الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، نوفمبر 08، 2020

هل الهواتف الذكية تجعلنا أغبياء بدلا من أذكياء ؟ عبده حقي


في كثير من الحالات البعض منا قد يحرمهم الهاتف الذكي من النوم وغالبًا ما يتسبب في تأخرهم أو صرفهم عن العمل في الصباح. ورغم ذلك فقد أصبح هذا الهاتف السحري لا فكاك لنا منه في ممارساتنا وسلوكاتنا اليومية مما حفز عديدا من الباحثين لدراسة كيف يؤثر استخدامه على الدماغ وعادات القراءة.

يبحث العلماء اليوم في جميع أنحاء العالم حاليًا عن تأثير الهواتف الذكية على أدمغتنا ومعرفة ما الذي تتركه من أثر لوجودها في أذهانهم وما إذا كانت تسهم في تشويه أدمغتنا بفعل إدماننا مثلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

إن الشبكات الاجتماعية تلعب دورًا رئيسيًا في حياة العديد منا . حتى أنها باتت تسرق بعض الأحلام من نومنا. فقد أظهر تقرير نشرته جمعية للصحة العامة في إحدى الدول الأوروبية أن خمس الشباب والمراهقين نهضوا في الليل للاطلاع على جديد صفحاتهم على موقعهم المفضلة.

بالإضافة إلى ذلك يؤثر الهاتف الذكي على أدائنا كما اكتشف ذلك أحد علماء النفس أن الهاتف الذكي إذا كان قريبا من التلاميذ قد يتسبب لهم في أداء أسوأ في أجوبة الاختبار. وبحسب رأي عالم النفس هذا إذا كان الهاتف الذكي في مكان بعيد عن التلاميذ فهم يتمكنون حسب التجربة من الإجابة على المزيد من الأسئلة بشكل صحيح. وخلص إلى أن الهاتف الذكي الذي يقع على مقربة من التلميذ يستحوذ على الذاكرة العاملة بطريقة تجعله يعمل بشكل أقل في المجالات الأخرى.

تقول أستاذة في معهد لعلم الأعصاب : " أساسا لا نعرف سوى القليل عن كيفية تغيير الوسائط الرقمية للدماغ ونشاطه". وهي لازالت تحقق مع وفريقها البحثي في ​​كيفية تفاعل الأطفال مع رنين الهاتف الذكي.

أثناء تجاربها سجلت الأغطية ذات الأقطاب الكهربائية على رؤوس الأطفال في وقت واحد مناطق الدماغ التي تتفاعل بمجرد حدوث التحفيز. وقد تمكن بعض الباحثين من استخلاص استنتاجات حول مدى تشتت انتباه الطفل وكانت النتيجة هي : "إذا تم تشغيل ضوضاء في الخلفية فعادة ما يتفاعل الأطفال بشكل أبطأ أو يرتكبون المزيد من الأخطاء."

وفي رأي بعض الباحثين فإن الوسائط الرقمية ليست جيدة ولا سيئة. فلا زال العلماء يبحثون في كيفية قيام أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والإنترنت بتحسين التعلم والتعليم. على عكس الرؤية والتحدث ، فإن القراءة ليست فطرية من الناحية البيولوجية ولكن يجب تعلمها.

في تجارب أخرى طُلب من أشخاص خضعوا للاختبار استخدام نصوص تحتوي على روابط تشعبية للنقرعليها قصد التعلم والشيء المثير هو أن هذه الروابط تشتت الانتباه حتى لو لم يتم النقر عليها ، حسب تقرير حتى لو ركز المشاركون في الاختبار على هدف التعلم بدلاً من ذلك ، فقد يتراجع أداؤهم. إن الرابط يمكن أن يحفز الرغبة في القفز إلى صفحة جديدة وبالتالي يجب على الدماغ أن يقمعها. وهذا قد يتسبب في ضغط على الذاكرة العاملة.

عندما نقرأ على الشاشة نلجأ إلى "تحريك" النص للعثور على الكلمات الرئيسية وبالتالي سيتم نقل باقي الصفحة وقد يتم تصميم هذا بمسح سطحي بسرعة. يعتقد أحد الباحثين من جامعة لوس أنجلوس والمتخصص في الاختلافات بين القراءة على الورق والشاشة أن القراءة على الورق تمكننا في التعمق أكثر. كما يحذر هذا الباحث من أن عادات القراءة الرقمية الجديدة يمكن أن تؤدي إلى اعتياد الدماغ على التفكير بشكل ثابت ونفاد صبر. إنه يرى الخطر يتمثل في أن يفقد الناس بعضًا من قدرتهم على تحليل الأسئلة المعقدة.

ورغم ذلك ليس من المهم السماح للطلبة بالتعلم باستخدام التطبيقات. يقول آخر : "إن الممارسات المفرطة وإمكانية الإلهاء ليست حججًا دامغة ضد الوسيط الرقمي في حد ذاته بل ضد استعمالاته غير المنضبطة والذكية ". ومع ذلك يتفق الباحثون أنه لا يزال تأثير التكنولوجيا على الدماغ بحاجة إلى مزيد من التحقيق.

إن الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية لن تجعل شبابنا أغبى من آبائهم . فإذا كان الناس سيفقدون بعض المهارات في سياق تطور علاقاتهم بهواتفهم الذكية فمما لاشك فيه أنهم سيتعلمون مهارات جديدة.

في الختام لقد أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياة مجتمعنا. وعديد من الخبراء يعتقدون أن استخدام الوسائط الرقمية لن تجعلنا بالضرورة أغبى مما كنا عليه قبل عقدين من الزمن ورغم ذلك فقد وجد الباحثون أن الهاتف الذكي يشتت الانتباه ويؤثر على مردودية الشباب في الدراسة والتعلم .

0 التعليقات: