الإنترنت المظلم "دارك نيت" هل هو سيء حقًا؟ عبده حقي

إن الإنترنت المظلم "دارك نيت" عمليا هو استخدام الإنترنت في أنشطة غير قانونية. ومع ذلك هذه ليست سوى نصف القصة حيث يمكننا أن نلقي نظرة على التكنولوجيا والوظائف وراء عروض عن الإنترنت المظلم.

سرعان ما ظهر الانطباع بأن الدارك نيت  هو "التوأم السيئ" للإنترنت الذي نعرفه جميعًا. وبالتالي هذا صحيح جزئيًا فقط إذا نظرنا إلى كيفية عمل هذا الجزء الأقل شهرة من الإنترنت بشكل عام.

كيف يعمل الإنترنت المظلم؟

بادئ ذي بدء ، من الضروري تثبيت برنامج مناسب للوصول إلى دارك نيت يقوم هذا البرنامج بتوجيه كل حزمة بيانات - ربما طلب الوصول إلى موقع ويب معين - عبر العديد من الخوادم الفردية. هذا يعني أنه لم يعد من الممكن تتبع مصدر هذا الطلب بالضبط. هذا يتيح تصفحا مجهولا.

يتم إرسال جميع البيانات في شكل مشفر. يعتني كل خادم في طريق حزمة البيانات بجزء من فك التشفير حتى يرى المستخدم أخيرًا النتيجة غير المشفرة (مثل موقع ويب).

هذا التشفير مسؤول عن حقيقة أن مواقع الويب المخفية يمكن أن توجد أيضًا ولا يمكن للمتصفح العادي الوصول إليها. عادةً ما "تختبئ" مواقع الويب هذه خلف سلسلة طويلة من الأحرف والأرقام متبوعة بالنهاية ".onion" يُعرف هذا الجزء عمومًا باسم دارك نيت.

يُظهر دارك نيت الجوانب الإيجابية والسلبية: يتيح التشفير المذكور مستوى من إخفاء الهوية غير متاح للإنترنت العادي. يتيح ذلك الاتصال الآمن على سبيل المثال والذي يمكن أن يخدم أيضًا أغراضًا إيجابية. لا توجد حرية واسعة للتعبير في كل بلد في العالم. في البلدان التي لا يُسمح فيها للمواطنين بتبادل القضايا السياسية بحرية فإن الإنترنت المظلم هو البديل الآمن.

ومع ذلك فإن إخفاء الهوية الكاملة هو أيضًا أرض خصبة للأنشطة الإجرامية. للحصول على أسلحة أو مخدرات (كما في حالة طريق الحرير المعروفة) فإن شبكة  دارك نيت للأسف يعتبر مكان جيد للذهاب إليه. نظرًا لأن بيكتوين تُستخدم عادةً كوسيلة للدفع والتي تسمح أيضًا بالتحويلات المالية المجهولة فإن المشترين والبائعين للسلع غير القانونية عمليًا لا يتواصلون بشكل مباشر مع بعضهم البعض. إن عنوان IP  كما هو مستخدم في الإنترنت العادي لتحديد المستخدمين غير متوفر في دارك نيت .

يجب أن يكون المبدأ الكامن وراء استخدام دارك نيت واضحًا: ليس الأداة نفسها ولكن استخدامها يمكن أن يسبب مشاكل.

في الكفاح ضد المستخدمين المجهولين لشبكة دارك نيت كانت حتى أجهزة المخابرات الأكبر حتى الآن عاجزة إلى حد كبير. من المستحيل عمليا تتبع تدفقات الدفع والوصول إلى المستخدمين الفرديين بالكاد ممكن. توجد فرص واقعية للوصول فقط إذا ارتكب الأشخاص المطلوبون أخطاء. ليس من غير المألوف أن تقوم السلطات المسؤولة بنصب الفخاخ الخاصة بها - على غرار "البحث عن كيلوغرام واحد من الكوكايين من يستطيع أن يسلم؟" من أجل احتمال إدانة بعض المستخدمين المهملين بهذه الطريقة. طريق الحرير كمركز رئيسي للمخدرات فشل بهذه الطريقة.

وبالتالي لا يزال من غير المؤكد أن الأشخاص الذين يستكشفون مناطق دارك نيت لا يتصرفون تلقائيًا بشكل غير قانوني. لا يعد الاتصال المشفر جريمة ويمكن أيضًا استخدام البرنامج للوصول إلى مواقع مثل فيسبوك في الوقت الحالي ، يمكن مقارنة شبكة دارك نيت بشكل أفضل بإنترنت لا يوجد فيه اختصاص مع كل المزايا والعيوب.

Posted in: مقالاتـ ـ نقد