الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الاثنين، أبريل 22، 2024

النص الرقمي والمؤلف المفترض (10) : عبده حقي

دلالات المؤلف المفترض في النصوص الرقمية

يحمل مفهوم المؤلف المفترض في النصوص الرقمية عدة دلالات مهمة، خاصة فيما يتعلق بالمسؤولية: 

المسؤولية: إن مسألة المسؤولية في حالات المحتوى التشهيري أو الضار معقدة في المجال الرقمي. إن تحديد من يجب أن يتحمل

المسؤولية - سواء كان المؤلف المفترض، أو المحرر، أو منصة النشر - قد يكون أمرًا صعبًا ويعتمد على عوامل مختلفة.

في النشر التقليدي، غالبًا ما تقع مسؤولية المحتوى في المقام الأول على عاتق المؤلف، الذي يُنظر إليه على أنه منشئ النص. ومع ذلك، في المشهد الرقمي، حيث يمكن تعديل المحتوى ومشاركته وتوزيعه بسهولة عبر منصات متعددة، يصبح تحديد المسؤولية أكثر دقة.

في حالات المحتوى التشهيري أو الضار، قد يتضمن تحديد مسؤولية المؤلف المفترض فحص عوامل مثل النية والسيطرة والإشراف. إذا نشر المؤلف عن عمد محتوى ضارًا أو فشل في ممارسة العناية الواجبة للتحقق من دقته أو قانونيته، فقد يتحمل المسؤولية الأساسية.

ومع ذلك، قد تمتد المسؤولية أيضًا إلى الأطراف الأخرى المشاركة في عملية النشر، مثل المحررين أو المشرفين أو مسؤولي النظام الأساسي. إذا كان هؤلاء الأفراد أو الكيانات على علم بالمحتوى الضار وفشلوا في اتخاذ الإجراء المناسب لإزالة تأثيره أو التخفيف منه، فقد يتعرضون للمساءلة أيضًا.

بالإضافة إلى ذلك، تختلف الأطر القانونية التي تحكم المحتوى عبر الإنترنت اعتمادًا على الولاية القضائية، مما يزيد من تعقيد مسألة المسؤولية. وإذا كانت بعض البلدان قد تحمل المؤلفين أو الناشرين المسؤولية عن المحتوى المنشور على منصاتهم، فقد تقدم بلدان أخرى حماية قانونية، مثل أحكام الملاذ الآمن، لحماية المنصات من المسؤولية عن المحتوى الذي ينشئه المستخدمون.

بشكل عام، يتطلب التعامل مع مسألة المسؤولية في سياق النصوص الرقمية دراسة متأنية لأدوار وإجراءات جميع الأطراف المعنية، فضلاً عن فهم الأطر القانونية والتنظيمية التي تحكم الاتصال عبر الإنترنت. ومن خلال تعزيز الشفافية والمساءلة والسلوك الأخلاقي، يمكن للمؤلفين والناشرين ومشغلي المنصات العمل معًا لتعزيز بيئة رقمية آمنة ومسؤولة لجميع المستخدمين.

تابع


0 التعليقات: