كان انحداري السري إلى ظلك تحت جنح الليل مشروعًا جميلا بقدر ما كان غامضًا. لقد قررت أن ألاحقك ، لأتعقب هذه الصورة الظلية التي كانت تظهر عند النافذة. الظل الموجود في النافذة هو أنت، لم يكن هناك شك في ذلك. لقد كان انعكاسك، روحك المسقطة في الظلام. لقد كنت أنت، وليس أي شخص آخر.
في كل ليلة، كنت أختبئ في الظلام، أنتظر اللحظة المناسبة لأتسلل إلى يقظتك. ترددت خطواتك بهدوء في سكون الليل كنغم آسر لم أستطع مقاومة ملاحقته. شعرت وكأنني شبح، غير مرئي بجانبك.
وكبر الهوس،
ووجدت نفسي أتجول في الأزقة المظلمة، أطارد ظلك. أصبحت الليالي أطول وأطول،
واختلطت الساعات بواقع بديل حيث كنت موجودًا فقط لأتبعك.
ثم، ذات مساء،
بينما كنت أتربص بظلال عالمك، رأيت النافذة، هذه النافذة التي تحركت خلفها بنعومة
منومة. لقد غمرتني بالتشويق، والإثارة التي لا توصف لفكرة رؤيتك قريبة مني جدا جدًا.
لكن فكرة خطرت في ذهني: ماذا سيحدث لو اكتشفت أنني كنت هناك، أتبعك في ظلام الليل؟
غمرني خوف شديد ،
وابتعدت عن النافذة التي أصبحت مركز هاجسي. أدركت أنني لا أستطيع الاستمرار على
هذا النحو، وأن هذا المسعى الذي لا معنى له كان يستهلكني. لقد اتخذت قرارًا حاسمًا
بوضع حد لهذا الجنون المفرط.
أغمضت عيني
واستنشقت بعمق، وأخذت نفسًا عميقًا من هواء الليل البارد. شعرت أن الظلام يتبدد،
ويفسح المجال للواقع. أدركت أنه كان علي أن أتخلى عن هذا المسعى ، هذا الظل
الموجود في النافذة والذي كان يستحوذ علي لفترة طويلة.
لذلك اخترت
الرحيل، لأترك ورائي هذا الظل الغامض وهذا الهوس الذي كان يقضمني بلذة غير مسبوقة .
كان الليل لا يزال جاثما ، لكنني لم أعد مرتبطًا به، بل بك. لقد سلكت طريق الخلاص،
تاركة ورائي هذه القصة الغريبة.
في ظلمة الليل،
أشرقت النجوم فوق رأسي ، كشهود صامتين على رحلتي. كنت أعلم أن سعيي السخيف قد
انتهى، لكنني سأتذكر إلى الأبد هذه المغامرة الغريبة، مغامرة انزلقت فيها إلى ظل
شخص آخر، لاكتشاف الضوء داخل نفسي بشكل أفضل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق