الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، سبتمبر 05، 2025

" رباعيات لا يعبرها الفهم" (13) شعر عبده حقي


(1)

أنا أخلع وجهي كل صباح،

أضعه على الطاولة بجوار فنجان القهوة،

ينقره عصفور أعمى بأنياب لؤلؤية،

ثم يطير بي إلى نافذة بلا جدار.

(2)

في جيبي ساعة رملية مقلوبة،

الرمال تصعد لا تهبط،

وأنا أعدّ أنفاسي من الخلف إلى الأمام،

حتى ينفجر الزمن كبالون ملآن بالأسماك.

(3)

أحمل شجرة يابسة فوق ظهري،

كل غصن فيها يكتب رسالة انتحار،

أقرأها وأنا أضحك مثل مقصلة،

وأغلقها كأنها كتاب صلاة مكسور.

(4)

أدخل في أذني وأخرج من قدمي،

ألتقي نفسي نائمة في منتصف العمود الفقري،

أهزّها فلا تستيقظ،

فتنهض الكلمات مكانها وتمشي على الماء.

(5)

أشرب الحبر من قارورتي،

يتحوّل حلقي إلى مكتبة محترقة،

أبحث بين الرماد عن كتابي الأول،

فأجد اسمي مكتوباً بالطبشور على السحاب.

(6)

المرآة ترفض صورتي،

ترميني إلى الخارج مثل قطة بلا ظل،

أركض نحو وجهي الضائع،

فأجده معلقاً على حبل الغسيل بين القمصان المبتلة.

(7)

كلما أغمضت عيني انفتحت نافذة،

ومن النافذة يطلّ رأسي الآخر،

يسألني: من ينام الآن؟ أنا أم أنت؟

فأجيبه بابتسامة تشبه مقبرة صغيرة.

(8)

أنا سفينة تمشي على الرمال،

أشرعتي مصنوعة من ضلوعي،

والريح تنفخ فيها أصوات أجدادي،

حتى تصل بي إلى بحر بلا ماء.

(9)

في كفي زهرة معدنية،

تنبت منها موسيقى صامتة،

أضعها في أذني،

فتتحول أعضائي إلى أوركسترا من العصافير المشوهة.

(10)

أدخل الليل مثل جيب واسع،

أفتش عن مفتاح النهار،

أجده بين أسنان ذئب ضاحك،

فأمد يدي إليه وأفقد أصابعي.

0 التعليقات: