(1)
أفتح النافذة على جمجمة الغيم،
الطيور تكتب رسائل بدماء زرقاء،
أبتلع صرخاتي كحبات زئبق،
وأنتظر أن تنبت لي أجنحة من صمت.
(2)
أمشي فوق ظلّي المكسور،
كل خطوة تسقط في بئر لا قرار له،
يدي تصافح حجراً يتنفس،
وعيني تشربان الليل كقهوة مُرّة.
(3)
أكتب على جلدي خارطة بلا حدود،
الألوان تتصارع كأفواه مفترسة،
أهرب من المعنى كالهارب من مرآة،
وأجد نفسي عالقاً في فم اللغة.
(4)
تساقطت حواسي مثل أوراق صفراء ميتة،
فأمسكتها الريح لتصنع منها طائرة،
أحلّق على جثة السماء،
وأهوي في حضن شجرة بلا جذور.
(5)
أسمع الزمن يضحك في عروقي،
وأرى عقارب الساعات تتناسل مثل ثعابين،
أكتب قصيدتي على ظهر الرمل،
فتأتي الموجة لتوقّعها باسمي.
(6)
في عتمة الغرفة تلد المرآة وجهاً غريباً،
أصافحه وأنا أعرف أنه لي،
الأبواب تنظر إلي بعينين زجاجيتين،
وأنا أرتدي قميصاً من رماد.
(7)
أنام على وسادة من زجاج،
أحلم أنني سمكة تتنفس دخاناً،
الماء يرفضني كما يرفض الجسد الموت،
وأنا أضحك لأنني أستيقظ ميتاً.
(8)
أضع قدمي في فم البركان،
وأتذوق الرماد كعسل،
الجبل ينحني لي كعبدٍ قديم،
وأنا أتوج نفسي ملكاً على الخراب.
(9)
أحمل رأسي كقنديل فارغ،
أملؤه بالنجوم ثم أطفئها واحدة واحدة،
الليل يسقط من يدي كمرآة،
وأنا أختبئ في كسور الضوء.
(10)
أصغي إلى الجدار وهو يتنفس،
كل نفس يفتح باباً إلى الهاوية،
أدخل بلا خوف،
وأخرج ومعي يدٌ لا أعرفها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق