الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، أغسطس 27، 2025

" رباعيات لا يعبرها الفهم" (5) شعر عبده حقي

 


(1)

خطا الدرويش فوق ظلّه،

فذاب الطريق في حلقه،

وصار اللسان جمرةً تكتب النار،

اللهُ هو الحرفُ الذي لا يُطفأ.

(2)

قلبٌ بلا جسدٍ توضّأ بالنجوم،

وسجد لفراغٍ يبتلع الجهات،

هناك انكسر الزمن مثل زجاجٍ قديم،

وصار الصدى إماماً للمصلّين في العدم.

(3)

في الصحراء يذوب الماء في الرمل،

كما يذوب العاشق في عتمة وجهه،

الغيابُ هو الطريق،

والهاويةُ سرّ الولاية المستورة. 

(4)

فراشاتٌ تدور حول صمتي،

فصار الصمتُ منارةً بلا ضوء،

ومن قاع الظلّ خرجتُ،

أُكبّر للفراغ كأنني أؤذن للعدم. 

(5)

كأسٌ بلا قاعٍ يسكرني بالهواء،

فأغرق في شهيقٍ بلا صدر،

شيخٌ من غبارٍ يهمس:

القطرةُ مرآةٌ تحيا حين لا تعكس.

(6)

دخلتُ محراباً من زجاجٍ ذائب،

الإمام كان طيفاً يتنفس مجهولاً،

قرأ سورةً لا تحمل اسماً،

فبكت السماء بلغةٍ لا تُترجم.

(7)

الموتى التفّوا حول جسدي،

وقالوا: التراب والنجوم إخوة،

والذكرى آخر أورادنا،

رقصتهم لا تنتهي في ليلٍ يتيم.

(8)

كتبتُ على جلدي كلمةً غائبة،

فتحول الجلدُ إلى كتابٍ بلا أوراق،

قرأته حتى صرتُ سطوره،

ثم ذبتُ في نقطةٍ لا تنتمي إلى الضوء.

(9)

نايٌ ينفخ رئتَيّ من الداخل،

فيرقص الهواء كجسدٍ بلا عظم،

أصغيتُ فلم أسمعني،

اختفيتُ في الصوتِ الذي التهمني.

(10)

في المرآة تجلّى غريبٌ بلا ملامح،

سألته: من يسكن وجهي؟

قال: أنا صلاتك المجهولة،

ملامحك تسجد لي كلما غبت.

0 التعليقات: