرع أجراس الاحتفاء بها
فإنها تمنحها كل ما يليق بها من طقوس صادقة وراسخة في علاقة الزيجات فيما بينهم . تلك
الطقوس التي توجتها وعززت علاقاتها القوانين العائلية التي سطرت حدود التكافؤ بين الرجل
والمرأة بعيدا عن الأساطير القديمة وإنما مبنية على دعامات مدنية كانت هي السكة الحقيقية
التي يسير عليها قطار الأسر الغربية .
ودعونا نلتفت إلى واقع الحب في مجتمعاتنا المتخلفة
جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط تلك الحضارات التي نهضت بالأساس على تمجيد قيمة العنف بين
الرجل والمرأة .. تلك القيمة التي كرستها تقاليد القبيلة البدائية ودعمتها بعض التشريعات
الدينية على مستوى الإرث والطاعة ودونية المرأة أمام ريادة الرجل وفي كل الممارسات
المجتمعية اليومية التي نلامسها أمام أعيننا ونعيشها في بيوتنا .. التشريعات التي
خولت الحق للرجل لضرب زوجته إن هي لم تمتثل لأوامره كيف ما كانت غايتها النرجسية والسلطوية .
فأي عيد حب في ظل هذا التمييز الجندري يليق بنا
أن نحتفي به على نفس القدر من التحضر والتمدن على غرار المجتمعات الغربية .. أي لذة
ونشوة ورونق وغبطة ستعم أحاسيسنا ومازالت في مجتمعنا آفة الاغتصاب متمادية في انتهاك
حقوق الأنثى و عقلية الإكراه البدني هو المحدد للعلاقة بين الزوج والزوجة لممارسة ما
حلله الله وسنته نواميس الطبيعة بكل أريحية وطيبوبة وعشق .
ألا نخجل حقا من أنفسنا حين نتحدث في إعلامنا الرسمي
والمستقل المرئي والمسموع والمكتوب والرقمي عن احتفاء مجتمعنا بعيد سنوي إسمه (عيدالحب)
في ظل هذا الواقع القاتم للمعيش اليومي القاسي الذي لايمكن أن تزهر فيه باقة الحب مهما
حاول الزوج والزوجة أن يتحايلا على ضنك الحياة بابتسامة صفراء وقبلة باردة ونظرة جافة ...







0 التعليقات:
إرسال تعليق