1
أنا ابنُ جيلٍ حمل الشمسَ في يده،
لم ينتظر المعجزات، صنعها من العرق والرماد،
يعرف أن الوطن ليس علماً فقط، بل قلباً نابضاً في صدر الجماعة،
وحين يصرخ، تهتزّ في الجبال ذاكرةُ الأسود.
2
نحن الذين خرجنا من صمتِ الطباشير،
نكتب أسماءنا على زجاج العالم،
لا نخاف الضوء، ولا نحتمي بالظل،
نؤمن أن المستقبل نافذةٌ تُفتح بالجرأة.
3
يا شباب المغرب، أيها المبحرون في دمِ الأطلس،
أنتم قصيدة الأرض حين تُنشدها الريح،
في خطاكم دفءُ العصور القادمة،
وفي عيونكم ترتسم خارطة الحلم المغربي.
4
أقول لهم: أنتم الرهان الأخير،
أنتم جسرُ الذاكرة بين الحلم والعدل،
أنتم القنديل في ليلٍ طويل،
تضيئون البلاد بما تبقى من الأغاني القديمة.
5
لم أركع أمام الرماد،
علّمتني ملامحُهم أن النهوضَ فرضٌ على الأحرار،
أن الصبر لا يعني الخنوع،
وأن الزهرَ لا يولد إلا من تربةٍ موجوعة.
6
هم أبناء البحر والجبال،
يتقنون فنّ العودة بعد العاصفة،
يبتسمون كمن يعرف سرَّ الله في التراب،
ويحملون العالم في حقائب صغيرة من الأمل.
7
أسمّيهم جيلَ المعنى،
الذين واجهوا اللامعنى بالكلمة والحلم،
فلا السجونُ استطاعت أن تُطفئ صوتهم،
ولا الشكُّ استطاع أن يجرّدهم من ضوءهم الأول.
8
من فاس إلى الداخلة،
يمرّ نبضهم مثل خيطٍ من نارٍ وندى،
يعيدون للوطن شبابه،
ويزرعون في الزمان بذرةَ الاستمرار.
9
يا أولادي في الشعر، يا مرآتي القادمة،
منكم تعلمتُ أن أكتب بلا خوف،
أن أقول “نحن” بدل “أنا”،
وأن الحلمَ المغربي لا يشيخ.
10
وفي الختام أقول:
سلامٌ عليكم يا ورثةُ الفجر،
أنتم القصيدة التي لم تكتمل بعد،
لكنها تُضيء كلما نطق بها القلب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق