في العالم الحدي بين ستار الليل المغطى وهمسات الفجر المترددة، أعبر أروقة الوعي السرية. بينما تنحل الشرنقة النائمة، وتتلاشى حدود الوجود، فقد ولدت من جديد في مسرح المتاهة لعالم اليقظة.
الواقع، لوحة من الشظايا العابرة، تنشر لوحتها المجردة أمام ناظري غير المستقر. الظلال والمادة، الأحلام والأوهام، ترقص رقصة الفالس البراقة، وتصميم رقصاتها الكونية لغز محجوب في لغز الزمن.
أصبحت كيميائي
الحواس، محولاً ألوان النوم إلى لوحة الوجود القزحية. يختلط الدنيوي والصوفي،
ويتحول المألوف إلى غامض.
سيمفونية
سريالية، لحن متعرج من تأليف ملهمة العقل الباطن المتقلبة.
أنا لست سوى
وعاء للأتمتة، وعاء ينجرف في تيار الفكر، حيث يرفرف المعنى مثل فراشة من ورق شاردة
في عاصفة.
لقد تمزق الحجاب
الأثيري للعقلانية، وكشف عن الجوهر الخام غير المفلتر للعالم. تتجلى مفارقات
الواقع، وأنا، مستحضر الروايات السريالية، أنا ناسج الأحلام الممزقة.
يصبح الصحو رحلة
عبر أروقة العقل التي لا حدود لها، رحلة حيث تتلاشى حدود العقل، وتزهر عبثية
الوجود.
إن نداء المنبه
الصاخب هو بمثابة أغنية صفارة الإنذار، ومنارة ترشدني عبر ضباب ذاتي المجزأة.
في سريالية الصحو
المجردة هذه، أحتضن الفوضى والجمال والغموض. أنا مستكشف العقل الباطن، حالم وسط
شظايا الواقع، فنان يصوغ قصيدة نثرية لا تنتهي حيث تذوب حدود الذات، وينكشف لغز
الوجود في كل جزء من الفكر.
الصحو على قبلة
الصباح اللطيفة،
يستيقظ العالم
بنعيم همس.
وتطل الشمس من
خلال الستائر بابتسامة،
وأنا أحتضن
اليوم، ولو لفترة من الوقت.
الطيور في
الخارج تغني أغنيتها المبهجة،
لحن الطبيعة
الذي لا يخطئ أبدًا.
رائحة القهوة
تملأ الهواء،
عندما أستيقظ من
سباتي دون اهتمام.
العالم جديد،
لوحة قماشية لم تُمس بعد،
مع الأحلام،
بعيدًا عن الإمساك بها.
سأغتنم اليوم،
وأستفيد من الساعات إلى أقصى حد،
في هذا الصباح
الجديد المليء بالأمل والزهور.
مع كل لحظة صحو،
هناك فرصة لأكون،
أفضل نسخة من
نفسي، برية وحرة.
العالم ملكي،
عندما أخرج من الباب،
لأن الاستيقاظ
هو بداية ما هو أكثر من ذلك بكثير.
في عالم قبضة
النوم الحالم، أستيقظ، ليس على صوت الإنذارات الميكانيكية الصاخبة، ولكن على همسات
الكون الأثيرية. وعيي، الذي كان ينجرف في نسيج الليل، ينحل ببطء مثل خيط منسي،
وينسج نفسه مرة أخرى في عالم الصحو.
تتلاشى حدود
الواقع، وأجد نفسي معلقًا في المساحة الفاصلة بين الحلم واليوم.
الغرفة من حولي،
بخطوطها المألوفة، تبدو وكأنها تتمايل وتتموج مثل سراب في الصحراء، سراب اليقظة.
بينما تسكب أشعة الفجر الأولى أسرارها على العالم، يتم نقلي إلى عالم حيث لا تأثير
للوقت والمنطق.
أنا وعاء منعزل،
ينجرف في مياه اللاوعي المضطربة، حيث تنحسر الأفكار وتتدفق مثل المد والجزر، مجزأة
مثل الذكريات المنسية. ينكشف المشهد السريالي في ذهني، مجموعة من الصور المجردة،
المنفصلة والعابرة، مثل شظايا مرآة محطمة.
ظل يرقص على
الحائط، شبح مراوغ يتحدى قوانين الجاذبية. إنه يدعوني أن أتبعه، وأن أطارد أشباح
مخيلتي، وأن أستكشف المناطق المجهولة في العقل. أخطو عبر مرآة وعيي، وهناك أواجه
العبث والخيال، والغموض.
في هذا العالم
السريالي الشفقي، تسير الآلات الفكرية في انسجام تام، وأطرافها الميكانيكية تطن
وتدور. إنها تؤلف سمفونيات العبث، وألحانها عبارة عن تنافر من التناقضات. يأخذ
التجريد شكلا، ويذوب الشكل في التجريد، والتجريد في الشكل ، رقصة الوحدة المتناقضة.
أتجول في كوكب
الأحلام هذا، مستكشفًا للعقل الباطن، غير مثقل بقيود العقل. في هذه الفترة الفاصلة
بين اليقظة والحلم، ألقي نظرة على نسيج الوجود الغامض، فسيفساء من المعنى المكسور
والجمال السريالي.
بينما أعيد
تجميع أجزاء نفسي اليقظة تدريجيًا، أحمل معي بقايا هذه الرحلة عبر التجريد. في ضوء
الشمس المشرقة، ولدت من جديد، باحثًا عن جمالية الغامض والغريب، متشابكًا إلى
الأبد في ألغاز الوجود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق