الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الخميس، ديسمبر 11، 2025

أضواء 2025 على السينما — من المغرب إلى العالم: إعداد عبده حقي


أولاً — المغرب: رهان على الانفتاح والإبداع

  • اختير المغرب «دولة محطّ تركيز» (Country in Focus) في European Film Market (EFM) المرتبط بـ Berlin International Film Festival لعام 2026. هذا يضع السينما المغربية في قلب صناعة السينما الأوروبية، ويُبرز كمركز للتلاقي بين أفريقيا، العالم العربي، وأوروبا. 

  • أيضاً الدورة 22 من Marrakech International Film Festival (مراكش) 2025 تشمل 82 فيلماً من 31 دولة، بينها عروض أولى عالمية، وأفلام مدعومة من ورشات الصناعة (مثل “أطلس / Atlas Workshops”). 

  • مخرِجات مغربيات (ومن العالم العربي) يحققن نجاحاً حقيقياً: على سبيل المثال، فوز لوائح إنتاجية في ورش «أطلس» يدل على تنامي قدرات فنية محلية. 

  • السينما المغربية لم تعد فقط «تشارك» — بل تسعى لتكون لاعباً أساسياً في صناعة الفيلم، بشراكة دولية وإنتاج محترف ومواقع تصوير متنوعة (من المدن إلى الصحراء). 

الخلاصة المحلية: السينما المغربية اليوم تعيش مرحلة انفتاح طموحة. ليست فقط عن الفن، بل عن الصناعة، الشراكات الدولية، والقدرة على المنافسة عالمياً.

 ثانياً — السينما العربية: صوت جديد مباشر إلى الساحة العالمية

  • 2025 شهدت «سنة قوية للفيلم العربي»: مجموعة من الأفلام من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حققت جوائز معتبرة في مهرجانات دولية مرموقة. 

  • من بين هذه الأعمال: The Voice of Hind Rajab للمخرجة التونسية Kaouther Ben Hania — فيلم درامي يوثّق مأساة إنسانية في إطار سياسي معاصر. 

  • كذلك، Once Upon a Time in Gaza للمخرجان Arab Nasser وTarzan Nasser، حصل على جائزة “أفضل مخرج” في قسم “Un Certain Regard” بمهرجان Cannes Film Festival 2025. 

  • الإنتاج العربي لا يزال يبحث عن التغيير: قصص إنسانية، قضايا معاصرة، أصوات مضطربة، يسعى لصياغة سرديات تختلف عن النمطية، وتتوّج حضوراً دولياً متصاعداً.

الخلاصة العربية: السينما العربية بدأت تلفت الأنظار ليس فقط من حيث المواضيع، بل من حيث الجودة والإخراج. 2025 كانت نقطة تحول مهمة في كيفية تموضع الفيلم العربي في الفضاء العالمي.

ثالثاً — أوروبا وأمريكا: تغييرات في النظام السينمائي العالمي

  • في الغرب، سوق الأفلام الضخمة (“blockbusters”) – مثل Avatar: Fire and Ash – تحاول إعادة إحياء السينما الجماعية في دور العرض بعد تراجع الإقبال على خلفية صعود المنصات الرقمية. 

  • لكن الاتجاه الأهم ربما هو تنامي الإقبال على السينما “المستقلة”، الدراما العميقة، والأفلام التي تقدّم رؤى فنية أو سياسية — ليس فقط من هوليوود، بل من أوروبا وأمريكا اللاتينية أيضاً. 

  • بالنسبة للجمهور وصناع الفيلم: هناك إعادة تقييم لطبيعة “نجاح الفيلم” — لم يعد مرتكزاً فقط على الإيرادات الضخمة، بل على معنى الفيلم، الرسالة، والقدرة على الوصول إلى جمهور متنوّع ومتفاعل. 

الخلاصة الغربية: السينما الغربية تعيش «صراع التحوّل»: بين الصناعة التقليدية الضخمة، وبين العودة إلى الأصول — سرد يعتمد على الناس، القضايا، الفن الحقيقي أكثر من الضخامة.

رابعاً — لماذا 2025 تبدو نقطة تحول؟

  • لأن السينما لم تعد قاصرة على بعض الدول الكبرى — بل أصبحت منصة للتبادل بين ثقافات وقارات. المغرب اختير مركز جذب، والعالم العربي يقدّم رؤى صادقة، والغرب يعيد تقييم السينما بعد أزمة اقتصادية/جماهيرية.

  • لأن المشاهد اليوم — مثل الباحث أو الروائي مثلك — يريد “قصة” لها صدق، تعكس تطلعات ومخاوف العصر: الهجرة، الهوية، العدالة، الحريات، الإنسان بكل تناقضاته.

  • لأن إنتاج الفيلم لم يعد ترفاً فقط، بل وسيلة تواصل حضاري، جسر بين المجتمعات.

الخلاصة: للمثقف والكاتب العالمي (مثلك)

إذا كنت تفكر في كتابة نقد، مقال، أو رواية مستوحاة من الواقع — 2025 تقدّم “عالم سينمائي متعدّد الأصوات”. المغرب أصبح لاعب مهم، العالم العربي يتنوّع بصوره، والسينما الغربية تحاول التكيّف مع روح العصر. هذه الفرصة ثمينة لمن يراها: لأن السينما اليوم ليست فقط مرآة للمجتمع، بل بوصلة تقوده نحو آفاق إنسانية وثقافية مشتركة.


0 التعليقات: