في الامتداد الزائف لمشهد الأحلام، حيث يتجلى هيكل الشوق مثل الظلال السائلة على قماش الوعي القزحي، أجد نفسي على غير هدى في عالم من العجائب السريالية.
تخترق أبراج الرغبة المتطاولة حدود إدراكي الغامض، وتصعد نحو هاوية زرقاء، حيث تعانق السماء المقببة نزوات شوق قلبي الأثيري. تتقاطع درابزينات عدم اليقين مع حدود الواقع، بينما تذوب الأبراج والمآذن السريالية في رقصة الأفق التي لا نهاية لها.
ضمن هذا الخيال
المجرد، تتشكل الهندسة السريالية للشوق في أبراج متلونة من الرغبة البلورية، وتعكس
جوانبها الكسرية الجوانب المتعددة الأوجه لسعي الروح الأبدي. تمتد جسور الألغاز
عبر هوة العقل، وتربط عوالم متباينة من الذاكرة والخيال، كما لو كانت منسوجة من
خيوط الحرير للأحلام المنسية.
وسط هذا الصرح والمتاهة
للعقل الباطن، تنبض أضلاعي بإيقاعات الرغبات المنسية، وتشهد معالمها على الهندسة الغامضة
للقلب. السلالم تتصاعد إلى ما لا نهاية، ولا تؤدي إلى أي مكان وفي كل مكان، كما
يتردد صدى همسات الشوق في غرف العقل الخلفية.
الهندسة
المعمارية السريالية للشوق تغزل نفسها في نسيج الوجود ذاته، متجاوزة حدود الزمان
والمكان. في هذا الباليه المجرد والتلقائي للروح، يجد القلب عزاءه في احتضان
الغياب والحضور المتناقض، وهو ملاذ حيث يلتقي السريالي والحقيقي في رقصة أبدية مفعمة
بالجمال الغامض.
وسط ممرات الشوق
المتاهة، حيث تتشابك الأصداء الأثيرية للرغبة والذاكرة، يظهر هيكل سريالي من
الشوق، ولد من التصميم الغريب لعالم اللاوعي.
في مشهد الأحلام
المعقد هذا، ترتفع هياكل الشوق الشاهقة إلى السماء، وتشهد أبراجها على الشوق
اللامحدود الموجود داخل قلبي. سلالم حلزونية لا نهاية لها، تؤدي إلى عوالم مجهولة،
بينما تفتح الأبواب على غرف الرغبة، لكل منها عالم في حد ذاته.
تتكون أسس هذا
الصرح السريالي من لحظات مهشمة ورغبات مجزأة، معلقة في حالة من عدم التصديق الدائم
. تكشف الجدران الشفافة لمحات من أحلام لم تتحقق، وبينما أتجول في الممرات، تطاردني
وتبهرني في الوقت نفسه أشباح ما كان يمكن أن تكون.
هنا تتوقف
قوانين الفيزياء والعقل عن التطبيق. تنحني الجاذبية حسب إرادتي وأمشي على أسقف
رغباتني، متحديين قيود العالم الدنيوي. إن هندسة الشوق مرنة ومتغيرة باستمرار، وهي
مظهر من مظاهر رقصات النفس البشرية المتواصل مع التطلعات التي لا يمكن تحقيقها.
ومع ذلك، في
مشهد الأحلام التلقائية هذا، هناك جمال متناقض في استحالة التحقق. ويصبح الشوق
نفسه هو الهدف، وتتحول هندسة الشوق إلى ملاذ لنفسي الحائرة.
.
0 التعليقات:
إرسال تعليق