الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الجمعة، نوفمبر 21، 2025

عندما تتحوّل سنوات العمر إلى مكتبة : عبده حقي


لم أخطط يوماً لأن أكون صاحب مشروع متشعّب على هذا النحو. كنت فقط أكتب لأتخلّص من ثِقل العالم، لألتقط من ضجيجه ما يصلح أن يُعاد ترتيبه بالكلمات. لكنني حين أنظر اليوم إلى هذا الامتداد الطويل من الإصدارات، الورقية منها والرقمية، أرى أنني لم أكتب كتباً متفرقة، بل كتبت رحلة كاملة؛ رحلة بدأت بقصص صغيرة عن الفقدان والطفولة والحنين، ثم اتسعت نحو أسئلة الوطن، واللغة، والهوية، والحرية، وأخيراً نحو السؤال الأعمق: كيف يعيش الأدب في عصر لا يتوقف عن التبدّل؟

في البداية كانت القصة. كنت أستعيد من خلالها رائحة السبعينات، ومزاج الأزقة القديمة، وعادات كانت تضجّ بالحياة قبل أن تبتلعها الحداثة الفاترة. كتبت مجموعاتٍ قصصية مثل حروف الفقدان وماماغولا ومتى يأتي الربيع وحنين إلى السبعينات، لا كي أؤرّخ لمرحلة، بل لأكتب ما تبقى منها في وجداني. من هناك بدأت أتعلم أنّ السرد ليس شكلاً أدبياً فقط، بل طريقة في النظر إلى العالم.

ثم جاءت الرواية، ففتحت لي أبواباً أخرى. في ليالي دار العبيد وفي زمن العودة إلى واحة الأسياد وفي أساطير الحالمين، وجدتني أفتّش عن الإنسان في هشاشته العميقة، في ذاكرته الجريحة، وفي أحلامه التي تظل أكبر من جسده. تلك الروايات لم تكن حكايات مكتملة، بل كانت مرايا متعددة أحاول أن أنظر عبرها إلى هويتي المغربية والإفريقية والإنسانية معاً.

ومع الصحافة تغيّر المشهد. وجدتني أمام مسؤولية أكبر: كيف أكتب عن الإعلام في زمن التحوّل؟ كيف أقارب مسألة الرأي العام، والتحولات الديمقراطية، وتحديات الصحافة اليوم وغداً؟ كتبت عن ثالوث الإعلام والإنترنت والتواصل، وعن الصحافة الحزبية والمستقلة، وعن رهانات المهنة في عصر الذكاء الاصطناعي. لم أكن محايداً، كنت شاهداً؛ شاهداً على زمن تتغير فيه أدوات الحقيقة أسرع مما تتغير الحقيقة نفسها.

ومن الصحافة انتقلتُ إلى الثقافة، إلى الحوارات، إلى الأنطولوجيات. شعرت أن دوري، ككاتب، لا ينتهي عند نصوصي، بل يمتد إلى ذاكرة الآخرين. لذلك جمعت أصوات القصة والشعر في المغرب، وأصوات العالم العربي، وفتحت نوافذ على الأدب العالمي. كنت أريد للقارئ المغربي أن يرى التنوع، لا بوصفه ترفاً معرفياً، بل كشرط للحداثة الثقافية.

غير أن التحوّل الأكبر في تجربتي كان الأدب الرقمي. منذ سنوات بعيدة، قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي خبزاً يومياً، كنت أؤمن بأن الأدب مقبل على ثورة. كتبت مفهوم النص في الأدب الرقمي، وما هو الأدب الرقمي؟، ومستقبل الأدب في عصر الذكاء الاصطناعي. ترجمت، حلّلت، ناقشت، وجادلت. كنت أرى في التحوّل الرقمي ليس تهديداً، بل فرصة لإعادة بناء العلاقة بين النص والقارئ، ولتوسيع معنى الأدب نفسه.

ومع كل هذه الإصدارات، ظلّ سؤال الروح يرافقني. كتبت عودة الروح لابن عربي لأنني كنت بحاجة إلى نافذة أطلّ منها على الجانب الأعمق في الذات البشرية؛ الجانب الذي لا يكتبه الصحفي ولا المنظر، بل يكتبه الإنسان حين يواجه هشاشته الأولى.

وكتبت أديب ذو سجون لأن الحرية، في نظري، لا تُقاس بالمساحات المفتوحة، بل بما يستطيع الكاتب قوله وهو محاصر بالجدران.

لم تكن كل هذه الأعمال مجرد عناوين متراصة. كان كل كتاب يحاور الآخر، يكمله، يعقّبه، يضيء زاوية ظلّ في ما سبقه. حين كتبت عن الأمازيغية، وعن الثقافة المغربية، وعن الحوار، وعن الربيع العربي، وعن تاريخ الإنترنت، وعن كورونا… لم أكن أبحث عن مواضيع جديدة، بل عن طرق جديدة لطرح السؤال نفسه:

كيف يمكن للكتابة أن تكون شكلاً من أشكال الفهم؟ وكيف يمكن للفهم أن يصبح شكلاً من أشكال المقاومة؟

أنا لا أدّعي امتلاك مشروع مكتمل. ما أملكه هو هذا الشغف الذي يجعلني أنتقل من القصة إلى الرواية، من الصحافة إلى المعرفة الرقمية، من الهوية إلى الروح، ومن الذاكرة إلى المستقبل. كل كتاب كتبته كان محاولة بسيطة لأن أضع بصمة في زمن سريع، متقلّب، لا يمنح للكاتب إلا نافذة صغيرة ليرى منها ما يحدث.

هذه المقدمة ليست تلخيصاً لمساري، بل اعترافاً:

إنّ كل ما كتبته كان جزءاً من محاولة واحدة… محاولة أن أفهم نفسي والعالم، وأن أترك شيئاً يشبه أثراً صغيراً على الطريق الطويل الذي نعبره جميعاً.

يشكّل الكاتب المغربي عبده حقي واحداً من أكثر الأصوات الأدبية والصحفية تعدّداً وغنى في المشهد الثقافي المغربي والعربي. فمن القصة والرواية إلى الأدب الرقمي والصحافة الجديدة، ومن الحوارات والأنطولوجيات إلى الترجمة والتأريخ الثقافي، ترسم مؤلفاته خريطة فكرية تتجاوز حدود الكتاب التقليدي لتدخل مجالات التجريب والتوثيق والاستشراف.
هذه قراءة نقدية في مكتبته الكاملة تقريباً، كما لو أنّها أرشيف كاتب يعيد كتابة زمانه وزمن بلده وزمن العالم.

حنين إلى السبعينات – القصّة بوصفها ذاكرة اجتماعية

في مجموعته حنين إلى السبعينات يكتب عبده حقي نصوصاً تستعيد ملامح عقد زمني كان بالنسبة للمغاربة مرحلة تشكّل اجتماعي وثقافي. لا يتعامل الكاتب مع السبعينات كنوستالجيا فقط، بل كحقل سردي خصب يعيد فيه مساءلة بدايات التحوّل الحضري، وتغيّر العلاقات بين الفرد والجماعة، وصعود الثقافة الشعبية. هنا تبدو القصة أقرب إلى “توثيق وجداني” يسجّل ما نسيته الوثيقة الرسمية.

ليالي دار العبيد – الرواية بوصفها سردية مضادة للتاريخ الرسمي

في روايته Les Nuits de la Maison des Esclaves أو (ليالي دار العبيد) يخوض الكاتب مغامرة سردية مزدوجة:
فهي رواية عن الذاكرة الإفريقية، وعن تراجيديا الاسترقاق التي ما زالت تُلقي بظلالها على مجتمعات اليوم، وفي الآن ذاته هي رحلة في هوية المغرب العميقة وصلاته بالقارة.
يمزج عبده حقي في الرواية بين الواقعي والمتخيل، بين التوثيق والتخييل، ليصنع نصاً يؤسس لما يمكن تسميته الرواية المغربية الإفريقية؛ رواية تُعيد جمع شتات الذاكرة المنسية عبر بطله محمد الذي يواجه جرح الهوية وصدمة التاريخ.

المغرب في مرآة عصره الحديث – كتابة التاريخ من الداخل

يتخذ هذا العمل موقعاً وسطاً بين التأريخ والتحليل السياسي. لا يقدّم عبده حقي كتاباً أكاديمياً تقليدياً، بل يشتغل على “صورة المغرب” كما تتبدى في الوعي الجماعي من الاستقلال إلى نهاية عهد الحسن الثاني.
الكتاب أشبه بـ مرآة سياسية ـ ثقافية يقرأ عبرها الكاتب تحولات الإدارة، الإعلام، النخب، التعليم، والخيارات الكبرى للدولة المغربية.
خصوصيته أنّه يكتب “من الداخل” لا من برج أكاديمي، بل من موقع المثقف الذي عاش نصف هذا التاريخ.

مستقبل الأدب في عصر الذكاء الاصطناعي – كتاب تأسيسي

يشكّل هذا الإصدار، في نسخته الكاملة والمجزّأة، واحداً من أهم الكتب العربية حول العلاقة بين الأدب والذكاء الاصطناعي.
يقدّم عبده حقي رؤية نقدية لا تحتفي بالتقنية ولا تخشاها، بل تفكك أثرها في مفاهيم المؤلف، النص، القارئ، واللغة.
خصوصية الكتاب أنه يسبق “الموجة” الحالية من الذكاء الاصطناعي بسنوات، وأنه يطرح أسئلة التلقي والحقوق والهوية الأدبية بطريقة مبكّرة.

شعراء ديبلوماسيون – الأدب بوصفه لغة دولة

في هذا الكتاب يسلّط الكاتب الضوء على أسماء كتّاب جمعوا بين العمل الدبلوماسي والكتابة الشعرية.
بهذا المعنى يُعيد رسم صورة الدبلوماسية المغربية والعربية من منظور ثقافي، ويكشف عن الدور الرمزي للأدباء الذين مثّلوا بلدانهم عبر لغة السياسة ولغة الشعر في آن واحد.
عمل يجمع بين التوثيق والنقد، ويعيد الاعتبار إلى الدبلوماسية الثقافية التي غالباً ما تُهمّش.

وداعاً أرض النار والرياح – الرواية كمرآة للرحلة والتحول

هذه الرواية تنتمي إلى أدب الرحلة الروائي، حيث يمزج عبده حقي بين السرد الواقعي والتحوّل الوجودي.
يرسم من خلالها شخصية تبحث عن معنى في عالم يتغير بسرعة، وتظهر فيها بصمته الأسلوبية: جُمل قصيرة، اشتغال على الذاكرة، ومقاطع تأملية ذات بعد فلسفي.

الكاتب وسؤال التفرغ – مواجهة إشكالات المهنة

كتاب نقدي يلامس النقطة الأكثر حساسية في حياة المثقف العربي:
هل يمكن التفرغ للكتابة في بيئة ثقافية هشّة؟
يطرح عبده حقي تحليلاً عميقاً لمتطلبات التفرغ، لاقتصاد النشر، لعلاقة الكاتب بالمؤسسات، وللعائق البنيوي المتعلق بالمجتمع.
إنه كتاب في “الفلسفة الاجتماعية للكتابة” أكثر منه كتاباً تنظيرياً.

ملفات ثقافية من زمن الربيع العربي – كتابة اللحظة الثورية

يظهر في هذا الإصدار “الكاتب الصحفي” الذي يرصد التحولات.
لا يتعامل عبده حقي مع الربيع العربي بوصفه حدثاً سياسياً فقط، بل كتحول ثقافي أنتج لغة جديدة وأسئلة مختلفة حول الحرية والإعلام والهوية.
الكتاب شهادة تحليلية توثّق مرحلة ما زالت آثارها ممتدة.

حوارات مع الكاتب المغربي عبده حقي – النص كمرآة لصاحبه

تمثّل هذه الحوارات مادة فكرية غنية تكشف عن رؤية الكاتب لنفسه وللعالم.
هي وثيقة ضرورية لفهم مشروعه، لأنها تضيء ما بين السطور في كتبه الأخرى، وتكشف بوضوح عن منطلقاته السياسية والجمالية.

مكاشفات – شذرات بلورية

كتاب أقرب إلى “حكمة اليوميات” يكتب فيه عبده حقي شذرات مكثفة تتأرجح بين الفلسفي والوجودي والشعري.
تتميّز لغته بالحدس والاختزال، وتجعل من الجملة وحدة تأمل كأنها بلورة صافية.

إيريكا في غرفة الأخبار – الرواية الصحفية

في هذه الرواية يشتبك السرد الأدبي مع عالم الإعلام، حيث تتقاطع الحقيقة مع الخبر، والهوية مع المهنة.
هي رواية عن “الصحافة من الداخل”، وعن ضغوط القيم المهنية، وعن هشاشة الأخبار في زمن التحول الرقمي.

أسرار الذكاء الاصطناعي – تبسيط المعقد

كتاب موجّه للقارئ العام، يقدّم فيه عبده حقي شرحاً مبسّطاً لمفاهيم الذكاء الاصطناعي، وسياقاته، وتحدياته الأخلاقية.
يمتاز بلغة واضحة فيما يحافظ على حس نقدي تجاه الاستخدام غير الأخلاقي للتقنيات الحديثة.

مناهج تدريس الأدب الرقمي – تأسيس لمجال جديد

يعدّ هذا الكتاب مشروعاً رائداً، لأنه لا يكتفي بشرح الأدب الرقمي، بل يقترح مناهج لتدريسه.
يربط الكاتب بين النظرية والتطبيق، ويطرح نماذج للدروس، ويكشف عن صعوبة إدماج الثقافة الرقمية في المؤسسات.

مستقبل الأدب الرقمي – رؤية استشرافية

يتناول عبده حقي مستقبل الكتابة التفاعلية، النصوص الهجينة، تكنولوجيا السرد، وتحولات القارئ.
هو كتاب نظري لكنه مكتوب بأسلوب صحفي بسيط، ما يجعله مرجعاً بين الأكاديميين والصحفيين معاً.

تحديات الصحافة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي

عمل نقدي يدرس المخاطر والفرص: فقدان الوظائف، الأخبار الزائفة، تآكل المصداقية، إلى جانب آفاق استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التحقيق الصحفي والتحليل.
كتاب مهم في لحظة يعيش فيها الإعلام العربي أزمة ثقة.

قصص قصيرة للأطفال – بصمة أخلاقية وتربوية

يكتب عبده حقي للأطفال بلغة واضحة وحبكة بسيطة، لكن خلف بساطة الحكاية تظهر قيم المواطنة، المسؤولية، والخيال.
يحافظ على بصمته الأسلوبية مع مراعاة سن القارئ.

الروايات المترجمة (MAYA) – جسر بين ثقافتين

تقديم مالا يُترجم عادة من الأدب المغربي إلى اللغات الأخرى يمثّل خطوة ثقافية وشجاعة إبداعية.
ترجمة رواية مايا تفتح طريقاً للأدب المغربي نحو قارئ عالمي، وتكشف عن قدرة الكاتب على الترجمة وإعادة الإنتاج في لغة أخرى.

شعراء أُعدموا – كتاب في الذاكرة المأساوية للإبداع

كتاب يغوص في سير شعراء دفعوا حياتهم ثمناً لمواقفهم.
يمزج بين التوثيق والتحليل والتأمل في سؤال الحرية، ويعيد الاعتبار لشعراء هم ضمير زمنهم.

ما هو الأدب الرقمي؟ — تأسيس لنظرية عربية في الكتابة الجديدة

يمثّل هذا الكتاب واحداً من أهم المساهمات العربية في تعريف وشرح الأدب الرقمي. لا يكتفي عبده حقي بتحديد مفهوم الأدب الرقمي بوصفه نصاً تفاعلياً أو إلكترونياً، بل يقدّمه كتحول إبستمولوجي يطال كل عناصر العملية الأدبية: المؤلف، النص، القارئ، والوسيط.

خصوصيته أنّه يميّز بين الأدب المنشور رقمياً (e-literature) والأدب الرقمي بالمعنى العميق، أي الأدب الذي يولد من صميم البيئة الرقمية مستعملاً أدواتها (الروابط، الخوارزميات، الرسوم، الصوت، التفاعل، المحاكاة…).

يشير الكتاب بجرأة إلى نقص الوعي الرقمي في الجامعات العربية، ويوجه نقداً مباشراً للمؤسسات التي ما تزال تتعامل مع الأدب كمنتج ورقي. لذا يكتسب الكتاب قيمة مضاعفة: معرفية وتنبيهية.
إنه بيان تأسيسي لمستقبل الأدب العربي في زمن الذكاء الاصطناعي والثقافة الرقمية.

صناعة الرأي العام — كشف الماكينة الخفية للإعلام

في هذا العمل، يعود عبده حقي إلى صلب مهارته الصحفية والفكرية: تفكيك آليات تشكيل الرأي العام.
يتقدّم الكتاب بوصفه دراسة تحليلية تسائل “ثالوث التأثير”: الإعلام التقليدي، الإنترنت، وشبكات التواصل.

يقدّم الكاتب قراءة واقعية لمفهوم الرأي العام من خلال ثلاث ركائز:

  • كيف تصنع المؤسسات الإعلامية الصورة؟
  • ما دور الفاعلين الجدد (السوشيال ميديا، المؤثرون، الحسابات المموّلة)؟
  • أين يقف المتلقي بين الوعي والتلاعب؟

يستند العمل إلى أمثلة مغربية وعربية ودولية، ما يمنحه بُعداً عملياً يتجاوز التنظير نحو تفسير ديناميات التأثير في الحياة السياسية والاجتماعية.
هو كتاب ضروري لطلاب الإعلام والاتصال، لأنه يكشف بوضوح “مطبخ صناعة التصورات”.

الحوارات العربية والمغربية — الأصوات بوصفها مرآة مجتمع

هذا العمل ليس تجميعاً بسيطاً لحوارات، بل هو أرشيف ثقافي حيّ.
يمتاز عبده حقي بقدرته على صياغة الحوار كفن قائم بذاته، يجعل منه مساحة تأمل ومساءلة لا مجرد أسئلة وأجوبة.

تضم الحوارات نخبة من الكتّاب والمفكرين والنقاد، ما يجعل الكتاب بمثابة خريطة فكرية لحركة الثقافة المغربية والعربية خلال العقدين الأخيرين.

تكتسب أهميته من ثلاثة عناصر:

1.    تنوع الشخصيات: من الأدباء إلى الصحفيين والنقاد والمفكرين.

2.    نوعية الأسئلة: أسئلة تتجاوز السيرة إلى قضايا حرية التعبير والهوية الجمالية والتحولات الرقمية.

3.    سياق اللحظة: الحوارات نفسها وثيقة تاريخية لزمن عربي مضطرب يعيش انتقالات كبرى.

إنه كتاب يشبه “صندوق الذاكرة الثقافية”، حيث تظهر صورة المجتمع من خلال أصوات صُنّاعه.

أنطولوجيات القصة والشعر — بناء الذاكرة الإبداعية المغربية

أنطولوجيات عبده حقي ليست عملاً تجميعياً كما قد يُظن، بل مشروع ثقافي هدفه تثبيت الذاكرة الأدبية المغربية في سياق عالمي يتغير بسرعة.

من أنطولوجيا القصة القصيرة المغربية إلى أنطولوجيا الشعر المغربي 2000–2010، نجد ثلاث سمات رئيسية:

  • البعد التوثيقي: حماية نصوص قد تضيع في غياب أرشيف مؤسساتي.
  • البعد الجمالي: انتقاء قصص وقصائد تمثّل تيارات مختلفة، لا تياراً واحداً.
  • البعد المقارن: تقديم الأدب المغربي في سياق عالمي وعربي يبرز خصوصيته الهوياتية.

تسمح الأنطولوجيات لقارئ المستقبل أن يرى التطور التدريجي للأدب المغربي خلال نصف قرن، من الواقعية الاجتماعية إلى التجريب الرقمي.

عودة الروح لابن عربي — سيرة روحية ومعرفية

هذا الكتاب لا يُقرأ بوصفه سيرة تقليدية، بل نصاً روحياً يستعيد فيه الكاتب تجربة ابن عربي بمنظور معاصر.
يمزج عبده حقي بين السيرة الذاتية والسيرة الفكرية، بين تاريخ التصوف وممارساته، وبين “سؤال الروح” اليوم في عالم مضطرب.

قيمة الكتاب أنه لا يقدّم ابن عربي كمقدّس أو رمز جامد، بل كمفكر حيّ مستمر في طرح الأسئلة عبر العصور.
فهو نص يبحث في:

  • معنى الحرية الروحية
  • علاقة الإنسان بالكون
  • موقع المحبة والمعرفة في زمن التقنية

إنه عمل يجمع بين التأريخ والتأمل الفلسفي، بأسلوب يليق بكاتب خبر دهاليز الفكر والروح.

أساطير الحالمين — الرواية كأفق للحلم

رواية تبدو كأنها خارجة من مختبر الخيال.
يكتب عبده حقي هنا عن “الحلم” لا كملاذ نفسي، بل كمحرك للمعنى، وكقوة قادرة على إعادة تشكيل الواقع.

تدور الرواية حول شخصيات تحلم أكثر مما تعيش، وتبحث عن خلاص فردي في عالم تتناقص فيه الأسئلة الكبرى.
يمتاز النص بطابع أسطوري يعتمد على التشبيه الرمزي، وعلى تقاطعات بين الأسطورة الشعبية والخيال المعاصر.

هذه الرواية تمثّل خطوة مختلفة في مسيرة الكاتب: نص يغلب عليه الجانب الرمزي، أقرب إلى “ميتافيزيقا الحلم” منه إلى السرد الواقعي.

أديب ذو سجون — الكتابة خلف الأسوار

في هذا الكتاب، يستعيد عبده حقي ظاهرة “سجون الأدباء” في العالم، ويقاربها بمنظور إنساني ومقارن.
لا يقدّم سرداً عربياً فقط، بل يستحضر تجارب عالمية من روسيا وأميركا اللاتينية وأوروبا.

ما يميّز العمل أنه لا يحتفي بالمعاناة، بل يكشف الوجه الآخر للكتابة في السجن:

  • الكتابة كفعل مقاومة
  • الكتابة كحماية للذات
  • الكتابة كشكل من أشكال البقاء الرمزي

النبرة هنا إنسانية عميقة، تُبرز حس الكاتب الحقوقي والإنساني.

الأمازيغية: الواقع والآفاق — نقد ثقافي لمرحلة انتقالية

يتناول عبده حقي في هذا الكتاب سؤال الأمازيغية من زاويتين:

1.    الهوية الثقافية: اللغة باعتبارها مكوّناً أصيلاً في الشخصية المغربية.

2.    السياسات اللغوية: وضع الأمازيغية في التعليم والإعلام والإدارة.

الكتاب ليس سجالياً، بل تحليلي يربط بين الهوية والمواطنة، وبين الاعتراف الدستوري للغة وبين تحديات التطبيق.

قيمته أنه يقدّم رؤية “هادئة” في موضوع غالباً ما يطغى عليه الانفعال، ويسعى إلى بناء حوار لغوي وثقافي لا صدام هوياتي.

عام كورونا — يوميات عالم يتصدّع

يكتب عبده حقي في عام كورونا شهادة شخصية ـ اجتماعية ـ ثقافية لزمن استثنائي.
لا يكتفي بوصف الجائحة، بل يقرأ أثرها في:

  • بنية المجتمع
  • الإعلام
  • الثقافة
  • العزلة
  • الكتابة
  • التحولات الرقمية

يمتاز النص بقدرته على الجمع بين التجربة الفردية والذاكرة الجماعية.
يبدو الكتاب كدفتر يوميات لكاتب عاش زمن القلق، لكنه يكتب ذلك القلق بوعي نقدي وفلسفي.

إنه عمل يجمع بين التوثيق والتحليل والتأمل الوجودي في هشاشة الكائن الإنساني.

أديب ذو سجون — الكتابة حين تصبح سجناً والحرية حين تصبح ورقاً

في هذا العمل يعاين عبده حقي علاقة الأدباء بالسجن، ليس بوصفه مكاناً للعقاب، بل مختبراً للكتابة.
يجمع الكتاب بين التحليل النفسي والإضاءة التاريخية، ليكشف كيف تصنع العزلة نوعاً آخر من الحرية: حرية داخلية لا يستطيع الجلاد مصادرتها.
يربط الكاتب بين تجارب عالمية وتجارب عربية ومغربية، ليقدّم صورة بانورامية عن "أدب السجون" كأدب مقاومة وذاكرة واحتجاج.

ما يميّز هذا العمل هو حساسيته الأخلاقية، حيث يكتب عبده حقي كمن يخاف على الذاكرة من التلاشي، وعلى الحرية من النسيان.

الأمازيغية بالمغرب: الواقع والآفاق — قراءة هادئة في موضوع ملتهب

يقدّم الكتاب مقاربة هادئة ومسؤولة لسؤال الأمازيغية في المغرب.
لا ينحاز الكاتب لأي خطاب متشنّج، بل يتعامل مع الموضوع من زوايا ثلاث:
الهوية الثقافية والتعدد اللغوي
العدالة اللغوية في المدرسة والإعلام
مستقبل السياسة اللغوية في بلد متعدد الطبقات الثقافية

قيمة العمل أنه يعيد النقاش إلى مساره العلمي والثقافي، ويبرز الأمازيغية كجزء أصيل من الشخصية المغربية، لا مجرد قضية حقوقية ظرفية.

أنطولوجيا القصة القصيرة العالمية — الأدب بوصفه لغة مشتركة

هذه الأنطولوجيا ليست مجرد تجميع عالمي للقصص، بل محاولة من عبده حقي لخلق "جسر قرائي" بين القارئ المغربي والعالمي.
تكمن أهميتها في أنها تقدم نماذج متنوعة من الكتابة العالمية: من أميركا اللاتينية إلى شرق آسيا، ومن أوروبا إلى إفريقيا.

الكتاب يقدّم صورة عن تطور السرد العالمي، ويُظهر التقاء التجارب الإنسانية رغم اختلاف اللغات.
بهذا المعنى، يشكل العمل درساً في الانفتاح الثقافي والكونية عبر القصة القصيرة.

أسئلة ورهانات الصحافة اليوم وغداً — مواجهة تحديات المهنة بعين المستقبل

كتاب يضع الصحافة العربية أمام اختبارها الأصعب:
كيف يمكن أن تصمد في عصر الذكاء الاصطناعي، والخوارزميات، وانهيار نماذج التمويل التقليدية؟

يحلّل عبده حقي التحديات من زاوية مهنية وأخلاقية:
علاقة الصحافة بالسلطة
مستقبل غرف الأخبار
منصات التواصل كمنافس وكشريك
أزمة الثقة
الرقمنة الشاملة

يقترح الكاتب رؤية إصلاحية تجعل الصحافة جزءاً من المستقبل بدل أن تبقى أسيرة الماضي.

المثقف الذي... — مقالات في الوعي النقدي

هذا الكتاب عبارة عن مقالات فكرية تستعيد "صورة المثقف" في زمن التحولات.
لا يقدم عبده حقي المثقف كصيغة جاهزة، بل كنموذج مفتوح: المثقف الذي يحتج، الذي يفكر، الذي يسائل، الذي يواجه، والذي يخطئ أيضاً.

العمل غني بالأسئلة التي تفضح هشاشة العلاقة بين الثقافة والسلطة، بين المثقف والجمهور، وبين الخطاب الفكري ووسائل الإعلام.

ما هو الأدب الرقمي؟ — ترجمات عبده حقي

هذا الجزء يتميز بأنه لا يقدّم دراسة ذاتية فحسب، بل يجمع نصوصاً وترجمات تأسيسية في مجال الأدب الرقمي.
هنا يصبح عبده حقي وسيطاً بين القارئ العربي والمدارس العالمية التي اشتغلت على النص الرقمي، من فرنسا إلى الولايات المتحدة.

تكمن قيمة هذا العمل في أنه يفتح آفاقاً معرفية واسعة للقارئ، ويضع الأدب الرقمي في سياقه الدولي، موضحاً الخلافات النظرية حوله.

عودة الروح لابن عربي — سيرة ذاتية بروح صوفية

كتاب ينتمي إلى جنس "السيرة الروحية".
يرجع عبده حقي إلى ابن عربي، لا كمتصوف شهير، بل كرفيق درب فكري يعيد للذات المعاصرة شيئاً من التوازن.

يسرد الكاتب مراحل من حياة الشيخ الأكبر، ثم يقارنها بأسئلة الإنسان اليوم: الحرية، الحب، الوجود، الحضور، الوحدة.
إنها قراءة تتجاوز السيرة نحو التأمل الفلسفي والروحي.

أساطير الحالمين — الرواية التي تجعل الحلم لغة كتابة

رواية تؤسس لما يمكن تسميته "واقعية الحلم".
يبني فيها الكاتب عالماً تتحرك فيه الشخصيات بين الواقع والحلم، ويصنع بذلك طبقة رمزية عالية، تجعل النص قابلاً لقراءات متعددة.

اللغة مشحونة بالصور، الزمن مائع، والشخصيات تبحث عن خلاصها في عالم لا حدود فيه للخيال.

حوارات في الثقافة المغربية — الجزء الثاني

تستمر هنا سلسلة الحوارات الفكرية مع وجوه ثقافية مغربية، لكنها أكثر عمقاً ونضجاً من الجزء الأول.
تتناول الهوية المغربية، الأدب، المسرح، السينما، الصحافة، والرقمية.
الكتاب مرآة لمرحلة انتقالية يعيشها المجتمع المغربي في الثقافة والإعلام.

حوارات في الثقافة العربية — استنطاق لحظة عربية مأزومة

يحاور عبده حقي مثقفين عرباً من مشارب مختلفة، ويطرح أسئلة:
ما مستقبل الثقافة العربية؟
هل انتهى دور المثقف؟
كيف أثرت الثورات العربية على الفكر والإبداع؟
ما علاقة الهوية بالعولمة؟

تكشف الحوارات عن خريطة فكر عربي قلق، يتجه نحو المجهول ويبحث عن أدوات قراءة جديدة.

من زمن التمرد إلى زمن التدمير — قراءة ثقافية للثورات

كتاب مهم يرصد التحولات الثقافية المصاحبة للربيع العربي.
يعتبر عبده حقي أن الانتقال من "التمرد" إلى "التدمير" لم يكن قدراً، بل نتيجة غياب مشروع ثقافي يواكب المشروع السياسي.

يمزج الكاتب بين المقال التحليلي والتوثيق، وبين النقد والسوسيولوجيا.

نبذة عن تاريخ الإنترنت والكتاب الإلكتروني — ترجمة تأسيسية

عمل تعريفي يترجم فيه الكاتب نصوصاً تأسيسية حول تاريخ الإنترنت وتطور الكتاب الإلكتروني.
الكتاب مهم لأنه يمثل مدخلاً معرفياً لفهم “كيف وصلنا إلى هنا”: عالم الكتاب الرقمي، الذكاء الاصطناعي، النشر الإلكتروني

يعد من أبرز الكتب العربية التي عالجت الموضوع في فترة مبكرة.

أنطولوجيا القصة القصيرة بالمغرب — من زمن التأسيس إلى زمن الإنترنت

هذا العمل وثيقة تاريخية ترصد تطور القصة المغربية منذ البدايات إلى العصر الرقمي.
يمتاز بالترتيب الزمني والتحليل الجمالي، مع إبراز التحولات التالية:
الانتقال من الواقعية الاجتماعية إلى التجريب
ظهور صوت المرأة
أثر المدن والريف
تحولات السرد بعد دخول الإنترنت

هي مرجع لا غنى عنه للباحثين.

دور الصحافة الحزبية والمستقلة في التحولات الديمقراطية بالمغرب

كتاب يقرأ التجربة الصحفية المغربية خلال لحظة سياسية دقيقة.
يسائل العلاقة بين الصحافة والانتقال الديمقراطي، ويكشف عن إنجازات وتراجعات التجربة المغربية، ويبرز دور الإعلام المستقل في توسيع هامش الحرية.

يعتبر هذا العمل من مراجع فهم الإعلام المغربي منذ التسعينيات.

أنطولوجيا الشعر المغربي 2000–2010 — مرآة جيل شعري

تمثل هذه الأنطولوجيا خزّاناً جمالياً لشعراء مغاربة من جيل الألفية.
تقدّم النصوص كخارطة أسلوبية تُظهر:
الانتقال من الشعر العمودي إلى قصيدة النثر
تأثير المدينة على الإيقاع
حضور الهويات المتعددة
بروز الصوت النسائي

هي محاولة لتثبيت ذاكرة مرحلة شعرية كاملة.

متى يأتي الربيع — مجموعة قصصية إلكترونية

قصص قصيرة تلامس الأسئلة الوجودية للإنسان العربي في زمن الانتظار.
تتراوح بين السرد الواقعي والرمزي، وتكشف عن قدرة الكاتب على بناء قصة مكثفة لا تتجاوز الصفحة، لكن تترك أثراً عميقاً.

تمارين شعرية — ديوان إلكتروني

ديوان يعتمد على الشكل القصير: نصوص تلتقط اللحظة، الجرح، الحلم، الغياب.
يميل الديوان إلى كتابة الهايكو أو الشعر البرقي، حيث تخدم الاختزال والإيقاع القصير المعنى والجرس والخيال.

ماماغولا — مجموعة قصصية (2013)

من أكثر مجموعاته القصصية نضجاً.
يمزج فيها بين الحكاية الشعبية والسرد المعاصر، ويظهر فيها اهتمامه بالفانتازيا المغربية والموروث الشفهي.
شخصيات غريبة، أمكنة غامضة، ومواقف تحمل رمزية مكثفة.

زمن العودة إلى واحة الأسياد — رواية

رواية تستعيد مقولة “العودة إلى الأصل”، وتطرح سؤال الانتماء والنبالة القديمة التي تلاشت في العالم الحديث.
يمزج الكاتب بين الواقعي والغرائبي، ليقدّم نصاً يحمل أبعاداً إنسانية وسيكولوجية وثقافية.

صناعة الرأي العام — بين الإعلام والإنترنت والتواصل

إصدار بصيغة إلكترونية يتعمق في فهم “كيف تتشكل عقول الناس”.
يحلل الكاتب التفاعل بين الإعلام التقليدي والفضاء الرقمي، ويركز على المغرب كحالة دراسية، ما يمنح الكتاب خصوصية ميدانية.

مفهوم النص في الأدب الرقمي — الجزء الأول والثاني

عملان يُعدّان من المؤلفات التأسيسية في النقد الأدبي الرقمي بالعالم العربي.
يحددان الفرق بين النص الرقمي والمنشور الإلكتروني، ويتعمقان في:
التفاعلية
الروابط التشعبية
التعدد الوسائطي
الإدراك البصري
زمن القراءة
موت المؤلف في البيئة الرقمية

هذان الجزءان يشكّلان “مانيفستو رقمي” لمستقبل الأدب العربي.

حروف الفقدان — مجموعة قصصية

كتاب يجمع بين السرد الوجداني واللغة الكثيفة.
قصص تتراوح بين الفقد الفردي والفقد الجماعي، وبين الذاكرة والمنفى الداخلي.
يمثل هذا العمل بداية نضج قصصي في تجربة عبده حقي.

خلاصة موسّعة

بهذا الجزء يكتمل تقريباً المشهد العام لمكتبة عبده حقي:
كاتب يتحرك بين الأجناس بمرونة، ويكتب للأدب كما يكتب للصحافة، ويؤسس للنقد الرقمي كما يؤرخ للذاكرة المغربية والعربية.

إننا أمام مشروع فكري واسع، يتجاوز فكرة "كاتب متعدد"، ليصبح مشروعاً يعيد رسم العلاقة بين الكتابة والزمن، بين النص والوسيط، بين المعرفة والمجتمع.



0 التعليقات: