تداولت وسائل إعلام ومنصات رقمية أخباراً تفيد بأن روسيا طوّرت لقاحاً ثورياً ضد السرطان يعتمد على تكنولوجيا الـ mRNA، شبيهة بتلك التي استُخدمت في تطوير لقاحات "كوفيد-19". ووفقاً لما تم تداوله، فإن السلطات الروسية أعلنت أن اللقاح سيكون متاحاً مجاناً لجميع المرضى، وهو ما اعتُبر خبراً صادماً ومفاجئاً للمجتمع العلمي والصحي الدولي.
بين الدعاية والإنجاز العلمي
الصورة التي انتشرت تظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرتدياً معطفاً طبياً، في إشارة إلى متابعته المباشرة لهذا "الإنجاز". كما ظهرت صورة لزجاجة دوائية مكتوب عليها "Cancer Vaccine" بتقنية mRNA، ما عزز الاعتقاد بأن روسيا على وشك الإعلان عن فتح طبي غير مسبوق.
لكن الخبر، رغم انتشاره السريع، لم يحظَ بعدُ بتأكيد رسمي من المؤسسات الطبية الدولية أو المجلات العلمية المتخصصة. وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة:
-
هل فعلاً توصّل الباحثون الروس إلى لقاح فعال ضد السرطان؟
-
أم أن الأمر لا يتجاوز حملة إعلامية هدفها تعزيز صورة روسيا كقوة علمية منافسة للغرب؟
السباق الدولي نحو علاج السرطان
يجدر التذكير بأن أبحاث اللقاحات والعلاجات المناعية للسرطان تشهد زخماً كبيراً في دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا والصين. إذ تعمل مختبرات وشركات دواء كبرى مثل BioNTech وModerna على تطوير لقاحات شخصية للسرطان باستخدام تكنولوجيا mRNA، لكن هذه المشاريع ما زالت في مراحل التجارب السريرية ولم تصل بعد إلى مرحلة التوزيع الواسع.
لذلك، فإن أي إعلان عن لقاح جاهز ومجاني من روسيا سيُعتبر تحوّلاً تاريخياً في عالم الطب، بل وربما ورقة سياسية قوية في الصراع الجيوسياسي القائم بين موسكو والغرب.
انتظار الحقائق العلمية
يبقى السؤال المطروح: هل نحن أمام ثورة طبية حقيقية ستغيّر مستقبل ملايين المرضى حول العالم، أم مجرد حملة دعائية تحمل رسائل سياسية أكثر مما تحمل من الحقائق العلمية؟
الجواب النهائي لن يتضح إلا من خلال نشر الأبحاث في دوريات علمية محكمة، واعتراف المنظمات الصحية العالمية بفعالية هذا اللقاح.
0 التعليقات:
إرسال تعليق