الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، نوفمبر 06، 2023

نص مفتوح "في إغراء العتبة" عبده حقي


في حدود أفكاري يوجد عالم من الأحلام والذكريات، مكان يذوب فيه الزمن في لحن خالد. هناك، في إغراء العتبة بين الواقع والوهم، أجد نفسي منغمسًا في أثير حبي.

حبيبتي هي النجمة التي تهدي ليالي المظلمة، والضياء السماوي في أيامي الباهتة. يمكنني السفر إلى آلاف الأكوان، واستكشاف عدد لا يحصى من القارات، ولكن فيها أجد مغامرتي الحقيقية، ومصيري المبهر.

أستيقظ كل صباح على لذة اللايقين، ولا أعرف إذا كان هذا اليوم سيقربني منها أم سيبعدني عنها. ولكن بمجرد أن أراها، يمتلئ قلبي بفرح غريب،

عيناي تلتقط جمالها،

وأذناي تتلذذ بصوتها الرخيم.

كل تفاصيلها هي نغمة في سيمفونية وجودي.

التقينا في زوبعة الصدفة، وكأن القدر نفسه نسج خيوط حياتنا الخفية ليقربنا أكثر.

كان عصرًا مشمسًا، حيث رقصت ظلال أشجار السرو مع النسيم. ظهرت حبيبتي كالرؤيا، ملاكًا بيننا، ينير العالم بحضورها.

كلماتنا الأولى كانت خجولة، وكأن أرواحنا تتحدث مع بعضها البعض بلغة ملغزة أعمق من الجمل البسيطة. كانت كل همسة بيننا عبارة عن رحلة، تستكشف أفكارنا وأحلامنا ومخاوفنا، وتنسج روابط غير مرئية بين قلوبنا.

في إغراء عتبة الحب، كل لحظة معها هي عابرة وأبدية. تمر الساعات كالثواني، ومع ذلك تبقى كل ثانية محفورة في ذاكرتي كأثر ثمين. يتردد صدى ضحكتها في أروقة ذهني، صدىً مُسكرًا يطرد كل حزن.

مرت الفصول لترسم حياتنا بألوان متغيرة. لقد شهدنا العواصف والوضوح، ولحظات النشوة والتجارب. لكن في كل تجربة، وجدنا ملجأ في بعضنا البعض، وتوحد قلبينا بقوة لا تقهر.

كثيراً ما أجد نفسي ضائعاً في متاهة عينيها، حيث كل نظرة هي لغز أجد نفسي مجبرا على فك شفرته. إنها تعكس عالمًا لا نهائيًا، حيث أضيع عن طيب خاطر، تاركًا نفسي تنجرف بعيدًا بواسطة النجوم المتلألئة في نظرتها.

إنها ملهمة قصائدي،

ومصدر إلهامي.

كل كلمة أكتبها هي إعلان صامت عن حبي لها،

وإشادة بحكمة جمالها.

يصبح غروب الشمس لوحات حية يرسمها الشفق، وأنا أحدق محياها الفاتن،

وأيدينا متشابكة،

متسمعا إلى نفخة الطبيعة الهادئة.

كل شفق هو وعد بغد أفضل،

ولوحة نرسم عليها أحلامنا المسائية.

هناك أوقات يزحف فيها الخوف بداخلي، مثل الضباب. الخوف من فقدان هذا الحب، ومن رؤية هذا الرابط مكسورًا. لكن في لحظات الشك هذه، أتذكر أن حبنا أقوى من أي عقبة، وأنه راسخ في أسس أرواحنا.

في إغراء العتبة، أجد القوة للاستمرار، لأعتز بكل لحظة معها، لأن كل لحظة هي هدية، نعمة في هذه الرحلة المعقدة التي هي الحياة.

والآن، وأنا أكتب هذه الكلمات،

وأنا غارق في أعماق مشاعري،

أدرك أن حبنا يتجاوز حدود الزمان والمكان.

إنه منارة ترشد حياتي،

وهو ثابت في عالم يتغير باستمرار.

في إغراء العتبة بين المعلوم والمجهول، بين الماضي والمستقبل، أقف مسلحًا بحبي لها، ومستعدًا لمواجهة أي تحديات قد تفرضها علينا الحياة. لأنني في هذا الحب أجد قوتي وإيماني وسبب وجودي.

إنني لا أخشى من القدر، ففي إغراء العتبة يبقى حبنا يلمع كجوهرة ثمينة، تنير حياتي ببهائها الأبدي.

0 التعليقات: