صرخوا،
وكان لحزنهم صدى
نابضا بالحياة،
بالماء كما
بالنار،
صرخة مفجعة،
إلى الماء كما
للمجنون،
مصيرهم معقود،
في هذه الدراما
المكثفة،
ينهار العالم.
الماء الذي يكسب
الأرض،
مدً لا يرحم،
تحت وسادت المعشوشبة،
البراءة
المخفية،
في سريره، مثل
الكلب، عظم ثمين،
السر محفوظ في
الظلمة المستفحلة.
لقد صرخوا إلى
الماء كما يصرخ اللص،
أملهم المكسور،
حياتهم التي
تهرب،
عندها وصلوا مثل
الفرسان الأشرار،
مراجل الطوفان
العظيم،
الكيميائيون
الرهيبون.
الخروج من
العربة،
كانت نيتهم
الشريرة،
لقد أحرقوا
المدينة، وزرعوا الدمار،
واختفى الماء
بكامل قوته في جوف السماء،
يأخذ معه أحلامه
والمرارة.
تهرب السيارة
مثل العوامة في
أمواج هائجة،
رجل غارق
متشبث بالإطار
الاحتياطي،
مصيره محتوم،
في صندوقه
الخلفي
كنز بارد
وصامت،
كل المال في
المدينة،
مع عدم وجود
ناجين،
بغيض.
ومن بعيد،
أغرق الشفق المدينة
في الظل،
بينما استمرت
السيارة كالظل في رقمها المظلم.
الشوارع
المهجورة
تنعي بصمت
مصيرهم،
لأن المأساة
سلبت كل شيء،
وتركت مجالًا
للندم.
الرجل الغريق،
المعلق من
العجلة،
شبح مأساوي،
شاهد صامت على
هذه الليلة الملحمية،
نظرت بعينين
فارغتين إلى العالم وهو يرحل،
حاملاً معه
الآمال بأن لا شيء سيتحطم.
الصندوق الفضي،
المثقل بالثروات
المسروقة،
شاهد على
الجرائم المرتكبة،
وداس الحياة.
في صمت الليل
كان الكأس القاسية،
الذين أخذوا كل
شيء بغير نفس متمردة.
المدينة
المكدومة والمتفحمة
تنتظر ضوء
الفجر،
على أمل النهوض مرة
أخرى،
لتضميد جراحها
مرة أخرى.
لأن الحياة،
حتى في مواجهة
أقسى الألم،
تبحث دائمًا عن
طريقة،
طريقة صادقة
لتولد من جديد.
لذا، في هذا
الشعر الداكن والدرامي،
حقائق الحياة ومأساتها
الغامضة.
سواء من خلال
القسوة أو المرونة،
فإننا نتعلم،
إلى الماء،
إلى النار،
إلى الخداع،
إلى الحياة،
نستمر.
لقد مر الليل ولاح
النهار أخيراً
المدينة المدمرة
تستيقظ ببطء وتتمتع بالمرونة والانخراط.
وفي القلوب
المجروحة يحل الأمل
في محله
لأنه حتى في
مواجهة الشدائد، فإن الإنسانية تتأقلم.
والأهالي
يجتمعون من أجل إعادة البناء
أيادي متحدة،
ابتسامات ملهمة.
يبنون الجسور
فوق الأمواج الهائجة،
بناء روابط قوية
للمستقبل،
حريصة على أن
تولد من جديد.
الرجل الغريق
رمز البراءة المفقودة
يبحث عن السلام
في المياه العميقة،
الممتدة الآن.
تضحيته، تذكير
لهشاشة الوجود،
يدفعنا إلى
الاعتزاز بكل لحظة،
وكل لحظة.
تستأنف الحياة،
وينمو الأمل في المدينة المنكوبة،
لأن الحب
والتضامن قوى لا حصر لها.
من خلال الماء
والنار، في مواجهة الشدائد، نبقى أقوياء،
لأنه في الظلام،
تجد الإنسانية دائمًا ميناءها.
وهكذا تنتهي هذه
القصيدة، مليئة بالألم والنور،
مثل الحياة
نفسها،
رحلة أبدية،
نهر.
صرخات الماء
تتحول إلى أغاني أمل
وتولد المدينة
من جديد من رمادها بالمثابرة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق