في متاهة أروقة عروقي ،
يقيم الجنوب،
شبحاً مجرداً،
تلقائياً.
إنه يدور في
جوهري، لغز الحنين والأحلام.
محلاق غير مرئي من الطحالب الإسبانية تتدلى من أشجار ذاكرتي، تتمايل في رياح الأمس الحارقة. الهواء مثقل بأصداء همسات الكريول وألحان الجاز. الجنوب، مكان التاريخ والغموض، يرقص كالشبح في بحر روحي.
تحت بتلات
الماغنوليا الهشة، أسرار مدفونة في تربة جذوري الغنية والمظلمة.
لا يزال طعم الجامبالايا
باقياً على طرف لساني، وهو عبارة عن سيمفونية من النكهات من الماضي البعيد بعيد
المنال.
الجنوب، ساحر
الطهي، يستحضر الذكريات التي تذوب مثل السكر في الشاي الحلو.
في ليالي أفكاري
المقمرة، تومض اليراعات مثل النجوم في سماء منتصف الليل، لتضيء الطريق إلى القلب.
الجنوب،
بوصلة سماوية،
يرشدني عبر
متاهة عقلي الباطن.
ينسج الطحلب
الإسباني نسيجًا من الهمسات، خيطًا أثيريًا يربطني بالبايوس، والمزارع، وحقول
القطن. الجنوب، كفن الأجداد، يلبسني في قصص من سبقوني، في روايات الزمان والمكان
الشبحية.
في دمي،
يتدفق الجنوب
مثل النهر،
حاملاً قصص عظمة
الما قبل . إنه تيار غامض، رواية دائمة التغير تحفر بصماتها على روحي.
الجنوب، شبح جميل
غامض،
ذاكرة تلقائية،
هو لوحة تجريدية
على قماش كياني.
ألوانه نابضة
بالحياة وباهتة،
وضرباته جريئة
ورقيقة.
إنه النبض الذي
ينبض في قلب كلماتي،
هو الإيقاع الذي
يتراقص في صمت أفكاري.
في أعماق وجودي،
الجنوب قصيدة
خالدة،
كتبت نثراً
يتحدى العقل والواقع.
إنه مشهد
الأحلام حيث يندمج الماضي والحاضر، حيث يتعايش التاريخ والخيال.
الجنوب، أنت في
دمي،
وأنت الملهمة
الأبدية لحياتي التجريدية.
في أعماق كياني،
يسكن الجنوب مثل لغز غامض، لغز متشابك مع جوهر حياتي. إنه يجري في عروقي، نهرًا
أبديًا من الذكريات، ويربطني بمناظر طبيعية حقيقية ومتخيلة، حيث يلتقي الواقع
والأحلام في رقصة من الجمال السريالي.
الجنوب، نسيج
حيوي من التناقضات، حيث تلسع الشمس الأرض، ويغمرها القمر بتوهج فضي. يمتد الأفق
إلى ما لا نهاية، منطقة مجهولة للعقل، حيث يفقد الوقت قبضته، وأصبح بدوًا للحواس.
وفي متاهة
أفكاري أتجول في غابات النخيل، حيث تردد الهمسات القديمة بأسرار الحضارات المنسية.
حيث يغطى الطحلب الإسباني الأغصان كذكريات طيفية، يداعب تنهدات الريح الرقيقة. إنه
أرض الهمسات والأصداء، حيث يتشابك الماضي والحاضر في رقصة فالس لا نهاية لها.
تعكس فيه البحار
والمستنقعات، المظلمة والغامضة، أعماق روحي. لقد انجذبت إلى مياهها العكرة
السريالية، حيث تتعايش التماسيح ومالك الحزين في تناغم جميل. المياه، مثل تجاويف
ذهني، تخفي الأسرار والذكريات والجوهر البدائي للحياة نفسها.
في هذا الخيال
الجنوبي، يعزف الجيتار نغماته الحزينة، يتردد صداها مع الدم العاطفي الذي يسري في
عروقي. إنها موسيقى تولد من أعماق الروح، لحن الليل، للحب، للخسارات الجميلة،
وللشوق الأبدي لشيء أكثر.
هنا تحكي القصورالتي
تصل أعمدتها إلى السماء، قصصًا عن العظمة والجاه . أرى أشباح من ساروا في هذه
القاعات، ووجودهم يخيم في الهواء الثقيل العذب.
الجنوب مشهد
الأحلام،
وشعر القلب
التلقائي،
حيث يتشابك
الواقع والخيال، وتتلاشى الحدود بينهما.
إنه المكان الذي
يصبح فيه السريالي هو كل يوم، ويتحول كل يوم إلى سامية.
أنت أيها الجنوب
لست مكان ولادتي ؛ بل أنت حالة ذهنية، لوحة مجردة رسمت عليها أحلامي. أنت في دمي،
نهر الإلهام
الأبدي،
وأنا،
شاعرك،
أستسلم لتدفق
أسرارك التي لا نهاية لها.
في أعماق روحي المتعرجة
كاللبلاب، يسكن الجنوب، لغزا محفورا في النسيج القرمزي لجوهري. إنه يجري في عروقي
مثل نهر من الذكريات السائلة، حيث تتدلى الشمس في سماءه الزرقاء، وتلقي أصابعها
الذهبية على صدر الأرض.
كل يوم أكتشف
الجاذبية الميتافيزيقية لهذا الجنوب،
وهو حلم سريالي
يرقص في غرف قلبي المظلمة.
جوهره يتحدى
الجاذبية، مثل ساعات سلفادور دالي الذائبة، التي تمد وتجمل نسيج الزمن نفسه.
في هذا العالم
المجرد، تهمس النسائم الحارة بأسرار لا يعرفها إلا عقلي الباطن.
تتدفق الأفكار
التلقائية مثل تيار متواصل من الوعي، وترسم مناظر طبيعية مجردة حيث يمتزج الزمن في
أفق لا يمكن تمييزه. أنا مجرد راكب في هذه الرحلة الأثيرية، حيث يندمج الواقع
والوهم في مشهد من الانطباعات.
في متاهة عقلي،
ينفتح الجنوب كزهرة سريالية رقيقة، تتفتح بتلاتها في أنماط غير معروفة للعقل
العقلاني. أنا مشدود إلى جاذبيتها الغامضة، مثل الفراشة في لهيب متلألئ، ضائعة في
لغز وجودها الشعري.
في دمي، يسكن
الجنوب، الإلهام الأبدي الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان، ويدعوني لاستكشاف
الأعماق المجردة والسريالية لروحه الغامضة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق