الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، أبريل 23، 2024

الاحتفال باليوم العالمي للقراءة وليس للكتاب: عبده حقي

 


مع بزوغ شمس يوم 23 أبريل من كل عام يحتفل العالم مرة أخرى باليوم العالمي للكتاب، وهو حدث عالمي يروم تمجيد وتعزيز دور فعل القراءة وحماية الملكية الفكرية.

تكتسب احتفالات هذا العام أهمية إضافية حيث تجد البشرية نفسها منغمسة في خضم ثورة رقمية، مدعومة بالتقدم في الذكاء الاصطناعي والمشهد المتطور باستمرار لقانون حقوق النشر.

لطالما كان اليوم العالمي للكتاب تقليدًا جميلا، يعود تاريخه إلى القرن العشرين عندما أطلقته اليونسكو لأول مرة منذ عام 1995 لتكريم أهمية الكتب وتشجيع حب القراءة وحماية حقوق المؤلف. وعلى مدى عشرات السنين، تطور الاحتفال جنبًا إلى جنب مع التطور التكنولوجي ، حيث تكيف مع الطرق المتغيرة التي يستهلك بها الناس القراءة ويتفاعلون معها.

لقد أدى التحول الرقمي إلى تغيير جذري في طريقة إنشاء الكتب وتوزيعها واستهلاكها حيث أحدثت الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية والمنصات عبر الإنترنت ثورة في صناعة النشر، حيث وفرت للقراء ولوجا غير مسبوق إلى مجموعة واسعة من الأعمال الأدبية من جميع أنحاء العالم. من خلال بضع نقرات فقط على لوحة المفاتيح أو شاشة الهاتف الذكي، يمكن للقراء استكشاف عوالم بعيدة، والانغماس في قصص وروايات آسرة، والتفاعل مع الأفكار التي تتجاوز محدودية الزمان والمكان.

ومع ذلك، مع هذه التطورات التكنولوجية تطفو على السطح تحديات جديدة، لا سيما في مجال قانون حقوق المؤلف. فقد أثار انتشار المحتوى الرقمي تساؤلات كثيرة حول حقوق الملكية الفكرية، والاستخدام العادل، والتوازن بين حماية حقوق المبدعين وتعزيز الإبداع.

وفي عصر الذكاء الاصطناعي، تتفاقم هذه التحديات بشكل أكبر حيث يمكن للخوارزميات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي الآن إنشاء ما يشبه المحتوى البشري، وتقليد أساليب الكتابة، وحتى إنتاج روايات كاملة بشكل مستقل. وإذا كانت هذه التكنولوجيا تحمل وعودًا هائلة لتعزيز الإبداع وتوسيع حدود التعبير الأدبي، فإنها تثير أيضًا أسئلة أخلاقية وقانونية عميقة فيما يتعلق بالتأليف والملكية وسلامة الأعمال الفنية.

في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف من المهم أكثر من أي وقت مضى إعادة تأكيد التزامنا بدعم مبادئ حقوق الطبع والنشر وحقوق الملكية الفكرية. ومن خلال حماية حقوق المؤلفين والفنانين والمبدعين، فإننا نضمن قدرتهم على الاستمرار في مشاركة قصصهم وأفكارهم ووجهات نظرهم حول العالم، مما يؤدي إلى إثراء ثقافتنا الجماعية وتطوير المعرفة الإنسانية.

وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أن نغتنم الفرص التي يوفرها التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لإضفاء الطابع الديمقراطي على الوصول إلى الأدب، وتمكين الأصوات المتنوعة، وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار. ومن خلال تسخير قوة التكنولوجيا بشكل مسؤول وأخلاقي، يمكننا أن نضمن أن الأجيال القادمة سوف ترث عالما حيث تستمر الكلمة المكتوبة في إلهام وتثقيف وتوحيد البشرية.

0 التعليقات: