عندما يتحدث جسد النص (2) ترجمة عبده حقي

الهدف النموذجي للنص المصمم جيدًا هو الاختفاء كلما ظهر ، لتجنب لفت الانتباه إلى نفسه ، بطريقة خادم شخصي متحفظ.

لذلك ، على سبيل المثال ، عندما يكون الكتاب مطبوعًا جيدًا ، فإننا لا نأخذ في الاعتبار التنضيد ما لم يكن لدينا اهتمام احترافي. لقد

وجدنا فقط ، دون أن نلاحظ ، أن إبهامنا تقع في هوامش سخية ، وأنه ليس علينا كسر العمود الفقري للبحث عن الكلمات التي تختبئ في الحضيض ، وأن أعيننا تتبعها بسهولة عبر الخطوط.

حتى عناصر النص المعقول التي من المفترض أن تلفت انتباهنا تفعل ذلك بحذر. على عكس بقية الكتاب ، فإن فن الغلاف والدعاية الدعائية لهما جمهورهما المستهدف ليس القارئ . إنهم يأملون في انتزاع ثم إغواء هذا الاحتمال ، هذا المتصفح ، هذه العلامة ، وللقيام بذلك يأملون في التميز. لكن في الوقت نفسه ، يجب أن يكونوا مألوفين - وبالتالي غير ملحوظين - بما يكفي لوضع كتابهم بشكل مريح بين كتاب آخر من النوع الذي يطمح إليه.

لكن على الرغم من أن النص الفاضح متحفظ ، إلا أنه يمارس الضغط. لقد تشكلت قراءتنا لنا بواسطته ، سواء اخترنا ذلك أم لا ، سواء كنا مدركين لها أم لا. إننا نحكم دائمًا على الكتاب من خلال سقالاته وكذلك من خلال النص ، بشكل لا يرحم كما نحمل كل شخص نلتقي به المسؤولية عن وجهه. يمكن أن يكون لاختيارات النص الموازي ، حتى التي تبدو صغيرة على ما يبدو ، لها تأثير كبير على قراءتنا.

الكتاب يفهمون هذا ؛ على الأقل ، الكثير منهم يفعلونه.

كتب ميلان كونديرا عن خيانة أخرى لكافكا بعد الفكاهة عن تلك التي نعرفها جميعًا (أنه أراد أن يحترق عمله ولم يكن كذلك): لقد كتب أن كافكا أصر على طباعة كتبه بأحرف كبيرة ، فقط من أجل أن يتجاهل الناشرون رغبته بمجرد أن يتمكنوا من الاستمتاع براحة المؤلف الميت.

هذا مهم لأنه ، إذا كان المؤلف الذي يكتب صفحات "مفصّلة ببذخ" من فقرات صغيرة لا يتطلب كتابة كبيرة ، فإن نثر كافكا يتدفق في فقرات أو صفحات أو حتى فصول طويلة. يصعب قراءة النص في الفقرات الطويلة والمتصلة بسهولة: إن الكتابة الكبيرة تحمي العين من التعب ، وتسمح للقارئ بالاستمتاع بالنثر ، بدلاً من الصراع معه. لذا ، فإن الأمر "مبرر ، منطقي ، جاد ، مرتبط بجماليته" ، يكتب كونديرا ، لأن كافكا يريد كتابة نثره بأحرف كبيرة.

بالطبع ، هناك مؤلفون يطالبون بمطالب جمالية جوهرية للكتاب أكثر من طلب محرف أكبر قليلاً من المعتاد.

من الممكن سحب أي جزء من النص المظلي إلى النص. ربما كان الجهاز التحريري هو الأكثر وضوحا. يتكون من كلمات ، لذلك يشعر المؤلفون بالراحة في التعامل مع المواد ؛ نتيجة لذلك ، تكثر المقدمات والمحررين الوهميين الذين يتنافسون ويتلاعبون بفهمنا للنص - من دون كيشوت والمذكرات الخاصة واعترافات الخاطئ المبرر إلى كتاب القلق ولوليتا.

يتبع

Posted in: مقالات نقد